قصة قصيرة بعنوان ( المحتال )
محمد عبد الدايم .. مصر
وقف أمامه مستجمعاً كل خبراته السابقة وتجاربه مع هذه النوعيه من البشر والتى يقال عنها فى كل مجتمعات الناس أن الماء لا ينساب من أكفهم كناية عن حرصهم الشديد ولكن لان التحدى كبير والهدف أكبر والغاية تبررها اى وسيلة .. فلقد استدعى كل حواسه واستنبط الحاد والقوى والمجرب منها وأستعان بخلجات وجهه وبدأ حديثه بنبرات خافتة وتطريب هافت وثأثة مصطنعة ....وبهت الأخر من أدائه ففغر فاه متأثراً بمقولاته وشعر المتحدث بالزهو وأعترته رعشة النصر المبكر وبدأت كتلة النصب تتماس مباشرة مع كتلة البنكنوت وثراء البخيل المطرد يحوم فوق رأس المحتال ......ومع السرعة فى الاداء كان الانبهار بالنتائج فأفرغ كل جيوبه وقلبها فبدت كألسنه الافاعى ...تداخلت الكتلة الفارغة فى كبد التل النقدى وبدت كفقاعة بين فكى حوت تحاول الانفجار لتدفق الاوراق الماليه الى جيوبه التى فرغت تقريباً من كل الحيل والالاعيب وكسر الحجر البيضة الاخيرة وتطايرت فى الهواء شظايا احتراق ثلاث ورقات لعب ومات حبل الحاوى حول رقبته ...ففتش جعبته ....لم يتبق الا دموع التماسيح .... بينما يحاول جاهداً سكبها فى مواجهته وانتظار وقع طعمها .....كان الحوت قد ابتلع الفقاقيع جميعها واكملت كرة الثلج دوراتها به وعليه ...
محمد عبد الدايم .. قاص من مصر
..............................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق