المشاركات الشائعة

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

مَنَاراتُ الكِفـْـــــــلِ / شعر : رياض الدليمي العراق ......................



 
مَنَاراتُ الكِفـْـــــــلِ
شعر : رياض الدليمي
العراق

أَيَتُها المناراتُ السحيقةُ
أَترِكيني أَمْضي
أَنا قادمٌ أمرُّ عَبرَ المَجَراتِ
لا آبهٌ بما سَطَّرَهُ الأولونْ
عَلى جُدْرانِكِ المَنْخُورةِ
ولا آبهٌ لِمَدافِنِ الأنبياءِ الكُثرْ بِحَضْرَتِكِ
هَاهِيَ المَحَطَاتُ
هَاهِيَ مَزَاداتُ التاْرِيخِ
تِلْكَ كُوفِيةٌ وعِقالْ
وهذهِ مَطيةُ صالحْ
وَنَاقةُ سليمانْ
وَفَحُولةُ داودْ
ماثلةٌ تشهدُ
على :
مَنْ سَرقَ الوطنْ
وِمَنْ حَرَّف القَلمْ
وَغَسولُ القَدَمينِ
أَيَتُها المنارات
حِجارَاتُكِ تَرْمِيني
شِختي وهَرّمتِ
بتِ أكواماً وحَجَرْ
وعظاماً وسِيَّرْ
تاهتْ ثُرى (ذي الكفلِ )
بَيْنَ المَدْفونينَ بِحَضْرَتِكِ ...
أَنا القارئُ .. الشاهدُ
لِمكائِدَ التاريخِ
لِتَحْريفِ المسَّلاتْ
لِمصْيَدةِ قََرَوِياتِ الفراتْ
لأَسواقِ (ذي الكفلِ ) المَصْلُوبةِ بالآجرِ
لِلراياتِ السودِ المُعلقةِ
على الممراتِ
وَعَلَى هَشِيمِ قُبَبِ المآثرِ
أَنظرُ بَياضَ الجِبسِ
أَتِخَدَعَني مُراوَغةِ الجُدرانْ؟
أوشَهادةُ ( محمد الأَرْقِمي ) ... !!
عينايَّ الرماديتانِ تغوصان إلى :
ما تَحتَ طِلاءَ الشمسِ
لأَصباغِ الراياتِ
ولِبَصَماتِ الأناملِ المُحرَّفةَ
حيثُ ميلاد لَفَائفِ العِمامةِ
ولِلَحظاتِ الجُماعِ
وتَناسلِ (بني إسرائيلَ)
تَحتَ المناراتِ ....
أَنا لاشَيءٌ يذكرْ
غَيرَ شَهادَتي
وَما رَوَتُهُ ليَّ عَيْنايَ
وَفَمي
وَزِياراتي لِمَحطاتِ الكِفْلَ
سأتهمُ الجبسَ والساريات
والأجدادَ المعتقينَ بالجُرمِ
وسِلالَ التَمرِّ المحتلةِ للاماكنِ
وللمناراتِ المُعْوَجَةِ
وَلِرُكامِ التاريخِ المندرسِ بِلَحَائِفِ الضِلعِ
سَأتْلوا شَهادَتي :
لا يَهُم أَينَ المكانْ ؟
رُبَما بينَ حِزُوزِ التفاحِ
أَو بينَ دوائرِ سرِّاتِ الأنينْ
أَو بينَ شَرَاهةِ الأفواهِ تَحتَ الخِصْرِّ
لا يَهُم
أينَ ومتى ؟
سَأُسَجلُ هروبَ بَقَايا الحروفِ العبريةِ
تَحتَ نَصَاعةِ البياضْ
والاِنصياعِ لمهارةِ الجَباسِ
ووثائقَ ملوكِ التَحريفِ
سَتتل ُ شِفاهيَ المثقلةِ بهمومِ المطرِ
شهادةً
سَأتْرُكُها في حُوَيْصَلةِ النورسِ
ومَناقيرَ المساءِ
ومخالبَ الرغبةِ
ولهيبِ الزَندِ
وَغَفْوةِ عَينيكِ على مناحِرِ الشوقِ
وَتَمَنُعَكِ آخِرِ لحظاتِ الاعْترافِ
وَبَوْحَكِ في نهاراتِ المناراتِ
وهَذيانُكِ تَحتَ أفياءِ الفسائلِ العَطشى
وَبَحثُكِ عَنْ دِثائرِ (الكفل )
لَنْ يَشْفَعَ لكِ
دَلالُ الزعترِ
ثَمالةُ الكرومِ
خلجاتُ الزيتون
رعشاتُ الخدينِ
جسارةُ حماقاتي آخرِ الليلْ
حزنُ القصيدة
جنونُ الكمنجاتِ
ولا زَغاريدُ الدفوفِ
أو عَثراتُ أقدامِنا على سُفوحِ اللَّهبِ
وَهَدْيكِ تَحتَ رصاصِ الرحمةِ
 
رياض الدليمي ... شاعر من العراق
 
......................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق