المشاركات الشائعة

الأحد، 22 ديسمبر 2013

أخيرا تحقق مونرو طموحها / نهاد عبد الستار رشيد ....................




أخيرا تحقق مونرو طموحها

نهاد عبد الستار رشيد

نالت ( الس مونرو) , 82 سنة , من كندا , جائزة نوبل للآداب لعام 2013 , عن قصصها القصيرة التي تركز على هشاشة الوضع الأنساني , وهي بذلك تصبح المرأة الثالثة عشرة التي تفوز في هذه الجائزة  .
لقبت الأكاديمية السويدية مونرو على انها " استاذة القصة القصيرة المعاصرة " وأضافت وهي تثني على اسلوبها قائلة : " انها تقوم بسرد قصصها بطريقة متناغمة تتميز بالوضوح والواقعية النفسية , كما اعتبرها بعض النقاد تشيخوف كندي . " ثم أضافت الأكادمية السويدية معقبة : " غالبا ما تدور احداث قصصها في بيئات مدينة صغيرة , حيث الصراع من أجل حياة مقبولة اجتماعيا كثيرا ما تقود الى علاقات متوترة وخلافات اخلاقية .. والمشاكل الناجمة عن الأختلافات المتعلقة بالنسل وطموحات الحياة المتضاربة  ، "
كما وصفت الس مونرو , خلال الأيام التي سبقت اعلان الفوز بالجائزة , بانها واحدة من المفضلات . وهي المرأة الثالثة عشرة لتنال جائزة نوبل للآداب منذ ان تم منحها للمرة الأولى سنة 1901  .
تعتبر مونرو أول كندية تحصل على مثل هذا التكريم الرفيع المستوى  .
سوف يتم تقديمها مع جائزتها في احتفال رسمي في مدينة ستوكهولم بتاريخ 10 / 12 في الذكرى السنوية لوفاة مؤسس الجائزة ( الفريد نوبل ) سنة 1869 .
تدور أحداث قصص مونرو في ريف اونتاريو القروي حيث نشأت هي هناك . وتركز بوضوح شديد على هشاشة الوضع الأنساني  .
على الرغم من نجاحها الواسع ونيلها الكثير من الجوائز الأدبية الرفيعة والمثيرة للأعجاب والتي منحت لها خلال العقود الأربعة الماضية , تبقى مونرو متواضعة وغير مغرورة مثل شخصياتها في مجاميعها القصصية تماما  .
وفي سياق الحديث عن مونرو أكد الناقد الأدبي الأمريكي ديفد هومل أنه : " من المعروف عن الس مونرو كونها ليست عضوا بارزا في المجتمع , اذ انها , في الواقع , تكاد لا تظهر علانية , ولا تقوم برحلات للترويج لأعمالها الأدبية  ، "
ولدت الس مونرو في 10 / 7 / 1931 في ونغهام , اونتاريو , ونشأت في الريف , وكان أبوها , روبرت أرك ليدلو , يقوم بتربية الثعالب والدواجن , بينما كانت امها معلمة مدرسة في مدينة صغيرة  .
عند بلوغها احدى عشرة سنة قررت ان تكون كاتبة , ولم تتردد بعد ذلك في اختيار مهنتها . وفي مقابلة لها تم عرضها على اليوتيوب , أوضحت مونرو : " اعتقد انني من الجائز كنت ناجحة في اختياري لهذه المهنة لأني لم أكن امتلك اية مواهب اخرى , " ثم استطردت قائلة " لست مفكرة في الواقع , كنت زوجة حسنة , لكني لم اكن زوجة عظيمة . ولم يؤثر في أحد في اختياري لمهنة الكتابة الأبداعية . "
أول قصة كتبتها مونرو " أبعاد الظل " تم نشرها سنة 1950 , عندما كانت تدرس في جامعة وسترن اونتاريو . وكان أول لقاء لها بزوجها الأول , جيمز مونرو , في الكلية , ولم تمض فترة طويلة على ذلك اللقاء حتى تزوجا سنة 1951 وانتقلا الى فانكوفر في أقصى الغرب الكندي , واصبح لديهما ثلاث بنات .
اشترت العائلة بيتا في فكتوريا سنة 1963 وفتحت لها مكتبة لبيع الكتب , وقام المؤلف ( ألان فوذرنغهام ) بوصف كتب مونرو قائلا : " ان المكتبة التي افتتحتها مونرو هي الأضخم في عموم كندا , بل من الجائز انها الأضخم في شمال أمريكا . "
تم منح الس مونرو جائزة الجنرال الحاكم للقصة الخيالية ثلاث مرات , كانت المرة الأولى عن ( رقص الأشباح السعيدة ) التي تم نشرها ستة 1968 , والثانية عن ( من تتصور نفسك ) والتي نشرت سنة 1978 , اما الثالثة فكانت عن ( رحلة الحب ) التي تم نشرها سنة 1986 , كما تم منحها ايضا أرفع تكريم أدبي كندي  .
غالبا ما كانت قصص مونرو القصيرة تظهر على صفحات المجلات الرفيعة المستوى من امثال : ( النيويوركر ) و ( الأتلنتك منثلي ) عن مجموعتها الأخيرة " حياة عزيزة " التي ظهرت لأول مرة سنة 2012  .
قال عنها الناقد هومل : " انها تكتب عن النساء وللنساء , الا انها لا تحول الرجال الى شياطين  ، "
وفي سياق الحديث عن القاصة مونرو , قالت كاتبة القصة القصيرة , الأمريكية من أصل روسي , سنثيا اوزيك , ان مواضيع مونرو واسلوب كتابتها , كالأعتماد على السرد القصصي في " وصف الأحداث في مجاميعها القصصية , جعلتها تنال لقب "تشيخوفنا " بالأشارة الى الكاتب المسرحي الروسي في القرن التاسع عشر انطون تشيخوف  .. "
كما اوضحت مونرو نفسها بانها تكتب عن هشاشة العلاقات , وأضافت بان قصصها تجري احداثها في بيئات كندية , وقالت " لأني أعيش هنا في كندا وأشعر بان مجريات الأحداث تثيرني , وهذه الأثارة قد لا أجدها في بيئات غير كندية لا اعرف عنها شيئا  . "
في مقابلة جرت لها سنة 2010 , قالت مونرو انها " تريد ان يشعر القراء بان هناك ما يدهش .. ثم أردفت تقول " ليس ما يحدث , بل الطريقة التي تحدث فيها الأشياء " وأوضحت بان " قصص الخيال والقصة القصيرة تفعل ذلك بطريقة أفضل " بالنسبة لها كمعارضة للروايات ذات الطول الكامل  .
بعد زواج مونرو الأول , الذي انتهى بالطلاق سنة 1972 , استلمت وظيفتها المؤقتة في الكلية الأم التي تخرجت منها في اونتاريو وتم منحها بيتا سكنيا تقيم فيه  .
بعد اربع سنوات , تزوجت من الجغرافي ( جيرالدفرملن ) , وبدأت حملة جديدة مكثفة في نشر اعمالها الجديدة  .
في وقت سابق من هذا العام أكدت مونرو بانها " من الجائز ان تتوقف عن الكتابة .. وكانت تقصد بذلك كما اوضحت لاحقا في مقابلة لها مع صحيفة نيويورك تايمس , بانها كانت تعني ان تتقاعد , وقالت بان مجموعة " حياة عزيزة " سوف تكون آخر اعمالها الأدبية  .
أما قصتها الموسومة " الدب يأتي من الجبل البعيد " فقد تم اعدادها للسينما من قبل  (سارة بولي ) في فلم بعنوان " بعيدا عنها " ... وفي عام 2009 نالت مونرو جائزة (مان بوكر ) الدولية الرفيعة المستوى عن أعمالها الأدبية المنشورة  .
امتدحت هيئة تحكيم جائزة بوكر الس مونرو على اصالتها وتغلغلها في أعماق النفس البشرية . وأضافت الهيئة بان " الس مونرو اشتهرت في المقام الأول باعتبارها كاتبة قصة قصيرة وهي الآن تقدم مزيدا من الحكمة والعمق والدقة المتقنة لكل قصة  . " وأضافت الهيئة : " لكي تقرأ قصص ( الس مونرو ) يتعين عليك ان تتعلم شيئا جديدا لم تعرفه سابقا في كل قصة تقراها  . "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق