البسمة التي رحلت
د . أحمد عثمان
د . أحمد عثمان
سوريا
أعزف آلامي ...
يلاحقُني طيفهم...
أدسُّ ملح الأسى في الجراح ِ ...
فتمضي أكثرَ ...
أفتشُ قلبي وأَنشُدُ تراتيلَهُ ...
تُجلجِلُ حركةُ الثكالى ...
فأطيلُ طيفَ العذابِ على أهله ِ ...
لي على البسمة كلَّ العتبِ ...
لم تخيمْ عندنا ...
بلابُلها لا تغني في حقوِلنا ...
عصافير غصَّتْ في تغاريدِها ...
وبيوتِنا القديمةِ...
نامَ فيها الحمامُ ...
سهولُنا أوديتُنا .. جبالُنا ...
داستْها الطرقُ والمشاويرُ ...
يعبُرها المارونَ يغضُّونَ طرْفهُمْ ...
بالطَّل الذي عَقَدَ دمعةَ اللؤلؤِ ...
بكلَّ المفارقِ ...
وكروم العنبِ والتينِ .. هجرَتْها المحبةُ ...
وأشجارُ الغارِ نامتْ ...
فاتحةً قلبَها لطيورِ السماء ِ...
أيتها الصخرةُ هَبيني فرحاً ...
هبيني بسمةً ...
أغسلُ وجنتيَّ .. الميتتانٍ ...
ورودَنا ترحلُ مذعورة ً ...
تصمتُ كلَّ الشتاءِ ...
تصنعُ عطرها ...
وحينَ نشرتْ شذاها ...
داسُوها بلا رأفة ٍ ...
لا يأبهون بالعبير ...
مشرعةً جرودُ روحي ...
تحتلُّها الرغباتُ ...
أيتها البسمةُ لن أقفَ أمامَ سحرك ِ ...
حاملاً بياناتي ...
أستجدي همسةً ...
يهجُّرني رفاقُكِ ...
يحتجونَ أنكِ لم تفيقي ...
تمددتْ سهراتُك بالملاهي ...
تقرعُ الطبولَ ...
أو أنَّ طراوةَ الربيع ِ ...
أثقلتْ رمشْيكِ ...
لن أنحني .. لن أُحني هامتي ...
مادامتْ أحزاني تشدُّ على يديَّ ...
ومادامَ ألمُ السواقي ...
يجري من حجرٍ إلى حجر ...
ومن حقلة ٍ إلى أخرى ...
سأبقى أستظل بالعُلَّيقِ والصَّفصاف ِ ...
حاملاً ناياً أغنى للبؤسِ والأسى ...
مادامت أمنياتُنا لم تعرف ِ الطريقَ ...
تتنقل من سفح ٍ الى سفح ٍ ...
ومن ذٌراً إلى ذُراً ...
كالأوراق ِ البالية ِ حينَ ...
يجرفُها الزمُن ...
أيها البدويُّ .. أيها الراعي هَبْني ...
خيمة ً على آخر حدود الصحراء ِ ...
أفـيءُ بها آلآمي وأحزاني ...
حين يهدُّها الوهن ُ ...
حيثُ الأفاعي وصليلُها ...
والعقاربُ تضيءُ ...
وطيورُ القطا هائمة ً ...
فـي مجاهلها ...
وحيثُ أنتِ أيتها البسمةُ ...
ملجئي الأخير ...
تاركاً روحي وصبري ...
بين جانبيك ...
في ليلها ونهارِها ...
د . أحمد عثمان .... شاعر من سوريا
..................................
حي
ردحذفحياك الله د . احمد اثملتني في حديثك
ردحذف