المشاركات الشائعة

الجمعة، 16 مايو 2014

عَنْ مَنطِق تَدريب علوم تطوير الشخصية بالعالم العربي كريم إيجيجي .... المغرب .........














عَنْ مَنطِق تَدريب علوم تطوير الشخصية بالعالم العربي
كريم إيجيجي .... المغرب


لقد جرب جملة من مدربي علوم تطوير الذات و القدرات ذوي الخبرة الميدانية و الثقافة المتعمقة كالدكتور محمد التكريرتي ؛ تدريب عقول أفراد من قاطرة الدول العربية على ميكانيزمات للتفكير أفرزت في سوسيوثقافي حداثي ؛ و ذلك يتمثّل أساسا في طبيعة نسق هذه العلوم أو مجالات التّكنوـ نفسي ؛ من المسلم به أنهم اصطدموا بضرورة تبيِئة هذه العلوم و مراعاة البَيئة المُحيطة ، من خلال معطيات عربية إسلامية تعرف هي ذاتها تَصدّعا بدء جيلين من المفكريين بترميم المهجور فيه و مأسسته ؛ فمثلا البرمجة اللغوية العصبية التي تعتمد مركباتها على باب من العلوم اللسانية و أخرى من العلوم النورولوجية و النفسية ، يتطلّب إلماما و تفقّها شاسعا لممارسة هذا الضّرب من التداريب ؛ لابد بالأخذ بعين الإعتبار أنها استفرزت في مجتمعات تعرف الآن '' ما بعد الحداثة أو نقد العقلانية '' ؛ ما بالك أن تمارسها في مجتمعات تتعثر في طريقها إلى التّحديثْ أي لا زالت عالقة في '' ما قبل الحداثة '' ؛ فَعند التعاطي لإستيعاب لهذا الأنموذج العلمي الذي يستند إلى أطر معرفية عملية تتناول اليومي و المعاش الحيثي ؛ فهو يتوجه إلى الشّريحة العامة و العريضة إن صحّ القول ؛ لكن دون أن نَفْرضه عليها بل إبان شعور الفرد بالحاجة إليها ؛ فإبستيميا هذه العلوم تحتكم الى منطق خاص بها و متفرد ؛ فاليومي العربي لا يضاهي يومي جُغرافية تاريخية ـ أخرى ؛ بحيث السويوسيثقافي السائد عندنا يتعارض مع الراهن الكوني بل يرفض الإلتحاق إلى ركب العالمي ؛ ما أود الإشارة إليه هنا ؛ فالمدرب السّطحي الذي لا يتنبه إلى هذه التّغيرات و التحديات لا يرافق الفرد و لا يساعده على النمو إلا بطريقة تشَوه نموه لأنه هو الآخر بحاجة إلى ما يحتاجه متدربه ؛ لذا يظطر أحيانا البعض منهم التظاهر بالتقلدانية و التدين ليسهل عليه اختراق مستويات الفرد الست المنطقية للتفكير ؛ فيصير المدرب مساهما في صنع الوهم عوض ان يلعب دور المساهم الفعال في إيقاظ وعي الفرد و تشسيعه بالإمكانات المتاحة لديه .
من هنا ، لندمج ثقافة ما في مجتمع ما لا بد من منطق يمَوضِعها فيه ، و على حدّ تعبير صاحب نَظْرَة أُحاديّة التاريخ عبد الله العروي في نطاق دائرة '' ما هو متاح للبشرية جمعاء '' ، نرى ضرورة موضعة هذه العلوم عوضَ تناولها بمُحاكاة تتخبّط في أوْحال تجرّنا إلى ما تحت الصّفر إلى ثقافة الحقيقة المطلقة و أجهزة الأجوبة القطعيّة ، ما هو المنطق الذي يُستحب الإستعانة به لدى المدرب أو المرافق ليساعد في تنمية الذات ضمن أُطر سليمة لا تسمح للعالم الموضوعي أن يهرب من قبضتها ؟ و كيف يمكن تأطير خرائط الفرد المعرفية ضمن مدارات تأهيل الإدراك ؟ ، إذْ لا بد من السّؤالين و توطين حركة التدريب في مجال نظري يُحصّن من العُشوائية بكل ضروبها ، فشتان بين ذات منخرطة بوعي في سلسلة الأحداث الواقعية العارية و أخرى مُبتلعة في سلسلة من الأحداث المُصطنعة .
أما حديثنا عن الأفراد عينهم الذين يلجأوا مدربي هذه العلوم و في حُسبانهم '' ضرب من الخلاص '' موضوع آخر .


كريم إيجيجي .... المغرب


_____________________________








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق