المشاركات الشائعة

السبت، 23 نوفمبر 2013

سراديب الفراشات.... والوصية المكتوبة على ابواب الأصداف / ناديا عزيزة العراق ...................



 
سراديب الفراشات.... والوصية المكتوبة على ابواب الأصداف
ناديا عزيزة
العراق

***

رسالةٌ تُبلِغُني السماء فيها ... بأقامتي الجبرية
مع رعايا القمر

وتكتُبُني أبراج ... العذراء
غوايات المنفى ... على طالع الورق

ومن رحيق أنفاسكَ على جذوع الخشب
تزرعُني أشجار البيلسان ..... في غاباتِكَ والدخان



ألتقي بِكَ ... هناك
عندَ هذيان الصخور
وهي ... تحكي اسرارها للماء

عندَ شهقات الرمال
وهي ... تكتبُ وصيتها الاخيرة
على أبواب الأصداف

عند نهايات العصور الحجرية
عندما تَرسُمُكَ .... "أنت"
لغة الملامح ....... على جدران الكهوف
.
.
وشِعرٌ من الياسمين
ينحني لعواصف الشمس
وهي تجثو على معصميك
من خلف الزجاج .. وخيوط الحرير

مصلوبةٰ حروفي الخرساء
بين مسافات الثلج ... وخطوط يديك
كلما تنبئتُ بالثورة .... في سكون قلبي
تُثمِلُني عينيك ... بحرائق دَمكَ
وسجنُ يُرجعني إليهِ .. بعد حرية عبثي
على خرائط جسدك
.
.
كلما اعيد رسمَ خطوطي ..... وحدودي عليه

ياطفل الماء الذي غَير
طقس مدينتي
وليل مدينتي
وياسمين مدينتي
وكل عناوين الجرائد اليومية في مدينتي

يسحبُ مني هوية إنتمائي
ويسحبُ مني إسمي الثُلاثي
ويسحبُ مني جوازَ سفري .... وحقائبَ مروري
ويسكُنني أنثى
تغدو في مدارج الكولسيوم
منافِذ جميع الابوابِ .... لأُدخِلكَ مِنها الى عصوري

تتناثرُني أبجديتُكَ في معاطف الفرو الشتوية
وهي تَحمِلُ عطور .. الكاردينيا
وتراتيل زمن المعزوفات
عند الدخول في مطلعِ ..... كُلِّ صلاة

وأنا أتقاسَمُكَ
في كُلِّ موعدٍ
وفي كُلِّ شدو حمام
وفي كُلِّ عشقٍ
وفي كُلِّ مناسِكَ الخِتام
نبيذٌ
إلهٌ
وقبائلٌ لموراث الدم ... والعادات

تُفاجِئُني تسامي حالاتُكَ
بنبؤة الحياة ... وهجرة العصافير الفيروزية
وتناسل هالات النور ... على جبين الشمس
وغَرَقُكَ في عصور الذاكرة
التي ضاجعتْ السنابل الخضراء
قبلَ جفافها .. بمئات الاعوام
وقبلَ خمسون عاماً .. مِنْ الحوار
وقبلَ ألفُ وألفُ عام
.
.
مِنْ الولادات ... على النهود النحاسية

مِنْ نِصفكَ ... "أنتَ"
نصفي ... الأخر
نِصف شغف .. ليلي
نصف حنين .. صباحي
نصف تكوين .. مائي
نصف رعشات .. أنفاسي
نصف ولادة .. دمائي
.
.
ونصف ملامِحَ .. وجهي
والنصف الثاني يحتلهُ ... وجهِكَ "أنت"

صورةٌ شخصية .. تَحمِلُني في محفظَتِكَ
الجلدية
السوداء
الانيقة
الشرقية
ومعالم رجل
يُكمِلُ أسطورتي في الغبار العالق
مابين شراشفي المبللة بالاحلام
ومحطاتُكَ ... سراديب الفراشات
.
.
.
وموعِدٌ أخر ياسيدي .... معكَ "أنت"

***

نادية عزيزة
ستوكهولم 22-11-2013
 
............................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق