المشاركات الشائعة

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

.التشكيلي ..جورج شمعون. / سوريا . أيمن رزوق................................................




.التشكيلي ..جورج شمعون.
سوريا . أيمن رزوق.

فنان ينتشل من الحياة رضابها ؛ صافيا كأسطورة من الخلق الأولى ..حيث (إنانا ودموزي )على مشلح الهواء ؛من غير أجنحة ولا عصافير ..الشوق عنان ريشته ؛ والعشق غيمه الشارد على أطرافها الهاربة من عميق الأيام..والمشغول بأنامل الصباح ؛ وعطر الألوان الناعمة ..حيث لوحة الوجود المكتملة بنقصها..والفائضة حتى الفراغ..كأن ثنائية الشمس -العتمة ؛ تأخذ ريشة الفن...ان الى مكان هو من الزمن المغزول بخمر الروح العتيقة والمنتشية بعناصر الأسطورة المتألقة ؛ لتصير تكوينا زخرفيا..ويتحول التكوين الزخرفي الى حياة ولغة ينطق حروفا من الملاحم والشعر ..
الزخرفة النباتية تتحول بين يديه الى (تيمات ) مؤنسنة ليست حيادية ولا تقف بين عناصر اللوحة لوجاهة جمالية فقط..بل هي تعيش سؤال الخط ..وجواب الألوان .
..أحيانا تكون الطفولة امتدادا لزخرفة ما ؛ مستندة بإهمال على بوابة العمر العتيق المشغول بذكرى فرح قديم..ومتآكل ..حتى تكاد الروح تخرج منه الى عطرها السماوي البعيد .
..لوحة (الحصان) الذي يحاول الشموخ ؛ لا تتماسك معانيها ..ولكن تتوازن خيوطها وألوانها ؛ مع كتلة مترابطة ..تنقلنا الى (رقصة الدراويش ) حيث رقة المشاعر التي تعمل على إحالة الإنسان والكائنات الأخرى الى هواء مرسوم على غيم ؛ومسافر مع (الشراع) الى المكان الأول ..في الزمن الأخير..تنحاز ريشة (جورج شمعون )وحامل ألوانه الى القاتم والرطب من الألوان ..فالأخضر يعالج بتدرجاته عشب الأرض ؛ وغصون الحكاية الممتدة عبر سماء الكلمات الموحية والراوية قصصا وأسا طير ..وأزرقه مع النيلي ؛مطر على حصى ؛ليبني نهرا شاهقا ممتدا حتى آخر الغرق المترسب على قماش العمر..يأتي (الفيروزي) ليصير إكليلا لعروس التشكيل.
..الأجنحة المتكسرة ؛ بقميصها الأبيض وناعم خيوطها..حكاية أخرى ..فهي مع (جلجامش) وآلهة الينبوع- ترقص من غير (أنكيدو ) ولا (أورنينا) ..وأحلام البشرية المركونة على شرفة الفراغ...
تأتي الوجوه المحجبة والغائمة التفاصيل ؛ لتقول شيئا من (الأيقونة ) وتبتعد عن مضغ المألوف من (الروحانيات ) إلى نبات الجسدية وبرتقال الناهد من شجر الخلق والتكوين الأول .
..بين تفاصيل اللوحة ..يأتي (نص )مكتوب ..مرسوم.. كي نقرأ ..كيف اشتغل اللون ..ومن أين جاء (الكبريت ) ..والملهم ..وكيف احترقت أطراف الأصابع بنار الحروف ..وصارت بالريشة لونا وحيا ..
يكتمل النص التشكيلي عند جورج شمعون بلمسة الشفافية الناعمة ؛ المنسابة كالحرير القادم من ضوء الشمس ..والنص البصري ؛مشغول بالأبيض دائما على مسافات من العتمة..المكتنزة بعناصرها ..والخط الذي لا يكتمل ..تاركا لقارىء اللوحة مساحة المشاركة ..وقول ما في نفسه من خلالها .
السؤال :
الى أي غرب تميل ألوانه ؟

........... شاعر من سوريا  أيمن رزوق
.

...........................................................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق