المشاركات الشائعة

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

نزق الفيل .. وسخط المومياء / سامي طه العراق ............................




نزق الفيل .. وسخط المومياء
سامي طه
العراق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 )
بداية : " الحديث عن الفيل "

لن أبدأكم بالحديث الطويل
عن الفيل ، وخصائصه ، دعوا ذلك للتواريخ
لن اقول
غير شيء واحد
سوف تؤكده التواريخ لاحقاً ؛
انه ليس خطيراً ابداً – رغم الحيز الضخم
الذي يشغله في الفراغ (الفراغ دائماً )
لكنه يعرف بنـزقهِ .. وذلك حري بأن يؤكده
أي عالم رصين
 
انه نَزِقُ في الحقيقة ، بشكل عجيب ! "
وهذا ابعد ما يكون عن فهم المومياء ، والمومياء خطيرة جداً ..
ذلك أنها تملك سطوة اللعنة "
سيكون اكثر الاشياء اثارة لسخط المومياء
ان يقال لها .. " الفيل النـزق .. يرفض المساومة ! "
ذلك ان انياب الفيل مهمة جداً .
مهمة للـ..للـ .. مومياء
ستصدر اوامرها "ضيقوا على الفيل ! "
بعدها "راقبوه جيداً في القفص .. !! "
ثم .. عندما تسوء الامور ..
"
يجب ان يموت الفيل باي ثمن ! " لذلك ..
ظلت أنياب الفيل مصدر قلقه .. وانزعاجه .. والمه ..
اللعنة على الانياب ! " ألا تهتفون معي ؟ !
"
اللعنة على المومياء ! " واهتفوا " تسقط المومياء ! "
واهتفوا .. " تسقط اللعنة .. تسقط لعنة المومياء  ! "
واهتفوا .. تسقط السلطة .. اقصد السخطة .. تسقط
سخطة المومياء ! "
اللعنة .. !
فضحتني الغلطة المطبعية .. وسوف يكلفني ذلك ..
سترى غداً .. إسمي في أول القائمة !

( 2 )

"
يوم بيع الكتب ! "
حدث ذلك في أوائل أعوام الفيل
في أواخر زمن المومياء
حين قررت الهجرة /" يحدث كثيراً .. كما تعرفون "
حين قررتُ ان ابيع ما أملك
وبدأت بأثمن شيء لديّ .. الكتب
مضيتُ أُلقي على كتِفي شوالاً " .. يحوي أثمن الكتب
"
لم يعد للانتيكات من وجود ، اما الموسيقى
فكانت أسبق ! " ‍‍
وضعت الشوّال على كتفي .. وعلى الكتف الثانية
ثمة .. مسألة العائلة ..
"
ما الذي تأكل العائلة ../ ما الذي تلبس العائلة ../ما الذي ..
حيرةُ قاتلةْ ..
ذاك مقتبس عن حديث صديق قديم يرتدي الآن تاجا من الشيب(*)
حدث ذلك يوم ان سرق " الشوال " الصغير .. الذي فيه السكر !  يحدث في أي وقت ! ..
كان الصغير معي يدمدم " يا أبي .. الرز ثقيل ! "
كنت اخشى ان ينخرق الكيس ،
فيهدر وجبة العشاء .. على الاقل !
  " فلأحدثكم عن صديقي
وكانت له صخرة ، الصخور ثقيلة .. كلكم تعرفون
هو يحملها من ثلاثين .. او ما يزيد
" كنت اقول له " لم اعد اقصد المقاهي .. تعرف .. الزمان تغير ! "
كنت اود .. ان احدثه عن صخرتي .. ولكن شغلت ..
ثم تشاغل عني ..
رحت استرق النظر في كتابه .. "الذي صخرته أخفّ ..
يرتقي بسرعة اكبر " العبارة واضحة ..
كان ذلك يوم ان حدث الأمر..يوم ان سقط الكيس واندلق الرز في الوحل " .
كان ذلك يوم ان حدث الامر ، عندما طلبت زوجتي ان ابيع الكتب !
لم يعد ثمة في البيت متسع يحتوي المكتبة !
لم يعد في البيت متسع .. تعرف "  !
"
الكل يعرف ! "
لم يكن ثمة متسع لسرير الصغير !
واقترحت عليَّ بيع البطاقات او السكائر .. "
ذلك الحديث يصلح للامسيات .. ليس في الدار طبعاً !
"
وبعنا سرير الصغير ، يوم رجعنا الى بيت العائلة .. الام "
"
البيت صغير .. ليس فيه متسع للسرير "
ذلك ايضا حديث لامسية قادمة "
ليس لدينا من الوقت ما يكفي للحديث .. (اليس الوقت من ذهب؟ )

سامي طه ... شاعر من العراق

.......................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق