المشاركات الشائعة

الأحد، 12 يناير 2014

الصفر التاريخي / العقيد بن دحو .. الجزائر ...................




الصفر التاريخي
العقيد بن دحو .. الجزائر

يبدو ان المثقف العربي ومنذ ضرب المكتبة العربية اللبنانية إبان الغزو الإسرائيلي مطلع الثمانينيات ,يعيش ازمة الإغتراب الخالص او الشامل او الأعم.ليس إغتراب مبدع كما هو متعاهد الضروري للإبداع, كغربة العباقرة الخمسة ,سواء في البرج العاجي ,او في الهجر او الأسفار او في التأملات الدينية ...الخ.وانما غربة الملل والكلل والسأم واليأس ,غربة الذات والأوطان والإنسان .التي ليست من ورائها طائل ,لاثقافي وإجتماعي ولا شيئ ذو غاية يذكر. لقد أطلق بعض المثقفون العرب إبان هذه الحقبة بالصفر التاريخي , وحتى عندما سأل صحافي أجنبي الناطق الرسمي بإسم الحكومة الإسرائلية ابان مطلع الثمانينيات لماذا ضربتم المكتبة اللبنانية العربية..؟لقد أجاب إننا نضرب مصدر الفكرة والحكمة التي تدعو الى محاربة ومكافحة إسرائيل.الغريب ايضا وعلى ما يبدو وعلى هذه الشاكلة من الصفر التاريخي أيضا جرى بالمثل لمكتبة بغداد على أيدي هولاكو والتتار,وايضا على مكتبة الإسكندرية على إيدي المستعمر الأجنبي الفرنسي والبريطاني ,وايضا المكتبة الوطنية الجزائرية إبان المستعمر المستدمر الفرنسي .لم يكتف الغزو ضرب المكتبات ,لكن حتى الأنصاب والتماثيل والمتاحف العربية لم تسلم من هذا التدمير,ولنا في فجر التاريخي إبان غزو حملة نابليون بو نابرت على مصر يوم هشم انف تمثال أبو الهول ولايزال حتى اليوم مهشما ,شاهدا على مرحلة من مراحل الصفر التاريخي. وليس هذا صنيع الدول المستعمرة الكلاسيكية ايضا مرحلة الصفر التاريخي مست العشرية السوداء بالجزائر, يوم همش وأبعد المثقف وحرقت ودمرت وأغلقت العشرات من المكتبات ,وقتل العديد من المثقفين والأدباء والفنانين.ايضا تم ذلك خلال هذا الربيع العربي الذي دمر دور العبادة من كنائس ومعابد ومساجد ومعاهد وجامعات ومتاحف,كما واحرق العديد من الكتب والعديد من المفكرين ونكل بهم بالسجون. ايضا تم بسوريا وكأن الربيع العربي جاء مكرسا لمرحلة الصفر التاريخي الذي لايزال يذكر العرب بأن الصفر صفرا سواء فسر بالجهد الجهيد ,عدا او رقما أوحضارة.فعلا ...لم نعد نسمع تلك الترنيمة والترديدة العربية التي كان يتغنى بها مثقفي الجيل العربي السابق على أن القاهرة تبدع ولبنان تطبع وتنشر والمغرب ينتقد ,النقد ونقد النقد,جميعنا من مشرق ومغرب وصلنا الى دورة الصفر التاريخي ,و لاسيما عندما نصب على المثقفين هيئات وشخصيات عن سيق إصرار وترصد على رؤوس دور الثقافة والهيئات الثقافية السياسية العلية منها والسفلية طبقة من الفئات الجهلة ,تكرس بطريقة او بأخرى إغتراب المثقف العربي ,وايضا ترسخ دورة الصفر التاريخي في الطبيعة وفي غير الطبيعي له ,حينما يعيد التاريخ نفسه في الوطن العربي مرتين ,مرة في شكل مسخرة ترسيخ ثقافة الفلكلور والترف للسيد الحاكم ودغدغة عواطف الكلونيالي المستعمرالقديم الجديد لعله يرضى ,ومرة أخرى في شكل مأساة حين تجابه دول الربيع العربي حسب منطق إبليس بالرصاص الحي وبالكيمياوي وباليورانيوم المنضب والنووي المشع,وبالفسفور الأبيض ولاشيئ يفرق ما دام الموت العربي صار له ذوقا وشما ولمسا ونظرا وسمعا,بلون أصداء وتداعيات الصفر التاريخي العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق