شوقي كريم حسن كتبَ :
______________________________________
سلمان داود محمد .. اليوم خارج الطقوس !!
لاينتمي الشاعر سلمان داود محمد، الى غير كلماته التي يسرقها بدراية من كل الأيام التي تحيط به ، بقسوتها ولعبها الماكرة ، ليقدم لمتلقيه انموذجاً نصياً ، يقترب من الروح في لحظة واحدة ، ثم ما يلبث ان يهاجر تاركاً وراءه كمية غير طبيعية من غبار الأسئلة ، وهي اسئلة تترك الروح في صحراء عريها ، واسئلة الشاعر لاتستند الى الفلسفة التي يعشقها سلمان داود محمد ليهذب سلوكياته النفسية الجامحة والباحثة عن كم من الخلاصات التي نعتقدها فردية ، بل هي محاولة الإجابة عن تلك الحيرة الكونية التي يجد الشاعر نفسه وهو يحترق في آتونها المستعر دوماً، منذ النشأة الأولى لسلمان داود، منذ أن رأيته اول مرة في اتحاد الادباء ، عرفت أني امام كائن يصنع من الفراغ شيئاً ما، شيء يتكيء الى معاني وجوده نفسه ، فلقد فلسف الشاعر يوميات الحرب بكل مخاوفها ، واعاد صياغتها بحسب ما يرغب من أجل ايجاد لحظة وعي تصادمية بين المتلقي والنص ، والمتلقي والشاعر، ثمة مجهول يحرك هذا الوعي المضطرب المعاني ، مجهول شيطاني ، لكنه شيطان رحيم مبدع ، شيطان يرى في المتلقي حدائق من المكونات التي يجب اعادة صياغتها من اجل التقريب بين افكار الشيطان وصناعة معاني الجمال ، المهمة صعبة ، بل وعلى غاية من القسوة ، ولكن سلمان داود محمد، يتوافر على عناد شعري وضعه عند الطبقة الأولى من شعراء قصيدة النثر ، تلك الطبقة الباذخة الحيوية العطاء، القادرة على صياغة رغباتها المجنونة شعراً مغايراً ، تقرأ الشاعر ، وبروح من الإضطهاد تعمل على تفكيك صوره الشعرية المتلاحقة وهي التي تشبع أمواجاً متلاطمة وليس ثمة أحد منا من يستطيع تفكيك تلاحقية الموج الهادر، تحاول الاستنباط والتفحص والتحليل واعادة التكوين ، بل وتجد نفسك مجبراً على الإسهام في عملية الكتابة الإعادية ، لكن حبل قيادة العربة يظل بيد الشاعر نفسه يوجه الذاكرة والذائقة حيث يشاء وحيثما يريد ، لعبة تلك التي يمارسها الشاعر مع متلقيه ، لعبة الاستغماية ربما فهو يختبيء خلف نص حجري صلد متماسك ، أو هو يوهم متلقيه بهذا التماسك والصلادة ولكن المتلقي يكتشف بعد معرفة الحقول السرية داخل النص انه يسكن وسط حديقة غناء وارفة من الصور العذبة القادرة على تثوير النفس ودفعها الى معجم السؤال وتوابعه، وبرغم مساحة الزمن التي شغلها الشاعر وجوداً ، ظل وفياً لمشهديته الصانعة لنصة ومشاهداته القرائية الخالقة لوجوده ،لأنه قارئ من طراز الأطباء الفاحصين المتأملين العارفين بالعلة وما يمكن ان تؤثر فيه والواضعين التصور عن ضرورة ايجاد الدواء البديل ، وهو دواء غير تقليدي وشائع ومعروف ، يعمد مثل هذا الطبيب الحكيم الى كم من الخيارات الراسمة لحضورة الابداعي ، ولكني شخصياً أراه دائم التأرجح صعوداً ونزولاً ، صعوده منتج ونزوله مناجل التأمل والأخذ ، والسؤال الذي يثار دائماً ، الى من ينتمي سلمان داود محمد ، أهو وليد جيل السبعينيات الساعي الى العداء الشعري وإلغاء الاخر المحلي، أم تراه ينتمي الى ثمانينيات قصيدة النثر التي أعلنت عن وجودها بحدة ولكن اعلانها أكل جمع هائل ممن تعلق باذيال أوهامها ولم يبق سوى النزر القليل من أسماء سادت ثم بادت دون معرفة الأسباب، أم انه كائن يشبه حمامة شاهت لأنها عرفت ان الخيار السماوي هو الأجمل والأكثر سعة و اتساعاً فراحت تطير لوحدها دون شعور بالندم أو الارتباك ، أجد أن الحمامة الشعرية لسلمان داود ، قد اختارت اكثر من سماء لتشغل ذاتها بمكتشفات خلاقة ولهذا أجد الشاعر أكثر الشعراء اطمئناناً لوجوده ومشروعه الشعري الذي لايزال نزقاً متعدد الإتجهات برغم سعة الزمن واتساع التجربة ، لقد ظل الشاعر دائب البحث وسط أطمار غرابته التي لاتستقر عند حد اجتماعي أو سياسي أو ثقافي ولا تؤمن بخطاب واحد يقف عن حد ما ، تراه ( جوال نصي ) ، يأخذ الى مصنعه الإبتكاري ما يريد ، ويعاود الصناعة مرة بعد مرة من أجل الوصول الى نص ناضج مغاير مبتكر، وهذا ما أراه فعلاً مع كل ما قرأت لسلمان داود محمد الذي أعرفه جيداً ، وكأني أعرف نفسي ، ومعرفتي ترتكز على النص فقط ، لأني أتبع الإبداع وان وجدت الاجتماعي في الفهم امراً على غاية الاهمية .. !!
......
بغداد / العراق
______________________________________
سلمان داود محمد .. اليوم خارج الطقوس !!
لاينتمي الشاعر سلمان داود محمد، الى غير كلماته التي يسرقها بدراية من كل الأيام التي تحيط به ، بقسوتها ولعبها الماكرة ، ليقدم لمتلقيه انموذجاً نصياً ، يقترب من الروح في لحظة واحدة ، ثم ما يلبث ان يهاجر تاركاً وراءه كمية غير طبيعية من غبار الأسئلة ، وهي اسئلة تترك الروح في صحراء عريها ، واسئلة الشاعر لاتستند الى الفلسفة التي يعشقها سلمان داود محمد ليهذب سلوكياته النفسية الجامحة والباحثة عن كم من الخلاصات التي نعتقدها فردية ، بل هي محاولة الإجابة عن تلك الحيرة الكونية التي يجد الشاعر نفسه وهو يحترق في آتونها المستعر دوماً، منذ النشأة الأولى لسلمان داود، منذ أن رأيته اول مرة في اتحاد الادباء ، عرفت أني امام كائن يصنع من الفراغ شيئاً ما، شيء يتكيء الى معاني وجوده نفسه ، فلقد فلسف الشاعر يوميات الحرب بكل مخاوفها ، واعاد صياغتها بحسب ما يرغب من أجل ايجاد لحظة وعي تصادمية بين المتلقي والنص ، والمتلقي والشاعر، ثمة مجهول يحرك هذا الوعي المضطرب المعاني ، مجهول شيطاني ، لكنه شيطان رحيم مبدع ، شيطان يرى في المتلقي حدائق من المكونات التي يجب اعادة صياغتها من اجل التقريب بين افكار الشيطان وصناعة معاني الجمال ، المهمة صعبة ، بل وعلى غاية من القسوة ، ولكن سلمان داود محمد، يتوافر على عناد شعري وضعه عند الطبقة الأولى من شعراء قصيدة النثر ، تلك الطبقة الباذخة الحيوية العطاء، القادرة على صياغة رغباتها المجنونة شعراً مغايراً ، تقرأ الشاعر ، وبروح من الإضطهاد تعمل على تفكيك صوره الشعرية المتلاحقة وهي التي تشبع أمواجاً متلاطمة وليس ثمة أحد منا من يستطيع تفكيك تلاحقية الموج الهادر، تحاول الاستنباط والتفحص والتحليل واعادة التكوين ، بل وتجد نفسك مجبراً على الإسهام في عملية الكتابة الإعادية ، لكن حبل قيادة العربة يظل بيد الشاعر نفسه يوجه الذاكرة والذائقة حيث يشاء وحيثما يريد ، لعبة تلك التي يمارسها الشاعر مع متلقيه ، لعبة الاستغماية ربما فهو يختبيء خلف نص حجري صلد متماسك ، أو هو يوهم متلقيه بهذا التماسك والصلادة ولكن المتلقي يكتشف بعد معرفة الحقول السرية داخل النص انه يسكن وسط حديقة غناء وارفة من الصور العذبة القادرة على تثوير النفس ودفعها الى معجم السؤال وتوابعه، وبرغم مساحة الزمن التي شغلها الشاعر وجوداً ، ظل وفياً لمشهديته الصانعة لنصة ومشاهداته القرائية الخالقة لوجوده ،لأنه قارئ من طراز الأطباء الفاحصين المتأملين العارفين بالعلة وما يمكن ان تؤثر فيه والواضعين التصور عن ضرورة ايجاد الدواء البديل ، وهو دواء غير تقليدي وشائع ومعروف ، يعمد مثل هذا الطبيب الحكيم الى كم من الخيارات الراسمة لحضورة الابداعي ، ولكني شخصياً أراه دائم التأرجح صعوداً ونزولاً ، صعوده منتج ونزوله مناجل التأمل والأخذ ، والسؤال الذي يثار دائماً ، الى من ينتمي سلمان داود محمد ، أهو وليد جيل السبعينيات الساعي الى العداء الشعري وإلغاء الاخر المحلي، أم تراه ينتمي الى ثمانينيات قصيدة النثر التي أعلنت عن وجودها بحدة ولكن اعلانها أكل جمع هائل ممن تعلق باذيال أوهامها ولم يبق سوى النزر القليل من أسماء سادت ثم بادت دون معرفة الأسباب، أم انه كائن يشبه حمامة شاهت لأنها عرفت ان الخيار السماوي هو الأجمل والأكثر سعة و اتساعاً فراحت تطير لوحدها دون شعور بالندم أو الارتباك ، أجد أن الحمامة الشعرية لسلمان داود ، قد اختارت اكثر من سماء لتشغل ذاتها بمكتشفات خلاقة ولهذا أجد الشاعر أكثر الشعراء اطمئناناً لوجوده ومشروعه الشعري الذي لايزال نزقاً متعدد الإتجهات برغم سعة الزمن واتساع التجربة ، لقد ظل الشاعر دائب البحث وسط أطمار غرابته التي لاتستقر عند حد اجتماعي أو سياسي أو ثقافي ولا تؤمن بخطاب واحد يقف عن حد ما ، تراه ( جوال نصي ) ، يأخذ الى مصنعه الإبتكاري ما يريد ، ويعاود الصناعة مرة بعد مرة من أجل الوصول الى نص ناضج مغاير مبتكر، وهذا ما أراه فعلاً مع كل ما قرأت لسلمان داود محمد الذي أعرفه جيداً ، وكأني أعرف نفسي ، ومعرفتي ترتكز على النص فقط ، لأني أتبع الإبداع وان وجدت الاجتماعي في الفهم امراً على غاية الاهمية .. !!
......
بغداد / العراق
شوقي كريم حسن
......................................
......................................
ابدعت كعادتك اخي شوقي واجدت بطرحك الجميل عن شاعر جميل
ردحذف