المشاركات الشائعة

الجمعة، 16 مايو 2014

هديةُ الزاب الكبير خديجة السعدي ............













هديةُ الزاب الكبير
خديجة السعدي



لحصى الشاطئ ألوانٌ وبريق
أخرجتها من بين الترابِ والحشائشِ
أشكالها، داعبتها أناملي
حصاةٌ تشبهُ فقمةً تنظرُ بحيرةٍ
لها ما يشبهُ الفمَ.
اللونُ البُني منثورٌ كصوّرٍ مرسومةٍ بيدِ فنانٍ ماهرٍ
لوحةٌ هي الأجمل
صافيةٌ كسماءِ ليلةٍ بزرقةٍ لامعة
بقعٌ بيضاءٌ تبعثُ على الصفاءِ،
وأخرى تفيضٌ سحراً وجمال.
خطوطٌ هندسية تملأ الجوانب، و تبعثُ على الدهشةِ
نقاطٌ كثيرةٌ بيضاء تشبهُ مجاميع نجميةٍ تجاورُ بعضها.
لونٌ بُنيٌ ساحرٌ
بياضٌ ناصعٌ يقسمُ حصاةً إلى قسمين.
خطوطٌ بيضاءٌ أخرى تمتدُ على مساحةِ اللونِ
تتوزعُ دروبٌ، وطرقٌ تزهو بلوحاتِ الجمالِ.
تمتزجُ ألوان الأصفرِ والأبيضِ بلونِ الترابِ
خطوطٌ وسلاسلٌ
بسطحٍ أملسٍ، وسطحٍ آخر تكسوهُ زخارفَ ساحرة.
امرأةٌ من نور ترنو إلى الأعالي
تطيرُ الفراشاتُ خلفها
تتقاطعُ خطوطٌ بيضاء وسوداء، ثم تلتقي.
دوائرٌ خضراء تختزلُ روائعَ الصورِ بقطعةٍ فنيّة ساحرة.
ودوائرٌ أخرى تتوسطُ بعضها
المركزُ عينٌ شاخصةٌ بلا حراكٍ.
يتبع غداً
زوارقٌ بأشرعةٍ بيضاء كصفحةِ الماءِ الرقراقِ
وأخرى تعلوها رسومٌ ورموز سوداء جميلة.
نجومٌ تبرقُ، واللون الأزرقُ يسطعُ
لوحةٌ منقوشةٌ بأزميلِ فنانٍ قدير.
سفينةٌ كبيرةٌ تبحرُ، والأشرعةُ ترفرفُ للنسيم.
حصاةٌ باللونِ الأخضرِ والأسودِ، تلمعُ دوائرها بصفاء
خطوطٌ تلتقي، وأخرى تأخذنا إلى عالم السحر الشفيف.
حصاةٌ أخرى مقطوعة الرأسِ كسفينةٍ تُبحرُ إلى الجهة الأخرى.
بيوتٌ خضراءٌ وزرقاء، وأخرى بيضاءٌ تلمعُ في آخر الليلِ
رسومٌ بشرية، بنظراتِ عينيها تستغيث.
طيورٌ وأسماكٌ، وكائناتٌ بحريّة تغوصُ في القاعِ
يرتفعُ جبلٌ شامخٌ، يكسوه الجليد.
ترابٌ بُنيٌّ بثوبٍ أبيضٍ
وعلى وجه حصاة كبيرة، تندمجُ لوحتان خلابتان بهيام
تتطايرُ أفكارٌ وصوّرٌ على الوجه الآخرِ
وتنامُ سلاسلُ الجبالِ مستريحة دون عناء
تتوازى خطوطٌ زرقاء سميكة ، وأخرى دقيقة.
دهشةٌ لصورٍ لا تُنسى.
كبيضةِ نعامةِ تزهو حصاةٌ أخرى
نُقشتْ عليها أشكالُ حيواناتٍ طائرة.
على أغصانٍ مُتدليةٍ، تجتمعُ طيورٌ بقلوبٍ هائمة.
أسدٌ يزأرُ، ريحٌ تعصفُ، وعيونٌ لا تخشى الرقيب.
وجوهٌ في أشكالٍ مختلفةٍ تبتسمُ
جذورُ الأرضِ تمتصُ رحيقاً أزليّاً
ترسمُ دروباً تزهو بالأملِ.
ملءُ كفي حصاةٌ تلمعُ بورودٍ، وفراشاتٍ تطيرُ
وللطيورِ أعشاشٌ في الأعالي تنتشرُ.
لوحاتٌ متداخلةٌ، وفي كلِ لوحةٍ تهيمُ قلوبٌ وأرواح
كقلائدٍ ترتعشُ على جدار زمنِ حبّ أبدي.
مع الأربعين حصاةٍ التي جمعتُها
كانت هناك ثمانية أخرى صغيرة
فيها كلّ ألوان البهجةِ.
صوّرتها، رتبتها على رفٍ داخل غرفتي.
هي عندي، كنزٌ من هبّة النهر
.



خديجة السعدي ....شاعرة من العراق


................................................







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق