المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

باسِقاتُ النَّخيلِ تُظلِّلُ قبري / محمد علي الهاني -تونس ...........



 
باسِقاتُ النَّخيلِ تُظلِّلُ قبري
- شعر : محمد علي الهاني -تونس


أَثْخَنَتْنِي الجراح ،
وسال دمِي في خريفِ البيادِرِ ....
لمْ أنسحبْ ....
كُنْتُ أغزِلُ نجْمَ الأغانِي
على ضفَّةِ الموتِ فوقَ فمِي،
والشَّظَايَا تُحاصِرُنِي،
وتُطاردني ...
آهِ، يا شفتي القاتِلهْ !

***

كفَّنَتْنِي المواويلُ ،
وانْتَصَبَتْ باسِقاتُ النَّخيلِ
تُظلِّلُ قبري ... ... ...
وهاجرتْ السَّوسناتُ خمائِلَها
لِتُمارِسَ كُلَّ طُقُوسِ التَّوَحُّدِ
في جُثَّتِي الرَّاحِلَهْ .

***

قُمْ بِنَا
أيُّها العاشِقُ المُنْتَمِي لِلَّظَى
قدْ تكلّمَ في المهْدِ عيسى ...
عَلاَمَ تُدَارِي هواكَ
وليْلُ الكوابِيسِ لا ينتهي
بالتَّأوُّهِ والأمُنياتِ الكسولةِ والْخاذِلَهْ؟

***

قُمْ بِنَا، انْتَفَضَتْ جُثَّتِي في الخرابِ
وهزّتْ إليْها بِجِذْعِ المرارةِ في اللّيلِ
كَفُّ السَّنى الباسِلهْ.
قُمْ بِنَا ...
هذهِ آخِرُ الحَشْرَجَاتِ بدرْبِ المُنَى ...
إِنْ أَمُتْ في الهَزِيعِ الأخيرِ مِن الجمْرِ
دَعْ جسدي - يا رفِيقُ - بِلاَ كَفَنٍ،
إِنَّ جسمي المُدَجَّجَ بالسَّوسناتِ
مُشَاعٌ لِطيْرِ الفضاءِ وللسَّابِلَهْ .

***

قُمْ بِنَا ...
قُمْ بِنَا لِنَمُوتَ معًا
أوْ لِنحيا مَعًا !
باسِقاتُ النَّخيلِ تُظلِّلُ قبري،
وكُلُّ الفراديسِ في جُثَّتِي اخْتَبَأَتْ ...
والمسافةُ بيني وبين المواوِيلِ حُلْمٌ :
لماذا يمُوتُ العبيرُ
وتبْقَى مع الشَّوكِ - في روْضتِي-
زهرةٌ ذابِلَهْ ؟

شعر : محمد علي الهاني
- توزر ، تونس -
 
......................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق