المشاركات الشائعة

الجمعة، 17 يناير 2014

ثلاثة شعراء تجمعهم المائدة الشعرية .... علاء حمد ... العراق ............




ثلاثة شعراء تجمعهم المائدة الشعرية ....
علاء حمد ... العراق

ثلاثة شعراء يتربعون على مائدة شعرية واحدة ، يجمعهم الحرف ولم يفرق بينهم الا الشعر ...
الشاعر المغربي محمد العصامي .. وقصيدته على ساحل الصمت .
الشاعر العراقي رياض الدليمي .. وقصيدته آمنت .
الشاعر العراقي عبد السلام القصاب ... وقصيدته شائعات .

..........................................................

الشاعر المغربي محمد العصامي يكتب قصائده بلغة استرسالية ، وهو يعتمد الديمومة في مواصلة جملته الشعرية .. ومن هنا كانت موضوع الوحدة في فن الحبكة لدى الشاعر العصامي ، وهو التحام النص الابداعي وارتباط اجزائه من حيث وحدة الموضوع ، ارتباطا بشغف مما يجعل القارئ يتابعه بانصات تام ( وموضوع الوحدة في العمل الفني قد أكد عليه ارسطو في دراسته لمقياس الفن ) ..
وتبقى قصيدة العصامي مرتبطة بالمكان الذي نشأ فيه ، وهي المشاعر الجياشة ومتابعته للحدث .. الحدث النفسي والحدث الدرامي في تأسيس قصيدته ..
 مات وهو يناجي ربه
 جنازته عرس بالذبائح والأعلام
 شريف قضى نحبه وما بدل تبديلا
وهنا تكمن التفاعلات مع الحدث ومع العانصر الداخلية ولها ادراكها الحسي بصور ذهنية وما تخللته الاعراف الدينية والاجتماعية ...
صور شعرية ، يقودنا الشاعر من خلالها متخلصة من الشوائب ، مستخدما الاسلوبية واستخدام اللغة وتوضيفها بشكلها الشفاف كي يقدم لنا نموذجا ذات تعالي وفن النظم ......
................................................

الشاعر العراقي رياض الدليمي الذي يكتب قصيدته دائما بحس داخلي ويعكس هذه الحسية على اللغة الشعرية المتواصلة التي يستخدمها ...
وهنا ينازلنا الشاعر بقصيدته امنت ... وايمان الشاعر ايمانا لحظويا ولحظة ميلاد القصيدة وكتابتها بشكلها الفني ...

بكيت على دكةِ المعبدِ
آمنتُ بلا وحي
وكتاب
ولهوٍ فوق الماءْ
لم أَشكُ ولم أَصنعُ طيراً
ولا مسكارْ .....
أَطعمُ الوقتَ لحظاتَ المللِ

لم استطع قطع القصيدة وذلك لتواصلها من اول حرف الى آخر حرف يعتمده الشاعر ، وهو المؤسس لبيت الجنون وما يعتمده من ايمان ..
وتبقى الصور الشعرية التي يعتمدها الشاعر رياض ، طبقا لدلالتها الحسية والذهنية ، وما بين البصر والبصيرة ، واحيانا يدخلنا معه ومنطقة الفلاش باك الذهنية ، وهي المرجع الحسي الاكثر تفاؤلا في رصد اللغة والخوض بالمعنى الفلسفي للشعر ...

............................................

الشاعر الثالث هو الشاعر العراقي عبد السلام القصاب ، والذي تعمدت على وضعه في آخر السطر ، لأنه الجامع للشعراء الثلاثة وما يعتمده القصاب من فنية للنظم .. فهو يختلف عن زملائه في تسيير القصيدة ، ويعتمد التدوير في البحر الواحد ، وهنا اعتمد الشاعر بحر المتدارك القابل لتدوير القصيدة ، وقص التفعيلة والنزول بها الى الشطر الذي يليه ...
منذُ ذابَ انتظرتُ هناكَ و غابَ

و ما عادَ منهُ سِوىٰ الانتظارْ

قصيدة الشاعر شائعات .. تشهد بالتسكين ، كي ينهي عرض القافية التي يعتمدها ، وكذلك وما تحوي جملة القصاب من موسيقى خارجية ، وهي المحرك الفعلي للقصيدة الشعرية ، وتلعب لدى الشاعر المخيلة في رصد اللغة والأعتماد على المفردة الشعرية ودسها باتقان فعّال ....
............
ومن الطبيعي جدا والوصول الى عوامل الشعرية للشعراء الثلاثة الذين نقدمهم من على صحيفة الثقافي ثقافي بما فيهم من روح التعميمية للخصوص الذي يؤكده النقد في دراسة الابداع ..
وللصور النموذجية أو الاولية تجمع من خلال اللاوعي وتجربة الشاعر في فن النظم ، لذلك جاءت خصوصية القصائد والشعراء ، وما يميزهم عن غيرهم ......
تحياتي للشعراء الثلاثة
مع محباتي للجميع .

علاء حمد .. عراقي مقيم في الدنمارك .



على ســـاحل الصمــــــــت ... !!!

 ====================

 شعر : محمد العصــــــــــــــامي


 إطلالة ...
 وانتظار قمر ...........................
 خيمة في الأقاصي وأدهم يصهل
 سلام لعاشق من برزخ
 يقطف الزعفران وشقائق النعمان
 يداعب جدائل الريح وسنابل الدرة
 يرشف نسائم الهوى
 ويراقص الحكايا كما الف وليلة
 يقرأ** وبشر الصابرين **
 يلمح الأنجم تغتسل في المرافئ
 ويهش عليها بجناحي بردته
 كي تعانق المدى
التراويح نافذة الجنة
 الامساك عبادة الأتقياء والصالحين
 في الممرات المجهولة
 نادى ربه فاستجاب له
 لم يكن غافلا ............
مات وهو يناجي ربه
 جنازته عرس بالذبائح والأعلام
 شريف قضى نحبه وما بدل تبديلا
 عواصف الجراح تسكن أحواض
 السهول
 تفقد التربة نسيمها البكر ..
 الأحلام سرب حمام
 والعشق جنون القصائد والأشعار
هناك وقت للحب ومتسع شاسع
 للعشق
 وأسراب جماجم من الحماقات
 تبحر على ساحل الصمت
 حتى اذا انتفضت هزة خصر
 اللامعقول
 خذ كتابك أيها المارق ..
 واحسب مسافاتك خطوا
 كلما عطشت اصفع خدك بيدك
 واضرب بحافرك الأرض
 وانتظر طائر الرعب يسقيك من هاجسه
 كي تموت على حين غرة
 يا سيدة الكون

 ..............................

 عانقي عنفواني وانصتي لأجراس المدينة
 تعانق تهاليل المدائن وتسابيح
 أهل الله
 موسم الحج فوضاك
 وأضاحيك آدميون على أعتاب
 المنى والرجاء
 موانئي خمر ملوث وصهوات الجياد
 تغالب الريح
 عشقي يبارز الطغاة
 وكسرى يشعل النار من تحتي
 كلما همدت زادها فحما
 ونفخ بسياطه على ظهور الخنازير
 منارات النور

 .............................

 تراقبها أنثى..............................
 تتوسد بسمة ذابلة
 تتدثر بجمع الشمل
 ولهفة حرف .. واشتعال كلمة
وتغتسل بأدمع وطن
 في انتظار قدر
 وانبعاثه من رماد
 بأكف ممدودة تنتظر الغيث
 وعيون سافرت في مراكب التيه
عمري ذاكرة مفعمة بخطى سيدة الكون
 تلبسنى وجه القمر
 وتلقيني على سرير متاهاتها
 لأكتب لها الشهادة وترانيم
الاحتراق
 أمام تحايا العابرين والمارين
 خارج أحلامنا ...................
هناك في المدى
 كانت الصرخات
 نحيب حجر يبكي من قدر مجهول



محمد العصامي ... شاعر من المغرب



...........................................



آمنتُ
شعر : رياض الدليمي

بكيت على دكةِ المعبدِ
آمنتُ بلا وحي
وكتاب
ولهوٍ فوق الماءْ
لم أَشكُ ولم أَصنعُ طيراً
ولا مسكارْ .....
أَطعمُ الوقتَ لحظاتَ المللِ
تتضرعينَ بالوقتِ
وزوالِ الشمسِ
لا انتظرُ محطةً أخرى تغريني
جُبْتُها كلُها
فهاأنذا ألجأ إليكِ في نهاياتي
تركتُ مساءاتِ السوسنِ
وقربةِ مائي
دفنتُ شالكِ
في صومعةِ العنبرِ
قلتِ أحيلُ الماءَ أنواراً مشتعلةً في لحظةِ الموتِ
إني أموتُ هناكَ
في مدفنِ الليلِ
وأقلامُ الكرزِ المحتضرةِ على فمكِ
ترسمُ نهاياتي وحتفي
أَركعُ وأمِدُّ يديَّ للربِّ
لا شهادةَ تأتي ولا موعدَ للقاءِ
ولا لحظةَ حسابٍ
أو لائحةَ اِتهامٍ تواجِهُني
كلُّ الأشياءِ مؤجّلةٌ
أنازعُ الحتفَ
واحتضارِ النشوةِ
وأنتِ تنازعينَ آخرَ الفضائلِ
تركيلينَ السحابَ بجنونِ الأقدامِ
وتصفعينَ الفجرِ
تنشرينَ ذراعيكِ حتى السماء
ومسارات صلاتي للرّبِ
أَرفعُ جثةَ الكرزِ المقتول على فمكِ
بلعقةِ صوفي خذلتهُ المعابدَ
سيُعمّدُ الليلَ بنهاياتَ الكرزِ
ويُكَفّنُ جنونَ الوسائدَ
بلفائفِ سُحابٍ ممطرٍ
وفيضِ ماءٍ
يغسلُ ليالي المعابدَ
أنا المصلوبُ بلا تُهمٍ
ولا شبيهَ لي غيرَ الكرزِ
أتمتمُ الآهَ ثم الآهِ حتى الغبشِِ
أُصفقُ جبهتي
وأهلُ نذوري
لحظةَ الغضبِ
أَرسمُ أَكفَ الحناءِ على الجدران
وأَهِبُ الأغْطيةَ قرابينَ
لِأَحِجَّ بلا نوازعٍ
ولا شهقات اِحتضار لمساءات السوسنِ


رياض الدليمي .... شاعر من العراق


.......................................


شائعات
عبد السلام القصام
العراق


مرَّ يومٌ شَديدْ

منذُ ذابَ انتظرتُ هناكَ و غابَ

و ما عادَ منهُ سِوىٰ الانتظارْ

مرَّ شهرٌ و شهرانِ عامٌ جَديدْ

سنةٌ سنةٌ سَنَواتْ

مرَّ دهرٌ عنيدْ

كَثُرتْ حولهُ الشائِعاتْ

قالتِ النسوةُ اللّاتي أرضعنَهُ سيعودْ

قدْ رأيناهُ ذاتَ نُواحٍ يردُّ السَلامْ

حينَ مرّتْ عليهِ الحشودْ

و علىٰ النهرِ كانتْ مشاحيفُهم و الشِباكْ

فقراءَ مساكينَ يَسترزِقونْ

حينَ جاءَ وَ حَطَّ على الماءِ كفَّاً و همْ يَغرِفونْ

قالَ شيخُ العشيرةِ أنَّهُ قدْ زارَهُ فِي المنامِ

و قالَ الإِمَامْ

أنّهُ قدْ دعاهُ ليدعوَ بالخيرِ للبُسطاءِ العَوامْ

قال جمعٌ غفيرٌ نعمْ إنَّنا شاهِدونْ

إنَّنا ناضِرونْ

ذاتَ وهمٍ تخيَّلتُ طيفاً يشدُّ الرِداءْ

قالَ لِي لا تصدّقْ هُراءَ النساءْ

مَا بِهِمْ هؤلاءْ

إنَّهمْ بؤساءْ

هلْ رأيتَ التدابيرَ عندَ الحُدودْ

هلْ سمعتَ بِظِلٍ يقودْ

لا تصدّقْ بأنّي أنا مَنْ رأيتْ

ذاكَ محضُ انعكاسٍ لها الأمنياتْ

لَيسَ بعدَ الوفاةِ بمَيْتٍ تعودُ إليهِ الحياةْ

إنَّها شائِعاتْ

لَيسَ إلّا وَ فَاتْ


عبد السلام القصاب ... شاعر من العراق 



........................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق