جلسة وفنجان قهوة مع
الشاعرة العراقية سوزان سامي جميل ....
علاء حمد .... العراق
كنت مع طاقيتي العسكرية
الخضراء ... تجولت في محطة مالمو أبحث عن تلك المرأة التي اتفقت معها على أن
التقي بها ... سوزان .. تعرفت عليها في بداية حصولي على صفحتي هذي ، كنّا نبحث
بامور الشعر ليلا وأنا في دمشق وهي في كندا ، لم اتوقع في يوم من الأيام ستلتقي
الوجوه ، ونجلس على طاولة واحدة مع مجاميعنا الشعرية ، والتي تبادلنا الهدايا
وأياها ....
كانت المحطة ، مختنقة
بروائح الطعام ، والمطاعم والطاولات المنتشرة هنا وهناك .. فاضطررنا الخروج
والبحث عن مقهى ، أو كافتريا ، كما تسمى بالعرف الحديث ....
عندما سألتها عن الأمسية
التي أُقيمت لها في مدينة مالمو السويدية
قالت :
الكلّ كان مرحّبا ، بي
وأنا بالزيّ الكوردي ... ومع قصائدي ، اتلو بها على الجمهور الغفير الذي حضر ،
بواسطة مؤسسة النور والتي يديرها الدكتور أحمد الصائغ ....
سالتها عن كتابة القصيدة
الشعرية ، وعن مدى تسييسها موسيقيا وأنت في نشوة الكتابة .. قالت الشاعرة سوزان
:
إني أكرر باللفظة عدة
مرّات ، حتى احسها قد نبعت من داخلي بحسية واحدة ، وأقصد هنا الجملة الشعرية ...
ان المحسوسات الشعرية التي امتلكها في مخيلتي .. تفيض احيانا وتجبرني ان اكتب
قصيدة .. وبالفعل تخرج قصيدة ناضجة احبها جدا ، ويحبها الجميع ...
وعندما تفحصت إحدى
قصائدها ... فعلا كانت تعتمد بحر المتقارب والمتدارك وكذلك تفعيلة الرجز ..
الشاعرة سوزان سامي جميل تمتلك بصيرة في فنّ النظم من خلال رؤيتها ومخيلتها التي
تعتمدها ، وهي ابنة كردستان العراق .... وسألتها عن ميولها الى جنوب العراق
وذكرتها بأغنية أحمد الخليل ، كيف راعي الشمال يعزف بنايه ، ويجيبه على الربابة
راعي الجنوب ...
تنهدت وقالت :
وأنا في الكلية ، حيث
امضيت سنتين قبل أن أنتقل الى جامعة الموصل ، كنت أدرس في بغداد ، وكان من حولي
طلبة من الجنوب ،، طلبة كانوا رائعين بكلّ معنى الكلمة .. وتأثرت بهذه الطيبة
الجنوبية والبغدادية ... ولم كنت أصدّق حالي ، وأنا اتغيّر مع الجميع ونظرتهم
الجميلة حول أكراد العراق ومناطق كردستان ...
و تكلمنا عن صحيفة الفكر
الجديد والتي كانت تصدر اسبوعيا في العراق ابان السبعينات ، وعن اشعار عبدالله كوران
، والشاعر الراحل شيركو بيكه س .. والذي توفي في السويد على اثر مرض عضال اصابه
ودفن في كردستان .....
وفي نهاية حديثنا قرأت لي
الشاعرة قصيدة بائعة الخواتم من مجموعتها الشعرية - دوامات من العسل الماطر – والتي سأعرضها عليكم
الآن ... وفي هذه اللحظة ، اتصلت بها صديقتها كانت منتظرة في كراج المحطة ....
وانتهت الشاعرة من قراءة القصيدة ، كي نترك المكان ، واسلمها لصديقتها كما
استلمتها .....
الشاعرة سوزان سامي جميل
... ثلاث مجموعات شعرية أهدتني ...
دوامات من العسل الماطر
... ترنيمتان لمنفى واحد .. ومجموعة باللغة الإنكليزية ...
بائعة الخواتم
سوزان سامي جميل .... العراق
أساور ، قلائد ، خواتمْ
صبية تجول في مدينتي
تصيح في الأعراس والمآتمْ .
عامان بعد العشر في سنينها
وعودها كغصن زيتون
غنيّ بالبراعمْ .
تنام في زريبة قديمة
من أسرة صغيرة
تعيش عند حاكمْ .
تضمّه لصدرها رغيفها العتيق
والحزن في عيونها مهيمن وجاثمْ .
تنادي في الأزقّة المخيفة
لبضعة قروش
أو بعض من دراهمْ .
لتشتري لأمها الضريرة دواءً
أو تشتري لنفسها وأختها .. محارمْ .
تعالي ياصغيرتي .. تقرّبي
أتاها ذاك الصوت من بعيد
وهو صارمْ .
اريني ما لديك من بضاعة
وبإذنه الكريم لن أساومْ .
ثرية بقصر سلطان تعيش
تريد أن تبتاع منها خاتمْ .
تقرّبت ،
وأفردتْ ،
وقلّبتْ
واستطردت :
" لسحر هذا اللون
واللّه لن أقاومْ . "
وبلفتة من طرفها
تكرمتْ وصيفة وأعطت الصبية
أضعاف سعر الخاتمْ .
واكتظت الطريق بالوجوه
وأقبلتْ بسرعة بقيّة الهوانمْ .
كانهنّ عسكر بعد انتهاء حربهم
تقاسموا الغنائمْ .
وانسلّ من بين الوجوه بلهفة
عيناه تسبقانه – صبيّ – وهو قادمْ .
براءة بوجهه
والثغر منه باسمْ .
" هيّا تعالي نلعب
ككلّ يوم نلهو "
فهمهمت بحرقةٍ
ماذا تراك فاعل – ياصاحبي – وعازم ْ ؟!
فالظرف للشقاوة – البتة – لايلائمْ .
أنا هنا لأكسب ....
لا لهو بعد اليوم ....
عللهو لن اداومْ .....
فأسرتي بحاجتي
وحاجتي بمهنتي
وطفولتي ودمعتي ندّان " كالتوائم "
فأذرف كلامها دموعه
واستعطفتْ لبؤسها العنيف والمسالمْ .
الاّ الثرية الغليظة
فكابرتْ
وأرعدتْ
وأزبدتْ
وأوعزت لإبنها : " أتراك فيها هائمْ ؟
ياللمصاب الهائل
يالشماتة العدا
منّي ستسخر مللتي ، وسيهزأ الغرائمْ .
وتوعدتْ بإصبع لعينها
ياويلكِ ، ياقبح ما اقترفته
يابنة الضريرة
يابرعم الفساد في المدينة
بشأنكِ
سيكون الأمر حاسمْ .
________________________
|
الثقافي ثقافي : صحيفة اسبوعية تعني بالشؤون الثقافية .. تصدر من على صفحات المنتدى الثقافي ثقافي . تصدر اسبوعيا صباح كل يوم سبت _ صحيفة الثقافي ثقافي لاتتحمل أية مسؤولية عن المواد المنشورة , ويتحمل الكتاب كامل المسؤولية عن كتاباتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر . .راسلونا :alaahamied1@hotmail.com __ اتصلوا بنا :0045.91454973 الجمعة والأحد... عطلتنا ..______ كوبناهاكن العدد ( 24 )السنة الأولى / السبت 7 / 6 / 2014
المشاركات الشائعة
-
دعو لي وطني عباس سلطان ... العراق خذوا ماشئتم ... واتركوا لي وطني خذوا ...
-
محنة العمر على حد الشفرة ... !!! ===================== شعـــــــــر : محمد العصــــــــــــامي ===================== مشهدك...
-
هو ...............رجل لديه رئة ثالثة نهى كمال مصر لا يسير خلف الخطيئة الجاهلة عَمَدهُ رهبان الشمس بالتمر المُتساقط فى...
-
الفنان الراحل فنان الشعب العراقي فؤاد سالم مع الفنانة العراقية شوقية واغنية ياعشكنة .. وسوف نقدم اغاني الفنان الراحل حول انتفاضة 91 والت...
-
.............. هنـا العـراق ............. عبد الكريم القصاب العراق ( مخاض ) السماءُ مطليّةٌ بالقارِ ، والأبراجُ ال...
-
صحيفة الثقافي ثقافي ... صحيفة الثقافي ثقافي مع الفلكية فداء الشاعر .. وتوقعات الأبراج .... العدد 23 / السنة ا...
-
عزف من نشازات الوقت حميد الناعس السوداني العراق لم اعد ادرك تماما ماذا ينبغي ان اكون؟ وحصى الذكريات تنهال على قحفة لا...
-
مَنَاراتُ الكِفـْـــــــلِ شعر : رياض الدليمي العراق أَيَتُها المناراتُ السحيقةُ أَترِكيني أَمْضي أَنا قادمٌ أمرُّ عَبرَ...
-
المؤلف في سطور سيرة ذاتية أ . فالح الحجية الكيلاني .. العراق الاسم واللقب \ فالح نصيف الحجية الكيلاني اسم الشهرة \ فال...
-
الاستعارة الرمزية قمع الجسد قراءة في معرض ( تأملات ) للفنان العراقي محمد القاسم سمير هجول العراق .......
الجمعة، 4 أبريل 2014
جلسة وفنجان قهوة مع الشاعرة العراقية سوزان سامي جميل .... علاء حمد .... العراق ......
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
لم يتوقف الابداع وفي نفس لشعراء كامثالكما استاذ علاء والستاذه سوزان \\ اتمنى لكما دوام الألق والسمو
ردحذفتحياتي \\ سلوى عقل \فلسطين
ممتنة لك عزيزتي سلوي لمرورك وتعليقك الجميل، دمت بخير
حذف