المشاركات الشائعة

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

كلمة إلى الشاعر أحمد فؤاد نجم من ابنته نوارة / آخر قصيدة للراحل الشاعر احمد فؤاد نجم إلى الأمة العربية ... الثقافي ثقافي ...................


كلمة إلى الشاعر أحمد فؤاد نجم من ابنته نوارة

 لا أعلم من أين أبدأ، لكنني أعلم تماما أن ما أواجهه الآن صعب التصديق بالنسبة لي . أبي، شاعر الشعب أحمد فؤاد نجم، هو بالنسبة لملايين في الوطن العربي، وبالنسبة لي في المقام الأول، رمز للحياة، والمقاومة، والرفض، والمثابرة، ومقابلة متاعب الحياة بالسخرية والصبر الذي لا تصحبه شكوى، ولا يشوبه تململ، بل ينتزع الضحكة من الألم والسجن والتعذيب والظلم. أبي، هذا النحيل جدا، كان يقض مضاجع الطغاة، وكأن نحوله جعل منه شوكة حادة يصعب تقليمها. أبي، هذا الشاب الأبدي، الطفل الأبدي، الأمل الأبدي... أبي أنا يموت؟ لا يجوز على أبي الموت كما يجوز على بقية الأحياء، هكذا كنت أعتقد. كنت أستعد دوما للموت، في يقظتي، وقبل منامي، كنت دوما أشعر بقربه مني، وأتعامل معه بوصفه الحقيقة الوحيدة، لكنني فشلت تماما في خلق أي رابط ما بين الموت وأبي. حتى هذه اللحظة، أنتظره ليدخل من ذاك الباب، ويسبنا ضاحكا وهو يتعجب من حزننا ويسخر من دموعنا ويقول إنه جاء ليتسلم الجائزة بنفسه، ثم يترك هذا الحفل المهيب، وهذا الجمع الأنيق، ليعود ويجلس مع الفقراء والصعاليك الذين قضى حياته معهم، وكان لا يستمتع سوى بصحبتهم. حتى الآن، أشعر أن والدي أعد لنا مقلبا، وأن الأمر لا يعدو كونه علم بأن احتفالا مهيبا رسميا قد أعد له، فقرر الهروب من هذا الجو الخانق بالنسبة له إلى فوق، وأنه سيعود بعد أن ينتهي كل شيء وهو يضحك ضحكة طفولية ويقول بإنه تمكن من خداعنا جميعا لأنه فلاح مصري . حتى الآن أسمع صوت أبي وهو يغني، ولا أفهم معنى أن تعيش الدنيا بدون غنائه. قال لي أبي إنه حين كان جنينا في رحم أمه، كان وضعه مقلوبا، لذلك، فقد جذبته المولده من قدميه بدلا من أن تجذبه من رأسه كما هو المعتاد، فنزل إلى الدنيا على قدميه، الغريب، أن أبي حين فارق هذه الدنيا، كان واقفا على قدميه؛ جاء إلى الدنيا على قدميه، وعاش وهو واقف عليها، ولم يتحمل الجلوس ولو للحظة واحدة، فذهب وهو مازال واقف عليها .
 لن أقول الوداع يا أبي فصوتك معي دائما .
شكرا لزميلتنا الشاعرة السورية سهى سلوم ، لتفضلها وتزويدنا ، كلمة ابنة الشاعر المصري ، أحمد فؤاد نجم ..... محبتنا للجميع .


آخر قصيدة للراحل الشاعر احمد فؤاد نجم

إلى الأمة العربية : بعد الـ"طز" لم يعـد يليق بكِ التحية

إلى الأمة العربية.. ما أخبار فلسطين .. شعب بلا وطن .. وطن بلا هوية
ما أخبار لبنان.. ملهى ليلي كراسيه خشبية وطاولته طائفية
ما أخبار سوريا.
.
تكالبت عليها سكاكين الهمجية
ما أخبار العراق.. بلد الموت اللذيذ والرحلة فيه مجانية
ما أخبار الأردن.. لا صوت ولا صورة والإشارة فيه وطنية
ما أخبار مصر.. عروس بعد الثورة ضاجعها الاخوانجية
ما أخبار ليبيا.. بلدّ تحولّ إلى معسكرات أسلحة وأفكار قبلية
ما أخبار تونس.. انتعلّ رئاستها مهرجّ بدعوى الديمقراطية
ما أخبار المغرب.. انتسب إلى مجلس خليجي باسم الملكيّة
ما أخبار الصومال.. علمها عند الله الذي لاتخفى عنه خفيّة
ما أخبار السودان.. صارت بلدان والخير خيران باسم الحرية
ما أخبار اليمن.. صالحها مسافر وطالحها كافر وشعبها قضيّة منسيّة
ما أخبار عمان.. بلد بكل صدق لا تسمع عنه إلا في النشرات الجوية
ما أخبار السعودية.. أرض تصدرّ التمر وزادت عليه الأفكار الوهابية
ما أخبار الإمارات.. قبوّ سري جميل تحاك فيه كل المؤامرات السرية
ما أخبار الكويت.. صارت ولاية عربية من الولايات المتحدة الأمريكية
ما أخبار البحرين.. شعب يموت ولا أحد يذكره في خطاباته النارية
ما أخبار قطر.. عرابّة الثورات وخنجر الخيانات ومطبخ للامبريالية
إلى الأمة العربية.. بعد ” الطز ” لم يعد يليق بكِ التحية
لم يعد يليق بكِ سوى النعيق والنهيق على أحلامك الوردية
لم يعد يليق بكِ سوى أن تكوني سجادة تدوس عليها الأقدام الغربية
لم يعد يليق بكِ شعارات الثورة حين صار ربيعك العربي مسرحية
لم يعد يليق بكِ الحرية حين صارت صرخاتك كلها في الساحة دموية
لم يعد يليق بكِ أن تصرخيّ بالإسلام وتهمتكِ بالأصل أنكِ إرهابية
لم يعد يليق بك يا أمة مؤتمراتها مؤامرات وكلامها تفاهات وقراراتها وهمية
لم يعد يليق بكِ التحيةّ.. يا أمة دفنت كرامتها وعروبتها تحت التراب.. وهي حية

...................................................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق