المشاركات الشائعة

الأحد، 5 يناير 2014

قراءة في ديوان رماد الروح / سندس سالمي .. الجزائر ....................





قراءة في ديوان رماد الروح
سندس سالمي .. الجزائر

وأنت تلامس ديوان شعر "رماد الروح " للثنائي الشاعر معتز أبو خليل من سوريا والشاعرة سليمة مليزي من الجزائر ..انه لمسة خاصة أضيفت إلى المكتبة العربية ،وبمقدمة رائعة جدا للشاعر إدريس زايدي من المغرب ..يحتوي على 80 صفحة من الحجم المتوسط و36 قصيدة تنبض بإحساس شاعرين
الأول كتب بحرقة نار الغربة وحنين وطن يصرخ في العتمة
إذ يفتتح الشاعر معتز أبو خليل نوافذه ويتطلع إلى آمل في أولى قصائده" من يأخذني إلى النور"
نافذة واحدة لا تكفي
لتملأ وحدتي بضوء القمر
ولا سفينة واحدة تستطيع إبعادي
عن سواحل الأحزان الخريفية
خطوة متعجرفة بين أصابعي
تعيق المسير
.....
أتلمس خشونة الأيام مللت الوقوف منتظرا
مللت أحزاني
من يرشدني إلى النور
يتساءل في غيابات القصيد والغربة تأكل ما تبقى فيه من روح حزينة يلوح له الحنين ويتوسل عند الصلاة
اقترب ...أتأمل في السراب
في الآخر
بين حبات السديم
في فنيات اللانهاية
خطى خائفة
هكذا إذن هو الشاعر المسافات .. يكتبها بحرقة نار الغربة واحتراق قلب

يا ليل الغرباء كيف تفك قصيد شاعر احتوته المنافي جرعات سم يقتله عند كل مساء
يأتي الليل غريبا
ما بين الاسم والاسم
تلك لوحات غامضة..مهترئة
أهي روحي الراكدة
أم الخلود في عذاب الماضي
منذ موت الكلمات بصوتي
والشعور يتحجر بداخلي
.....
......والأماني دائمة السفر
بين الحلم والحقيقة
ويواصل السير مع الكلمات بخياله يبحث عن ساعته المنسية
وعن حقيبة طوتها حكايا الأيام في ذكرى جعبة من إحزان حيث ينساب الحرف منه تراب يشم منه عبق الوطن لتعود به الدموع مسافة أخرى وهذيان االعثرات التي دحرجته حتى غدا الطريق عربة سوداء احترقت فصولها وما بقي غير رماد روح ينثرها غربة بعد أخرى على شفاه قصيد يرتله في الصبح والمساء
إنها أسرار ليل وقصيد قلب ضاع في دهشة الحنين تارة والشوق تارة أخرى والوطن الذي شكل منه قصيده المؤجج بالوهج المعتق في حدود العناوين التي أرخت أناته الحزينة وهمهمة حيرة شاعر يطوي خلفه مسافات الشجن والخطوات تفتش عن أمل في أفق ذاك الغسق لوطن يريد احتضانه
وبين هذا وذاك نجرجر سكرى القصيد لنتفاعل مرة أخرى مع خواطر وأشعار الشاعرة سليمة مليزي ونبدأ نقرا رسالة القلب التي شكلتها الذكرى عبق من ياسمين
حين تتذكرني السنون
احن إلى رسائلك القديمة
المستيقظة في أدراج ذاكرتي..
أشكو لها الساكن قلبي..
أي مسكن هذا حين يكون القلب عامرا بنفحات الذكرى والقصيد وانتشاء اللحظة التي تغمره
واراني مرة أخرى معك
اجل هكذا فتحت سليمة دفترها مع القصيد
وزعت حرقة القلب وسلام طيب إلى من ليس بعدها احد
فكانت للألم وللام فقط رائحة الأمومة في محياها
من عطر الجنة
ولأنها الأم تدرك معنى هذا البوح
إلى أن نصل ولسان بوحها يلوح من ارق الانتظار
انتظار بين شوق والمناجاة بعين القدر واشتهاء الوطن على اثر حبيب تشتهي فيه ثماره وأحصنته وقصوره المرصعة بالزمرد الندي
هكذا إذن هو العنفوان بين الروح ومدن الشوق التي تسكنها فرحة التجلي واعتراف حيث المطر يغسل وجه القصيد ..
وما زلنا نسير على زورق البوح ونجتر أياما تحسب لها وعليها إنها البراءة التي تشعل قلب الشاعرة للترصد لها الذكرى معانقة الطفولة ....
افترش الأرض حريرا..
وزمردا ونمارق كالنجوم
اشعر في هيبتي رجل..
لم يعانق براءة الطفولة
ليتني امرح في عبير ...براءتي الضائعة
فوق السحاب وارفة...
أتمرد على كل الفصول
كل الطقوس
أخربش وجوه العناد..
لتعود ونعود لعشق اكبر في وجود انه الوطن الذي يحرك قريحة الكتاب وقريحة شاعرتنا التي لم تفارقها هذه القطوف الدانيات
هو الوطن ..
الروح والحب والانتماء..
إليك الحنين يشدو..
بلحن لم تطرب له الألحان
ولم تكتب له الأشعار ..
بلادي احبك فوق الظنون
ولا تزال الشاعرة تشعل فوانيسها إذ تقول في قصيدتها
اتعبني الضجيج
اهرب إلى ملذات الحلم الخرافي..
وأجنحة الصمت تأخذني..
لظل شجرة تزرع في الحنين
......
......
وفراديس الحب تمتطي..عذريتي..
وفوانيس الزهر كلؤلؤة في جنات الخلد
ونوافر يغردن طربا لوحدتي..
يخطفني السكون إلى سبع سموات
انه الشعر ....انه القصيد حين يأخذ الشعراء إلى سدرة المشتهى يكون البوح يكون التمرد ويكون الانبثاق في وشاح الالق عناقيد من فرح
إليك فقط
ازرع جسدي على صدرك
لاقتات من عشبه
واشم رائحة العطر في تنهداتك
إليك فقط
أفك أسرار الكون واحن للهفة العشق فيك
أنت من أسكنت في الروح
هكذا ليصل بها الهذيان الجميل إلى جنون من نار ولهب تشتعل بين قصيد وقصيد وتنثر رماد روحها ليتشكل من جديد وطن يسكن فيه الشعراء ...وطن من نور ومن نار
اهو القلب ؟؟ أم وطن الأرض التي تعطر نفس التوهج والولع لتحتضن الشوق الذي لا ينتهي في مواسم الفراشات التي تحلق وترقص للضوء حينا وترسم خرائط العشق حينا آخر
انه الاحتراق وانه رماد الروح حين تنثر ما تبقى من غسق المساء هذه قراءتي المتواضعة في ديوان مشترك بين شاعر من سوريا هو معتز أبو خليل وشاعرة من الجزائر هي سليمة مليزي .. أتمنى لهما بوحا واشتعالا آخر على سطور من وهج...


الجزائر يوم 31/12/2013 الكاتبة سندس سالمي


.............................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق