كلمتين لمصر
العقيد بن دحو ... الجزائر
يقول الشاعر المرحوم أحمد فؤاد نجم في قصيدته الشعرية الشعبية من ديوانه الشعري (العنبرة) ص39, الكتاب صادر عن المؤسسة الوطنية للكتاب تحت رقم النشر:1702/84 / الجزائر- 1985. كلمتين لمصر / النشيد الأول والنشيد الرابع:
كل عين تعشق حليوة
وأنتي حلوة ف كل عين
يا حبيبتي
قلبي عاشق
واسمحي لي بكلمتين
كلمتين يا مصر يمكن
هما أخر كلمتين
حد ضامن يمشي آمن
أو مآمن يمشي فين....؟
أدي كلمة من عذابي
قلتها لك
باقي كلمة
من حنيني صنتها لك
ف الضلوع
من دنيا ظالمة
كنت خايف يلمحوها
يقتلوها ف سكة ضلمة
شقشقت والنور بشاير
زهرة الصبار ياسلمى
يا نسيم الشوق يا طاير
خذ لمصر الصبح كلمة
طول ما يبقى الركب ساير
بالبصايروالعنين
يبقى ضامن
يمشي آمن
يبقى شايف
يمشي فاين.
كانت هذه كلمتين نقلتها بأمانة كما هي شعبية قحة أصيلة ,ترى زهاء ما يقارب 29 سنة منذ أن انشد الشاعر وطنه وهو يستشعر خسارة شيئ ما يحز في نفسه. كم تحتاج مصر اليوم من كلمة من قلب شاعر ,وكم تحتاج من شعر ,وكم تحتاج من قصيدة شعر ,وكم تحتاج مصر اليوم من ديوان شعري ,وكم تحتاج من وقت ,كيما تعود الى جادة الصواب .اليوم مصر ليست للشعر ,ولا لغير الشعر ’مصر اليوم في عين إبليس حين يفكر فيها المرء بمنطق القوة والعنف,مصر اليوم ذات الشعبين وذات الرأين وذات قلبين وذات التاريخين وذات الجغرافيتين ,قسموها مثنى إثنين إثنين ,على سكتين أسلمهما نار وسعير.مصر اليوم هي أزهرين,وهي أسكندريتين ,وهي عسكريتين ,وهي نيلين ,وهي ليلتين وصعيدين ,وهي مصر داخل مصر ,وهي لكل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ,وكل منهما عبد الناصر ,ولكل منهما سيد قطب ,ولكل منهما سعد زغلول ,ولكل منهما أكتوبر الخاص والعام ,ولكل منهما معاهدته الكومبديفيدية ,ولكل منهما رابعته ولكل منهما مظاهرته ,ولكل منها ثورثه ,ولكل منهما دستوره,ولكل منهما سجنه وقصره,ولكل منهما شعاره وتفويضه الخاص .ليس لمصر اليوم ملجأ ومأمن ومسند إلا أن تعود لكافة الشعب المصري والعربي القومي والوطني وللعالم ,وأن ترمى بالمصالح المادية الضيقة عرض الحائط ويذهب الدستور الى الجحيم إن كان يمشي بمنطق إثنين إثنين على وزن أخوين ,وقوميين وديمقراطيين ,الشعب العربي واحد لكنه يبدو على مالا يرام ,ونحن نشاهد صورة المحصنات البنات في عمر الزهور وراء القضبان وكأن القاضي والناهي فيها عثر على (الصوفة الذهبية المقدسة) في خروف القضاء ,كيما يخرجون لنا بهذه الخرجات البنات والنساء في السجون .والعدو الحقيقي يطيب له ذلك ويفوت رسائله قائلا أنظروا من العنصري من يسجن الديمقراطية ,من يسجن الحريات ,ومن يقتل البنات ويسجن العبهريات ؟ ,لسنا الفاعلين نحن متحضرين اما الذي يقتل هم هؤلاء العسكريين على وزن شعبين وعلى وزن كلمتين كما قال الشاعر الشعبي المرحوم أحمد فؤاد نجم او كما يسمى شعبيا :(عمي أحمد).
في الختام نقول قلبي على مصر لكن على أي مصر ,وعلى أي قلبين ينبض هذين الصدرين المكلومين المفجوعين!…. ؟ ليصير كما كان واحدا في واحد في واحد ,وكما ذكرت بالقرآن الكريم ثلاث مرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق