المشاركات الشائعة

الخميس، 3 أبريل 2014

القصيدة ..... مظهر عاصف ... الاردن .........

















 

القصيدة .....
مظهر عاصف ... الاردن


عندما تلمع ُالقصيدةُ في مخيلة الشاعر ,تتكون كجنين قد يستمر في بطن خيالهِ للحظات أو لساعات أو لأيام و احيانا لشهور ... الجنينُ هذا يكبر رويداً رويدا ,حتى يصبح جاهزا ًللولادة وعند لحظة المخاض تتفاجئ أن المولود ذكرٌ علماً أن الدلائل َكلها كانت تشير أنها انثى فجهاز الفحص والصور أعلمتكَ بذلك , وقد تُدهش ان المولود انثى مع ان ما سلف من صورِ وتحاليلِ مخبرية أشار بأنه لا محالة ذكر .. وقد تتمنى انجاب الذكور ولكن لا سبيل لذلك فتتوالى ذريتكَ من الإناث, وفي لحظات معينة او في حالاتِ ولادة ٍمعينة تنجب التوأم تلو التوأم رغم انك تخيلت انك ستنجب فرداً .. وبعض القصائد لا تحضر بولادة طبيعية بل تضطر أن تجري لها عملية قيسرية لترى النور بعد أن تخطى حملها كجنين مدة طويلة جداً , وأطول من مدة الحمل الطبيعية, وقد تموت بعد دقائق أو ساعاتٍ أو بعد اعوام او ربما بعد قرنٍ .
والشعر من الشعور فحالما أردت امساك قلمك لإيجاد هذه الفاتنة على أرض الورق ,كلما حدث ذلك الصراع في المشاعر ,وتخبط غريب في خبايا النفس فتهرب منك بعض الكلمات وتظهر فجأة لك بعض الكلمات وتبدأ بتركيبها كطفل صغير يلعب ( بالليجو ) ولكن عندما تنتهي منها أو الأصح أن تنتهي منك تجد أن الفاتنة التي كنت تحاول اختلاقها أجمل مما تصورت فتبتسم وقد تقفزُ فرحاً وتصفق منتشياً بنصرك . وقد تبدو بعد طول عناءٍ أقبح مما تصورت فتوئدها حيةً في رمال جارور لن يفتح إلا أن قتلتَ غيرها .
لن تترجم مشاعرك بالكامل لأن هناك قيود كثيرة ,وسلاسل كثيرة من ناحية اللغة والوزن والقافية والوقفات والشطحات والصور .
هناك أمواج وشطآن ومدن لا تعرفها , وتجهل حقيقة سكانها . وماذا يفعلون , وكيف يعيشون , وبأي لغةٍ يتحدثون , ! فتنسجب الى أرضك ووطنك ومسقط رأسك.
النتيجة أنك تريد من هذه القصيدة الشكل الذي رسمته لكنها حقيقة تأبى إلا أن ترسم نفسها بأحساسها هيّ وعالمها هي ومشاعرها هيَّ .
القصيدة تكتب نفسها لأننا لا نستطيع كبح جماحها او أن نمتطي ظهرها كخيل تقفز الحواجز دون أن نقع أو نصاب بألم وقهروكسرٍ في المشاعر والأحاسيس .
تكتب نفسها لأنها تنتقي مرواد الكحل وأحمر الشفاة وبعض المساحيق من متجرها الخاص وعالمها الخاص فقط , دون إملاء الأوامر والشروط , ودون الرضوخ للعادات والتقاليد .
القصيدة فتاة جميلة لكنها مزاجية ومتقلبة وهذا ما يمنعنا من مصاحبتها ليلا ودعوتها للعشاء , وجذب ذراعيها بشدة لنرقص معها على موسيقا قد يختارها القلب أو مصاحبتها نهارا فهي تحضر متى تشاء وتذهب متى تشاء وتصادق من تشاء وترفض من تشاء .
لكن إن حضرت فخذها الى حيث تريد , فهي أعلم بأحوال الأنثى منك .



مظهر عاصف ..... الأردن


___________________________________________________-




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق