اضـــــــــــــــاءة .... كفــى بالمرء عيبا ان يكون له وجـــه وليس له لسان / كريم شلال .... العراق .........

اضـــــــــــــــاءة .... كفــى بالمرء عيبا ان يكون له وجـــه وليس له لسان كريم شلال .... العراق يشكل موضوع كتابة الانشاء مشكلة لدى اغلب طلبتنا الاعزاء وفي كل المراحل صعودا الى كتاب بحوث التخرج وحتى الرسائل الجامعية ، ويتاتى ذلك من تراكمات كبيرة عملت على ذلك لعل ابرزها ياتي من عدم اهتمام مؤسساتنا التعليمية بمنهجية وجدية اللغة العربية برمتها ومنه " الانشاء " موضع البحث لفهم البعض القاصر من ان درس اللغة العربية "سهل يسير " من منطلق ان درجة نجاحه تجمع من هنا وهناك ، انه غرس شيطاني ليس الا ، اذ اننا نبتعد عن لغة القران دون دراية. الذي يهمني هنا مشكلة الانشاء او التعبير" ان صح ان اسميها مشكلة لقد سارت اغلب مناهجنا ومن خلال ادواتها التطبيقية "منفذيها " بعض المعلمين او المدرسين او بعض الاساتذة " ممن لايجيدون كتابة رسالة ناضجة من ان يحول موضوع الانشاء الى محطة استراحة له ولتلاميذه ، بعد ان غرس في اذهانهم ان الانشاء لا يتجاوز حشوا فارغ لصفحة او صفحتين ، تحصل من خلالها على درجة كبيرة وانتهى الموضوع . لقد حيرت لغتنا الجميلة العريقة كبار الفلاسفة والمفكرين لما تتضمنه من معاجز تركيبية بلاغية ، ويكفي انها لغة القران الكريم ، اذ تناولها بالفحص والتشريح العلماء الغربيون ودرسوا كل مفاصلها ، و ارسلوا كتبا عنها الينا في عقر دارنا باسلوب بلاغي رائع متين لايجيده اغلبنا " ونحن نتلذذ طيب الغفوة والغفلة "، نحن نقف ازاء ذلك حيارى لا نتمكن من ايقاف زحفهم ، بل نجادلهم بانجازات اسلافنا وبان لنا تاريخ لا ينسى  . لقد ان الاوان ان ننهض من غفوتنا البائسة الطويلة وان نتقبل حقيقة تاخرنا وشخصنة اسبابها للوقوف بجدية الى ما وصلنا اليه ، بان نؤسس قاعدة صحية وصحيحة من خلال تنشئة جيل واع يتوق بل يعشق تراثنا ويجيد استعمال مفردات لغتنا الجميلة ، بالحنو على معاجمها واختراق حجبها بل نفض الغبار عنها ، ونشر رياح التجديد الداعية الى قراءة علمية جدية للغتنا العربية بايلائها الاهتمام الكبير شانها شان الدروس الاخرى ، وايصال ذلك لعقول ابنائنا ، وهذا كله لا يتم الا بالعمل الصادق الكفيل بترميم ما افسدناه .   ان الاوان لننهض بلغتنا العربية والاهتمام المميز بمادة الانشاء التي اصبحت اليوم عقبة امام تفوق طلبتنا ، فهم يجوبون المنتديات البائسة من اجل استحصال كلمات متنافرة وزجها ضمن مواضيعه الانشائية لخلوهم منها ، بل فقرهم لبضع كلمات مترابطة حول أي موضوع ناهض يخوضون فيه ، اضف الى ما يظهر من نفور كبير بل ابتعاد وهروب واضح عن لذة ومتعة القراءة والتثقف ، واغلب ذلك يعود بل ويحسب على فشل اغلب مناهجنا التعليمية وكذلك اغلب ادواتها التنفيذية ، فلابد من قراءة جديدة لمناهجنا وزج اغلب منفذيها بدورات ترتقي ومستوى ووزن لغتنا العربية وموادها للنهوض بنشأ جديد قادر على تطوير واظهار لغة القران بالمظهر الذي يليق بها والله الموفق . كريم شلال .... ناقد من العراق ______________________________________