المشاركات الشائعة

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

ومضة قصصية .... / أطياف ابراهيم سنيدح .... العراق ..........................




ومضة قصصية ....
أطياف ابراهيم سنيدح .... العراق


في ركني الهادئ ـ جلس بجانبي بائع الشاي " الجوال " .......... طلبت منه مغادرة المكان ، وعدم ترك نظراته تثرثر في شكلي ..... !
كان فتى في الخامسة عشر من عمره ـ كما أعتقد ............. وأنا شعري أبيض مثل قلبي
لم يغادر ......... بل سألني : أأنتِ متأكدة إن وجودي يضايقكِ ...؟
بإشارة من رأسي أكدتُ على هذا ........... فقال : أنتِ بعمر جدتي ولا بعمر أمي ..... لا تخافي مني .......... !
قلت في نفسي .......... فتى يملأه الغباء ، وأنا مع الأغبياء ـ أفشل ..........!
ابتسمت قائلة : عزيزي ....... كل ما في الأمر ـ نحن في سن نرغب بالوحدة ، وعندما تبلغ عمري ويصبح شعرك أبيض ـ تفضل الهدوء وعدم جلوس أحد بجانبك ....... هل تفهم .....؟
صب لي قدح من الشاي ، وكان بخار الشاي يستهويني جداً ـ فلم أمنع نفسي من قبوله براحب هادئ .......... كان مذاقه طيب ونكهة الهيل تفوح منه ........ ظل الوقت بيننا هكذا ...... حتى قام هو من جلسته ، ونظر لي قائلاً : قدحي هذا ، هدية ودون ثمن ........ تقبليه مني  !...... سيدتي
قلت له قبل أن يغادرني : لا تزعل من وقاحتي في الصراحة ....... يا ولدي .........!
قال : الدنيا ـ أشكال وألوان ....... وما أعرفه ـ أنتِ كبيرة ، وأنا صغير .......... وهذا كافٍ كي لا أزعل ...........!
ومضى بخطوات توحي برجولة رائعة في الغد ......... قلت في نفسي : فتى يملأه الذكاء ، وأنا مع الأذكياء ـ أنسحب ..............!
                                                         
أطياف ابراهيم سنيدح .... قاصة من العراق

................................................................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق