أسوارُ بابل
كريم عبد الله
العراق
أسوارُ ( بابل ) لمْ تعد مهدّمةْ
شامخةً تعودُ منْ جديدٍ مبتسمةْ
شامخةً شموخَ النخيلْ
عصيّةً
منيعةً
محرّمةْ
تنامُ تحتّ ظلِّ تأريخها
الظليلْ
عازرٌ ينتظرُ الغزاةَ على
الحدودِ
بأحلامهم الهرمةْ
هباتهُ كثيرةٌ
يحملُ الموتَ فيها والعويلْ
( أورْ ) ...
وقدْ إستفاقتْ مدجّجةً
بإيمانها
منْ نومها الطويلْ
تحملُ البشاراتِ
ل ( آشورْ )
ياربّ عازر تكالبتِ الذئابُ
كشّرتْ عنْ أنيابِ حقدها
المستورْ
جرذانٌ تدنّسُ أرضكَ
أمطرْ بسجيلكَ المنظورْ
على جيفٍ تحملُ ظلالةٍ
وفكرٍ متهرءٍ منخورْ
أهمْ التتارْ
عادوا لأرضكِ يا بابلْ ؟
بُعِثوا منْ ركامِ المزابلْ
؟
يحلمونَ بالظلامِ
والموتَ
والدمارْ ؟
أهمُ الرعاعْ
ينعقونَ منْ خلفِ القِلاعْ
؟
هل خُيّلَ للطغاةْ
أنْ لا حياةْ
في أرض اللهْ ؟
سيعلمُ البغاةْ
حينَ يلتهمُ طوفان الفراتْ
كلَّ حقدهم
وزيّفهم
حينَ تضيقُ بهمُ الأمكنةْ
إنّهمْ لمْ يكتسبوا منْ
حقدهم أيّ حسنةْ
وسيلعنهم التأريخَ
وتلعنهم الأزمنةْ والمكنةْ
وستخرسُ بمحرابِكِ يا بابلَ
كلَّ الألسنةْ
وتتصاغرُ الملوكَ ببابكِ
تستجدي عطفكِ
قدْ خسرتْ رهاناتها
وأحلامها الملوّنةْ .
كريم عبد الله ...
العراق
...........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق