المشاركات الشائعة

الأحد، 12 يناير 2014

ثلاثة نماذج شعرية لا يفصل بينهم الا الشعر .... / علاء حمد .... العراق




ثلاثة نماذج شعرية
لا يفصل بينهم الا الشعر ....
علاء حمد .... العراق

ثلاثة نماذج أقدمها عبر صحيفة الثقافي ، لايفصل بينهم إلا الشعر .. النوذج الأول من العراق ، والشاعر العراقي ، يحي السماوي ، والنموذج الثاني من فلسطين والشاعر الفلسطيني صالح أحمد ، والنموذج الثالث من الجزائر والشاعر الجزائري ، علي مويسات ....
إن عملية تقديمي للنماذج الشعرية والمقارنة بينهم ، ماهي إلا خطوة تمهيدية ، للشعر وحضوره في الساحة العربية عموما ، ومن خلال المنتدى الثقافي ثقافي ، وهي بيان فعّال أقدمه للآخر في حيّز الأنشغال والتشغيل بعنصر القصيدة ، والتي راح البعض يبعثر ويكتب كأنّه يبيع الفجل في سوق القصائد الشعرية ، وما أكثرهم ....
الشاعر الأول :
الشاعر العراقي يحي السماوي وقصيدته اسراء على براق من وسن :
السماوي هنا يكتب بلغة شعرية ، فاقت لغة المعاجم ، والتي خاطب بها جميل بثينة ، جميل العاشق لبثينة ، وقد قال الشعر فيها ، وهو ينتمي لقبيلة بني ربيعة ...
الشاعر العراقي يحي السماوي ، قد مارس الطقس الشعري ، وهو الناسك ، ومن هنا نجد الدعوة الى التجديد الشعري ، والخوض بخصائص الصورة الشعرية ، بالتعبير التصويري الجمالي والذي يعد العنصر الأهم من بين عناصر الصورة ووسائل صوغها وتشكيلها – فهو الوسيلة – الغاية التي تديم التفرد وتمنح الصورة الشعرية قابليتها على الإثارة والحيوية والتجدد ....
ونبقى مع فنية القصيدة وانتقاء المفردة الشعرية .. وهذا الانتقاء يفصح عن براعة الشاعر وقدرته في التقاط الالفاظ المناسبة للسياق الابداعي والفكري من عدمها ويستدل به على ابداع الشاعر في انتقاء الالفاظ الموحية في الصورة الشعرية ....

الشاعر الثاني :
صالح أحمد من فلسطين ، وهو شاعر يخلق من المفردة الشعرية ، حيويتها كيّ يدسّها بكلّ أريحية في الصورة الشعرية ، والتي تمثّل للشاعر الأداة التنسيقية بينها وبين اللغة التي نقّاها في فنّ النظم ....
وهنا قصيدته المنشورة على صفحات المنتدى الثقافي ثقافي بأسم : قل لي لأنسى ..
ثلاثة عناصر تحكم القصيدة ، وكان الشاعر قد وسّطها بدراية تامة وهو اللائذ بين الحروف :

عنصر اللغة :
اللغة لدى الشاعر الفلسطيني صالح احمد ليست معجمية بقدر ماهي الفاظ الشاعر الموصوفة بالشاعرية ، وهنا كانت فردية الشاعر وخصوصيته في التعبير اللغوي للشعر ومن ضمن اسلوبية في انتقاء المفردات ....

عنصر التصوير :
هذا العنصر مهم جدا ، في رصد الرؤية والرؤيا في القصيدة الواحدة ، وقد كانت بصيرة الشاعر ، مأخوذة بأشياءها كي تعكس لنا كاميرة الشاعر ، وهو السابح بمنظورها ، كي يعطي شهقة الحرف وتأسيسه في القصيدة الواحدة ...

العنصر الموسيقي والتدوير :
قليلا جدا اليوم من يعتمد عنصر التدوير في القصيدة الواحدة ، وكذلك ، الجملة المتموسقة ، إلا من خلال الحرفية الشعرية ، وتشغيل الذاكرة ، والخوض في دراسة فنّ النظم ...
الرغبة موجودة لدى الجميع ولكن الخصخصة والدراية بعيدة عن تناول اليد ، أو المرور والتجذيف بهذا العنصر ...
وتبقى قصيدة الشاعر الفلسطيني صالح أحمد ، قد أخذت حيزا جميلا في دربة الإذن والإعتماد على البحور الخليلية في نظم القصيدة ...
ولم ننس هنا أنّ الشاعر يعيش الداخل الفلسطيني ، وهذا يعني الخوض من مثل هذه القصائد يلاقي الصعوبات الجمّة ، نظرا للوضع الذي يعيشه الداخل الفلسطيني .

الشاعر الثالث :
الشاعر الجزائري علي مويسات ... الشاعر علي لايكتب قصيدته إلا وقد وضع إذنه ذات الموسيقى ، والتنغيم في فنّ النظم ، وأغلب قصائده تعتمد التدوير والنزول بالمفردة الشعرية ، وقصّها ، كي يكملها في الشطر التالي مايليه ، ومن اسلوبيته الديناميكية في القصيدة الواحدة عبر مطالعها ، والوقوف عند محطات القافية فقط ...
وهنا تلعب اللغة التصويرية الريادة وذلك لما يبذله من جهد الشاعر وقدرته في التقاط الالفاظ والتي لاتفارقها الموسيقى الشعرية المنغمة ، وهنا استخدم الشاعر الصوتيات في تشريح الكلمة الواحدة واللعب بها بين جملته الشعرية والتي اخذت مكانتها في ليونة اللفظ والسهولة من الاستمراية في القراءة ...
....
ولعلّ وجودي بين الشعراء الثلاثة واطراد الظواهر اللغوية بدور اللفظ في الصورة على نحو يهئ معجما شعريا مشتركا بين الشعراء الثلاثة .....

علاء حمد ..... عراقي مقيم في كوبنهاكن

............................................. 





إسـراء على براق من وسـن
يحي السماوي .. العراق
_________

مـنْ يـشـتـري قـلـبـي :

بـمـنـديـل ٍ يـلـيـقُ بـجـرح ِ " حَـلاّج ٍ " جـديـد ٍ

نـاسـكِ الآثـام ِ أغـواهُ الـسّـرابُ

رآهُ فـي حُـمّـى الـتـهـجّـدِ سـلـسـبـيـلْ ؟

*
مـنْ يـشـتـري بـالـدمـع ِ : أجـفـانـي ..

وعـيـنـي : بـالـعِـمـى ..

ونـمـيـرَ يـنـبـوعـي : بـجـمـر ٍ ..

والـوفـاءَ : بـطـعـنـةٍ نـجـلاءَ

تـنـقـذنـي مـن الـوجـع ِ الـطـويـلْ ؟

*

وشـمـوسَ أعـيـادي : بـمـرثـيـة ٍ ودمـع ِ نـدامـة ٍ ؟

وغـدي : بـيـوم ٍ مـن ضـحـى أمـسـي الـبـعـيـد ِ ؟

وبُـردتـي : بـمـلاءة ِ الـكـفـن ِ الـمُـبـشـِّـر ِ بالـخـلاص

مـن الـغـلـيـلْ ؟

*
ورحـابَ مـحـرابـي : بـتـابـوت ٍ ؟

وبـسـتـانـي : بـمـقـبـرة ٍ ؟

ووحـشــة َ ظـلـمـةٍ : بـسـنـى الـمـرايـا والـخـلـيـلْ ؟

*
الـذنـبُ ذنـبُـكَ

لا " بُـثـيـنـة َ " يـا " جـمـيـلْ " !!

*

فـكـذبـتَ أنـتَ عـلـيـكَ ... لاتَ نـدامـة ٍ !!

أرخـصـتَ عـمـرَكَ لـلـتـي

كـذّبْـتَ صِـدقـكَ كـي تـُصـدِّقَ كِـذبَـهـا

فـادخـلْ جـحـيـمـكَ أيـهـا الـحيُّ الـقـتـيـلْ !!

*
أنـتَ الـذي أبـدلـتَ بـالـسـبـع ِ الـطـِّـبـاق ِ : الـكـهـفَ ..

والأشـواكَ : بـا لأزهـار ِ ..

أنـتَ عـدوُّ نـفـسِـكَ !!

تـســتـقـي لـلـفـُلِّ والـريـحـان ِ قـيـحـا ً

نـابـذا ً قـطـرَ الـنـدى والـزَّنـجـبـيـلْ !

*
يـا سـادنَ الـوجـع ِ الـجـلـيـلْ

*

والـورد ِ والـعـشـق ِ الـبـتـولـيِّ الـهـيـام ِ

وسـيِّـدِ الـشـجـر ِ الـنـخـيـلْ

*
قـد آنَ لـلـمـذبـوح ِ أنْ تـُطـوى صـحـيـفـة ُ نـبـضِـهِ

ويُـشــيِّـعَ الـبـسـتـانُ جـثـمـانَ الـهـديـلْ !!

*

فـاكـتـبْ وصِـيَّـتـكَ الأخـيـرة َ :

لـيـس غـيـرُ الـصِّـدق ِ مـفـتـاحـا ً لـقـفـل ِ الـمـسـتـحـيـلْ !

*
لـيـقـومَ مـن تـحـتِ الـرَّمـادِ بـبـردة ِ الـعـشـق ِ الـرّمـيـمُ

وتـرتـدي الـصـحـراءُ فـسـتـانـا ً

مـن الـشـجـر الـظـلـيـلْ

***

يحي السماوي .. شاعر من العراق 



.................................



 


قُل لي لأنسى
صالح أحمد .. فلسطين

لُغَتانِ في أفُقٍ، وما اختلطت صُوَر!
عما قليلٍ قد نرومُ المُرَّ كي نَنسى الأمَرّا
مفتاحُ هذا اللّغزِ كُنْ:
دمعَ الحَزانى، صرخَةَ الآتينَ للأفقِ الجديدِ، كُنِ المَمَرّا...
كُن وردَةً في كفِّ أمٍّ أينعَت – رغم الأسى- شوقًا وصبرا..
كُن مُهجَةً تحيا ليَضحَكَ كلُّ قلبٍ، كلُّ ثَغرْ
كُن صَرخَةَ الآتينَ من وَجَعِ المَكانِ إلى المَكانِ..
كُنِ الكَيانْ.
مفتاحُ هذا اللُّغزِ أن يَغدو بنا وَجَعُ الحَرائِرِ، صرخَةُ الأطفالِ... تاريخًا،
ولِهاثُ زَحفَتِنا أثر.
مفتاحُ هذا اللّغزِ أن أمضي إلى لُغَةٍ ستَكتُبُني لتعتَنِقَ الشِّفاهُ جِمارَها:
-
أشلاءُ طِفلٍ، دُميَةٌ، شَفَةُ تُلاحِقُ صَوتَها، لُغَةٌ تَحِنُّ إلى صَداها،
مُهجَةٌ سَكَبَت رُؤاها، قَبضَةٌ نَسِيَت أصابِعَها،
وعينٌ لا تَرى فيمن يراها وَجهَها، صُوَرٌ تَموتُ بها العِبَر...
مفتاحُ هذا اللُّغزِ رفضي أن يكونَ صُراخُ أمّي في المَدى المشحونِ عُذري.
عمّا قليلٍ ينتشي من وهج هذا الجَمرِ جمري؛ كي أرى ما لا يراهُ اللّيلُ
حينَ يَلوذُ في أحداقِ أُمّي.
وجَعي زحامٌ فاشِلٌ... وتميُّزُ الصّحرا انتِحاري..
دمعي كتابٌ قاحِلٌ... والموجُ يزحَفُ بالحصارِ على حِصاري..
آهي ضَميرٌ غافِلٌ... واللّيلُ يَكتُبُني اعتِذارًا للقَرارِ عَنِ القَرارِ..
وأُطِلُّ من وَجَعي على وَجَعٍ تَعملَقَ؛ كي يثوبَ إلى النّهارِ صدى نَهاري..
والأمرُ أخطَرُ من جَفافِ الحَلقِ عن لُغَةِ الصَّحاري.

قُلْ لي، لأنسى:
كيف صارَ الموتُ صَوتا؟

قُلْ لي، لأذكُرَ:
كيفَ عادَ الصّوتُ موتا؟
من عُمرِكَ انتَفَضَت يَدايَ تُهُزُّني:
هل كلُّ هذا الموتِ موت؟

والآنَ؛ هل أدرَكتَ أنَّ الصّمتَ ليسَ لهذِهِ الزّفَراتِ لونا؟!
وحدي أكَفكِفُ مَدمَعي كي لا تَراهُ مع السُّدى لغتي الوَحيدة
زمَنًا أسطِّرُ قصَّتي عزفًا على صَدرِ البداية..
شَغَفًا وأمضي بالمصير إلى المصير.
يتطاوَلُ المشوارُ، لكنّي سأمضي، والنّزيفُ يَشُدُّ من عزمِ النّزيف.
كي يَستَعيرَ الصّوتَ أمنيةٌ، وتعتَنِقَ الحُروفا.
والنّايُ يَرجِعُ لحنَهُ ليُثيرَ دمعَ الأغنِيات...
قَدَرُ البِدايَةِ أن تَكونَ مع النِّهايَةِ في عِناق
وحدي عِناقٌ للعِناقِ المستَمر...
لا شيءَ يأخُذُني سوى وردِ البِداياتِ المُضَرَّجِ في طريقي..
والطّريق بنا يطول.
يا أيّها الوردُ المُعَتَّقُ بي اعتَنِقني؛ كي أعودَ أنا أنا..
صمتٌ يُعانِقُ موتَهُ؛ ليَعيشَ في لُغَةِ البداية..
قَدَرُ البِدايَةِ أن تُعانِقَ أختها؛ لتُعيدَ تنظيم الحِكايَةِ...
والحِكايَةُ مَرحَلَة.
بُعدانِ... والظّلُّ انفِصالُ اللّونِ عن آثارِهِ..
بُعدانِ والصّرَخاتُ أوّلُ مَن سَيولَدُ..
بل يُوَلِّدُ ألفَ لونٍ في الأفق..
لونٌ لصوتِ الآهِ يبحَثُ عن ظِلالٍ يستَريحُ إلى صَداها.
لونٌ لِعُمقِ الرّوحِ تَطمَحُ أن يَعودَ من الرّؤى يومًا رُؤاها.
لونٌ لصوتِ القلبِ ينبِضُ كي يَصيرَ لكلِّ أمنيَةٍ مَداها.
لونٌ لعُمرِ الحبِّ يمنَحُ زهرَةَ العُمرِ شّذاها.
لونٌ لأغنِيَةِ الفُصولِ يُعيدُني عمقُ الصّدى دومًا صداها..

قل لي لأنسى:
-
كيفَ صارَ اللّحنُ لونا؟
-
كيفَ صارَ اللّونُ لحنا؟

قل لي لأذكُرَ:
-
كيفَ لونُ اللّحنِ لحنُ اللّونِ .. عُمرًا لم يَكُنّي؟!
لوّنتُ أشلائي بِلَونِ الحُبِّ...
أنكَرَني المَدى!
لوَّنتُ أنبائي بِلَونِ العُذرِ...
أنكَرَني الرّجا!
لوّنتُ أيامي بلونِ الصّبرِ...
أنكرَني السُّدى!
فأعادَني لَوني إلى ما كانَ، أو لم يَبقَ إلا أن يكون...
خرجَ الجنونُ على الجنونِ منَ الجُنون ...

قل لي لأذكُرَ:
-
كيفَ ينتصِبُ الجنونُ، ولا يَثورُ على الجُنون؟!


.................
صالح أحمد (كناعنه)..................


...........................................







ــ فــــاتـــن ــ
علي مويسات
الجزائر

أنت ياسر قصيدي
لا تظني .. أنني صرت
ملاكْ
كل ما في الأمر .. أني
والـــه قد ذبت حبا
في هواكْ
تائه وسط عيون
سرها سحر توارى
في رؤاكْ
أرهف السمع وأصغي
فأنا اعرف
توقيع خطاكْ
أرقب الدرب لعلي
قد تمرين بقربي
فأراكْ
وأرى الحناء
في كفيك تزهو
زانت الحناءُ
يا أنت يداكْ
وارى الشهد رحيقا
صار ذاك الشهد راح
في لماكْ
بسمة تعلو شفاه
بينها مرّ السواكْ
غيرة تغمر قلبي
منك يا عود الأراكْ
يخجل الجوري
والورد .. وزهر
يذبل حين يراكْ
وأرى الحسـن
تحاشى السير في الدرب
حياءً
يستمد الحسن منك
حسنه .. يرجو رضــاكْ
وسهام من عـيـون
تـُمطر العُشاق وجدا
وهوى العُشاق يرنو
لسماكْ

علي مويسات .. شاعر من الجزائر


......................................

هناك تعليق واحد:

  1. شعراء فحول ما يمزج بينهم عدم تكلفهم في إختيار الألفاظ فاللغة تنساب إليهم سخاء رخاء حيث أرادوا ولا أخفي تأثري الشديد بعذوبة لغتهم المثقلة بدماء العشق والأحزان والآهات والهموم التي يحملونها وقمين بمن يقرا لهم بسط كفيه للنهل من ينبوع مائهم فزادهم الله من أفضاله

    ردحذف