العيد والشياطين
في بغداد
سوزان سامي
جميل
العراق
(الجنونُ صنعةٌ
في بلدٍ لا يتقن غيرَ الجنون)
العصافيرُ التي
نسيت أنْ تسقسقَ في حيّنا،
أشبعتْ تشرين برداً
حطّتْ بكامل زينتها
على أسلاك عمرٍ مضى وآخرٍ لن يأتِ.
القرابينُ جاءتْ
بأغنيات العيد
ساعة التقاء الممنوع
بالفرح الحزين
أنت هناك تسلبهم
الساعات
قابعٌ في الذاكرة،
لا تشيخ.
رأوك قادماً يحملكَ
الكعك والنهر
شممتَ حزنهم فغادروك.
لعنةٌ تصبّها السماء
على عيون مدينتهم
لعنة بلا وطن،
بلا أقدام، بلاعيد
يقامرون بالزيزفون
والحناء والتمر المعذّب
تسامرهم النجوم
لتلتقيك
أواه يابغداد!
كم صلاة ضيّعها
شيطان عليكِ؟
ياقرّةَ عين الشيخِ
والراهبةِ والمُعاق
ياعمقَ الناي الحبيس
في أنفاسهم
وقبلةَ التائه
في صحراء ميتة
يا كلّهم ونصفهم.
كل الأناشيد تغازلكِ
وتنحني لك جماجمُ
الحمقى
يهدونكِ خشوعهم
ويقاتلون فيك انحناءات
السنين
سوزان سامي
جميل ... شاعرة عراقية
مقيمة في كندا
...................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق