المشاركات الشائعة

الخميس، 26 ديسمبر 2013

قصة ل أطياف ابراهيم سنيدح ....................



 
قصة  ل أطياف ابراهيم سنيدح

لا طيور فهناك ثمة صوت لفقير يبكي في مكان لا يصح للبكاء وقد نكتشف علته بعد الجلوس بجانبه وسؤاله واطلاق ما في داخله وهو الاكثر من دموع ففي هذه القطرات ندم بسيط ورخيص وعادي ان كان ضمن القامات الرائعة للانسان ....... كنت مثله فقيرة لكن بثياب انيقة وجلبت معي سندويش كي يطعم فمه ويشرب من عصير الفاكهة الذي تركته في الكيس دون ضيافة مني انا فقط وضعت الكيس امامه !
نظر لتطفلي فالفقراء ايضا يحتفظون بكبرياء تلفت النظر مثل اي نظرة لرجل تقابله فاتنة وبثياب شفافة ، طردني بنظرة قوية !
تعودت ان اطرد من خلال النظرة اما القلب فكل قلب لا يطردني حتى لو حلف بخالق السموات والارض ....... ذهبت لزاوية بعيدة عنه واخرجت من حقيبتي دفتر ملاحظاتي وبدأ الجو يناسبني لرسم ملامح الفقير بعد ان عرضت كل رسومي على الاستاذ الفن الحديث فلم اتمكن من تقديم موهبتي الفنية بما يجب ....... رسمته فاحس بما افعل وقام من مكانه كي يتعارك معي !
هربت راكضة بينما هو يلاحقني ومعدته فارغة ولكن حين سقطت متعثرة بصخرة ملعونة سقط هو بجانبي ثم وضعني تحته وظل يتأملني وهنا شعرت بان قلبه قد بدأ يتناول من روحه غذاء لحب تلألأ في عينيه .. قال : هل عيب ان اقبلك وربما لا يوجد من يمنعني فانت من جاء وحشر نفسه في فقري وبؤس حالي .. انتِ ثعلبة وانا ذئب ونحن وحدنا !
ابتسمت خائفة ولم اكن ارفض ان يقبلني لكن رفضت رائحة فمه التي تؤكد بفراغ معدته .. قلت : تناول طعامك الذي في الكيس ثم قبلني فرائحة فمك اكرهها اكثر من كونك ذئبا !
تركني اقف على قدمي وهو بغواء يدخل لباب رغبتي معه .. الرجل بلا مال عطر رجولته قوي ومؤثر على قنوات مفاتني كأنثى .. مشيت معه فضحك قائلاً : مجرد اتناول طعامي ثم اقبلك ثم ترحلين انا معتوه ولا اصلح لغير قبلة واحدة !
قلت : القبلة هي من تحدد كل شيء بيننا فالمسة في الحب غير الكلام الطويل اللمسة مكانها مقدس وانت مثلي تتوه ثم تعانق الربيع معي .. هيا نركض سوية !
ركضنا وهنا ظهرت لنا الاجواء الصحيحة للحب فالطيور جاءت لتلبي لحن الغناء الرقيق .......
 
أطياف ابراهيم سنيدح ......... قاصة من العراق
 
..................................................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق