قيس لفتة مراد ..... كريم شلال
.. حروف تنطق ... والفاظ تتوهج
بوجه القرود الراقصة ... على انغام مزامير الخيانة
في لحظة التخلي عن القيم ...وعند فوضى المعايير .. وازدواجية الرؤى ... تتبعثر المعطيات عندها يختلط الابداع بالهوس ..وتعلو لغة النفاق .. فلاتفهم عندها " السفوح ، القمم " فتعلو نغمة المزمار ــ مزمار الظلم ــ عندها لايقاس الابداع بحجم البهرجة والتلميع الاعلامي حسب ، انما تظهره محاسن الاعمال وقدرتها وصمودها بل تحديها تلك الاطر العالية ، لتفرض سطوتها وتحجز مكانتها عنوة ، غير مكترثة لقلم ناقد او تلميعة كاتب ، وبرغم لوذها بالصمت لكن صوتها المدوي ( منجزها ) ظل القا يتوهج وينبأ عن صاحبها ، لتظل بعدها تتهافت الاقلام المنصفة التي تسعى لرصد الابداع للابداع ـ وليس لشأن اخر ـ ان تتفحص عمل هذ او ذاك متازرة بانبوءة " موت المؤلف لرولان بارت"، حيث تظل اعمالهم مثارجدل بين المتذوقين لادبهم شعرا كان او قصة او غيرها .
قيس لفتة مراد واحدا من الذين سطروا اروع القصائد المعبرة الصادقة التي تشير الى سكون الاكتئاب والام والحزن الدائم التي لاذ بها بل التحف وتستر بخجله وعزة نفسه ليركن بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها واستجداء نقادها ، ليظل شامخا بشعرة حاملا غيضه وفيضه وعتبه حيث رقدته الابدية ـ وهو ليس شانه وحده حيث سبقه الشاعر عقيل علي ـ الذي ظلمته اقلام النقاد لاسباب قد تكون مشتركة مع غض الطرف عن قيس لفتة مراد ( وتاتي اهمها انهم من الجنوب المهمش، اضافة الى شعريتهم التي اثقلت كاهل بعضهم ، وصلابة موقفهم . . ) ليسجل عتبه وتهميشه طوقا في اعناق النقاد الذين لم ينصفوه ، يقول :
ولاذنب لي ان لم ينلني ناقد يعرف بي . . . او لم ينلني خابر
ولعل قراءة متانية في قصائد هذا الشاعر يظهر مبتغانا وتسطع المعيته ، بل يبرز ولاء اقتداءه ، يقول :
ياسيدي في ليل ذبح يرقص الطاغي ويعلو الطبل والمزمار
فكانما عادت "امية" مرة اخرى وعاد " يزيدها " الجبار
ولعل المتفحص لابياته يجدها تفيض واقعية يملاها الالم وتشوبها الحسرة على تجدد اشباه الظالمين تارة اخرى صورا تقض مضاجعه ، وهو يرى تلك النكرات تتسلق وتعتلي على اكتاف الفقراء ، فيرى انكسار الامة وتشندق الطغاة بل وتجاوزهم على كل القيم والمقدسات مع سكون يهيمن على المشهد ، وهي جراة لاذت عنها قوافي الكثيرين ، خوفا على زوال نعمهم ومراكزهم ، يقول :
حتى النقوش الرائعات تشوهت فعلى الزخارف منهم الايثار
هو تجلي وتأسي لما يقراه قراءة العارف بامر قد حدث وقد يتكرر مرارا ، وكانه يستشعر ما تؤول اليه الامور لتظهر انبوءته صادقة ناصعة ، كما يسطرها شعره :
شبعت بغاياهم وكم حرة لم يكسها في شتوتين دثار
كان ثاقب الراي قوي الشكيمة ، الامر الذي جعل اكثر النقاد يغضون الطرف عنه ــ وهو سبب اخر ـ لعدم انصافه ــ ولعمري هو يجدد في قصائده ما يراه اغلب العقلاء والفلاسفة حول امد الطغاة ونهايتهم الماساوية وهي نظرة واقعية فلسفية اخروية قد تنجلي عن عيون بعض الشعراء لكنه ادرك تلك الحقيقة القدرية ، اذ يقول :
فكاني بقصورهم وضياعهم لم يبق منها للعيون جدار
هو منطق التاريخ ان الشر لا يبقى وان الجور ليس يجار
ولعل تلك الرؤى لم تاته اعتباطا انما تواترت عليه اثر تعلقه بالحسين العظيم وفهمه جيدا لثورته، حيث يرى شذاه نورا يملآ اركان روحه اشراقة صدق ، يقول :
شذى من كل ناحية يفوح فيستشفى به جسد وروح
وتفقد وعيها النسمات وتثمل حيث تاتي او تروح
ولم تلبس قصائده جلباب الواقعية والصدق ، الا حينما لبس لبوس الواقعية والاقتراب من تلك الحقائق التي يتغافلها الكثيرون ، لكنه اتكأ على تمسك السماء بحبل الله الممدود / ال بيت النبي ( ع) لتتوج قصائده بديمومة البقاء والتجدد ولتفرض سطوتها على واقع القصيدة الملتزمة وان كانت متاخرة ، الا انها وصلت الى قلوب المحبين المتابعين لتلك القصائد الراقية التي باتت لاتفارق المحافل الكريمة والامكنة الرائدة التي يفوح منها صدق الولاء وصرخة التجدد ، لينطق باصدق معاني قصائده بل اكبرها جراة وتمسكا بالعهد ، وانه صدق الوعد الذي لابد ان يسطع كما الشمس في رابعة النهار ، وهي رؤية تحسب للشاعر :
وان لم يفهموك فثم عذر اذا لم تفهم القمم السفوح
مضى "نيرون"واختلفت بروما قياصرها وما زال المسيح
تزول عروشهم عرشا فعرشا ويبقى خالد هذا الضريح
ونقول لان لم تنصفك تلك الاقلام يومها ، فلعمري ان صحوة نقدية منصفة جديدة تصرخ بالولاء وترفض تكميم الافواه لتزيل كل الظلامات عن تلك القامات الجنوبية التي رفدت المشهد الشعري العراقي بل والعربي ، لتسجل ابلغ المعاني ، والريح اتية صوبها لتزيا ادران التناسي والتجافي عنها ، ولابد ان تسير الرياح يوما بما تشتهي السفن .
بوجه القرود الراقصة ... على انغام مزامير الخيانة
في لحظة التخلي عن القيم ...وعند فوضى المعايير .. وازدواجية الرؤى ... تتبعثر المعطيات عندها يختلط الابداع بالهوس ..وتعلو لغة النفاق .. فلاتفهم عندها " السفوح ، القمم " فتعلو نغمة المزمار ــ مزمار الظلم ــ عندها لايقاس الابداع بحجم البهرجة والتلميع الاعلامي حسب ، انما تظهره محاسن الاعمال وقدرتها وصمودها بل تحديها تلك الاطر العالية ، لتفرض سطوتها وتحجز مكانتها عنوة ، غير مكترثة لقلم ناقد او تلميعة كاتب ، وبرغم لوذها بالصمت لكن صوتها المدوي ( منجزها ) ظل القا يتوهج وينبأ عن صاحبها ، لتظل بعدها تتهافت الاقلام المنصفة التي تسعى لرصد الابداع للابداع ـ وليس لشأن اخر ـ ان تتفحص عمل هذ او ذاك متازرة بانبوءة " موت المؤلف لرولان بارت"، حيث تظل اعمالهم مثارجدل بين المتذوقين لادبهم شعرا كان او قصة او غيرها .
قيس لفتة مراد واحدا من الذين سطروا اروع القصائد المعبرة الصادقة التي تشير الى سكون الاكتئاب والام والحزن الدائم التي لاذ بها بل التحف وتستر بخجله وعزة نفسه ليركن بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها واستجداء نقادها ، ليظل شامخا بشعرة حاملا غيضه وفيضه وعتبه حيث رقدته الابدية ـ وهو ليس شانه وحده حيث سبقه الشاعر عقيل علي ـ الذي ظلمته اقلام النقاد لاسباب قد تكون مشتركة مع غض الطرف عن قيس لفتة مراد ( وتاتي اهمها انهم من الجنوب المهمش، اضافة الى شعريتهم التي اثقلت كاهل بعضهم ، وصلابة موقفهم . . ) ليسجل عتبه وتهميشه طوقا في اعناق النقاد الذين لم ينصفوه ، يقول :
ولاذنب لي ان لم ينلني ناقد يعرف بي . . . او لم ينلني خابر
ولعل قراءة متانية في قصائد هذا الشاعر يظهر مبتغانا وتسطع المعيته ، بل يبرز ولاء اقتداءه ، يقول :
ياسيدي في ليل ذبح يرقص الطاغي ويعلو الطبل والمزمار
فكانما عادت "امية" مرة اخرى وعاد " يزيدها " الجبار
ولعل المتفحص لابياته يجدها تفيض واقعية يملاها الالم وتشوبها الحسرة على تجدد اشباه الظالمين تارة اخرى صورا تقض مضاجعه ، وهو يرى تلك النكرات تتسلق وتعتلي على اكتاف الفقراء ، فيرى انكسار الامة وتشندق الطغاة بل وتجاوزهم على كل القيم والمقدسات مع سكون يهيمن على المشهد ، وهي جراة لاذت عنها قوافي الكثيرين ، خوفا على زوال نعمهم ومراكزهم ، يقول :
حتى النقوش الرائعات تشوهت فعلى الزخارف منهم الايثار
هو تجلي وتأسي لما يقراه قراءة العارف بامر قد حدث وقد يتكرر مرارا ، وكانه يستشعر ما تؤول اليه الامور لتظهر انبوءته صادقة ناصعة ، كما يسطرها شعره :
شبعت بغاياهم وكم حرة لم يكسها في شتوتين دثار
كان ثاقب الراي قوي الشكيمة ، الامر الذي جعل اكثر النقاد يغضون الطرف عنه ــ وهو سبب اخر ـ لعدم انصافه ــ ولعمري هو يجدد في قصائده ما يراه اغلب العقلاء والفلاسفة حول امد الطغاة ونهايتهم الماساوية وهي نظرة واقعية فلسفية اخروية قد تنجلي عن عيون بعض الشعراء لكنه ادرك تلك الحقيقة القدرية ، اذ يقول :
فكاني بقصورهم وضياعهم لم يبق منها للعيون جدار
هو منطق التاريخ ان الشر لا يبقى وان الجور ليس يجار
ولعل تلك الرؤى لم تاته اعتباطا انما تواترت عليه اثر تعلقه بالحسين العظيم وفهمه جيدا لثورته، حيث يرى شذاه نورا يملآ اركان روحه اشراقة صدق ، يقول :
شذى من كل ناحية يفوح فيستشفى به جسد وروح
وتفقد وعيها النسمات وتثمل حيث تاتي او تروح
ولم تلبس قصائده جلباب الواقعية والصدق ، الا حينما لبس لبوس الواقعية والاقتراب من تلك الحقائق التي يتغافلها الكثيرون ، لكنه اتكأ على تمسك السماء بحبل الله الممدود / ال بيت النبي ( ع) لتتوج قصائده بديمومة البقاء والتجدد ولتفرض سطوتها على واقع القصيدة الملتزمة وان كانت متاخرة ، الا انها وصلت الى قلوب المحبين المتابعين لتلك القصائد الراقية التي باتت لاتفارق المحافل الكريمة والامكنة الرائدة التي يفوح منها صدق الولاء وصرخة التجدد ، لينطق باصدق معاني قصائده بل اكبرها جراة وتمسكا بالعهد ، وانه صدق الوعد الذي لابد ان يسطع كما الشمس في رابعة النهار ، وهي رؤية تحسب للشاعر :
وان لم يفهموك فثم عذر اذا لم تفهم القمم السفوح
مضى "نيرون"واختلفت بروما قياصرها وما زال المسيح
تزول عروشهم عرشا فعرشا ويبقى خالد هذا الضريح
ونقول لان لم تنصفك تلك الاقلام يومها ، فلعمري ان صحوة نقدية منصفة جديدة تصرخ بالولاء وترفض تكميم الافواه لتزيل كل الظلامات عن تلك القامات الجنوبية التي رفدت المشهد الشعري العراقي بل والعربي ، لتسجل ابلغ المعاني ، والريح اتية صوبها لتزيا ادران التناسي والتجافي عنها ، ولابد ان تسير الرياح يوما بما تشتهي السفن .
كريم شلال ... ناقد وباحث من العراق
................................................................
المقال اكثر من رائع شكرا لابداعك
ردحذف