المشاركات الشائعة

السبت، 18 يناير 2014

مابينَ الحداثةِ والزنزانةِ أو بكائية في شارع المتنبي / كريم عبدالله العراق ...............



 
مابينَ الحداثةِ والزنزانةِ
أو بكائية في شارع المتنبي
كريم عبدالله
العراق


لا تلمّني إنْ لم أعرف الحداثة ورسمَ الحكاياتِ
لأني بُعثتُ من جديدٍ
بعدما حطّمتني مطرقةِ الطغاةِ
في دهاليزٍ رطبةٍ
كنتُ أحرقُ أشعاري
قرابيناً لوجهِ الوطنِ المستباحِ مطرّزةً بالرغباتِ
أتدفأُ بها
في ليلي الطويل الشاتي
أحبكِ
كانتْ آخرَ كلمةٍ خطّتها أصابعي الدامياتِ
على حائطِ الزنزانةِ
كتذكارٍ لقسوةِ السوطِ حين ينتزع الجلدَ
لينتزعَ منّا أحلامنا الملوّناتِ
كانَ الليلُ يستطيلُ أكثرمما نتوقعُ
ربما كانت الحيطانُ تستمعُ نشيجنا
والرقيبُ يسترقُ السمعَ للهمساتِ
يتلصصُ من ثقبِ بابٍ سميكٍ
ذكرياتُ ( شارعِ المتنبي ) تراودني
كوجهك الغافي فوق قمرٍ حزينٍ
لوغادرتهُ المسرّاتِ
نحنُ جيلٌ فقدنا نصفَ العمرِ
ما بينَ دخانِ المدافعِ وأزيزِ الرصاصَ
وفرقِ الأعدامِ خلفَ السواترِالعالياتِ
قصَّ الرقيبُ أجنحةَ قصائدي
فأنتظرنا البريدَ القادمَ منْ بعيدٍ
في فاصلٍ
نستجمعُ لهاثَ السنينً الضائعات
كانت تُصلبُ القصائدَ معلّقةً بالسقفِ
تغازلها سياطُ جاهلٍ عاريات
وكان يبصقُ فوقَ الحروفِ
يمزّقُ وجهَ الحقيقةِ
ويلطّخُ وجهَ الحياةِ
لعلّهُ يقطعُ منّا الألسنةْ
ويدفنُ في دهاليزهِ أحلامنا الملوّنةْ


كريم عبد الله ... العراق



......................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق