المشاركات الشائعة

الجمعة، 4 أبريل 2014

كان عاشقا ..فلم ننتبه الى صديقي الشاعر الراحل بشار عيسى ..في أربعينه .. الشاعر أيمن رزوق ..... سوريا .....

















 


كان عاشقا ..فلم ننتبه
 
الى صديقي الشاعر الراحل بشار عيسى ..في أربعينه ..
الشاعر أيمن رزوق ..... سوريا


..
كأننا الخشب ..ويسوع : هو الموت :على أجسادنا.
كأننا حاملوا الحطب ..والموت عود ثقاب جهنم .
كم أتلفنا ..خبر الموت ..وكم "قصقص" من شجر الدمع أوراقا..وقام .." يتمختر " كأنه " الإبليس " ..ونحن " الله " الطيبون .
..
ليس الموت ، ما فاجأني في صديقي..بل هذا " الحياة " التي ارتكبه..بشار عيسى ..بين شقي مطرود في دمشق ..وعلى كراسي " الزان " ..المرهونة للوشايات والقصائد ..والأصدقاء ..والكأس المترع بالصدق " البلدي..العاجن أطراف الخبز " التنوري " ..بماء سلمية ..الحافية القدمين ..والعارية أحيانا ..في مقهى...ومطعم ...
كان عاشقا فلم ننتبه ..حتى صار ،قاب قوسين ..أو أدنى ، من حكيم ..فقتلته قصيدته.
ليس بين ليلة وضحاها ..صار عاشقا دمشق ..بل كائنات الأرقام والرموز الرياضية ..وإختزالات الحساب ..والجبر ..وفيثاغورث..وأرسطو..تزاحموا في دربه ، وعلى أطراف عيونه ..حتى صار شاعرا ..يختزل "المسائل " ..بفرضيات وتحليل ونتائج ..هي ..أصابع العمر ..وأقلام الزمن ، على ورق أبيض كقلبه ..والحروف بعض شمس ..ولملمات أقمار ..و لا سماء .
..
لم يكن عاريا ،بل مهندما ،إلا قبالتها..في مزيجه ..واحد متعب بألف الكلام ..وياء النهايات القريبة ..وتاء النسوة المشغولة كالقصائد ..امرأة..امرأه..في بحر النساء..
هو ذلك ..الصديق ..الذي كنت أنتظر أن يرثيني ..تلميذي وعاشق حروفي ..وأستاذي ..المؤنب كسلي ..كان ..عجولا ..ولم أفهم..
(أشعل شمعته من الجهتين ..ومضى ..)
كان شغوفا بالضوء ..فأشعل كل أصابعه ..في وقت واحد ..ومضى ..
لم أفهم ..هذا الرقص ..السريالي ..الهائم "زوربا" يدفع في رقصه " كسيزيف " صخرته ..نحو الأفق المرتفع ..ليصير هو قمة الجبل ..أو أعلى ..
..
هو المنادى بالياء ..وضارب أرقام العمر .زالمحدود أصلا ..بتاء التأنيث الساكنة ..و (المتحركة أحيانا ) شوارع الرياضيات ، لتأتي النتائج ..لا كما يشتهي الربان.. بل على تابوت...
..
الأسئلة ..سلاحه
أين أنت ..ما أخبارك ..(اشتقتلك ) ..ما قصيدتك الأخيرة ..الأولاد بخير؟..أنا كنت في دمشق ..لك سلام من "أبو عبدو "..تشاجرنا مع فلان..
يسألون عنك ..سنذهب الى دمشق ..سوية ..في المرة القادمة.
كم قصائدهم مرتبكة ..يشتاقون إليك ..لم أنت كسول..سيتصل بي اليوم "عمايري" ..إنه يحب مدينتنا..قرأت لك قصيدة..ما رأيك أن نلتقي مساء ، بعد دروس الرياضيات ..مشغول هذه الأيام ..لن أشارك في مهرجان الشعر هذا العام ..فإدارة المهرجان ..ناقصة علم ومعرفة بالشعر..كيف سيخدمون الشعر ..والأدب ..وهم لا معرفة لهم به .
..
بشار
كم كنت شاعرا ..حين قال لك الناس :كم أنت كافر..وكم أنت مؤمن ، فاختلفوا ..كم أنت هنا ..وكم أنت هناك.
كم وصلت رسائلك ..وكم كان " التابوت " ثقيلا ..كأنه زمن ..رجل ..زعموا أنه قد مات...
..
كم شبابا ثقيلا ..في شتاء ثقيل ..قليله مؤلم ..فكيف كثيره....
..
لو لم تكن عجولا..لما..كنت ..جميلا..نحن موتى مع وقف التنفيذ..نحن "أكسل" منك في الموت فقط..وأنت "المجتهد" في الرحيل..
أضأتنا في الموت،فكنت الشمس في الحياة ..
..
كيف في رشقة _ موت _ ..أضأتنا ..ورميت ريشتك على قماش لوحتنا..فكنت الفراغ ..واللون ..وأصابع الفنان..والزاحمين شوارع المقبرة .."الدافنين "أنفسهم ..وأنت العائد إلينا ضاحكا..كديوان شعر..وهم المعفرون بالغياب.
لا تعب يابشار..
نحن لا نتعب..فالقصيدة مستمرة في حريقها و "فينيق" حيث هو ..على جمر طيرانه ..وريش حضارته ..على مرمى سماء..حيث لا إرتفاع بعدها..ولا طيران..
موشوم بالشعر..متألق به .
نذرف أناقة الحروف..لينهد جسد الحزن ..ممشوقا كرمح ..ومنكسرا كبكاء..وراعفاكمقبرة.
..
كنت بقامة فرح ..فكيف " قصقص" الزمان ألحانك وارتماك في مطرح لا يشبه "دواوين الشعر" ..
لا عليك..هو بيتنا الأخير .
فالمسألة الرياضية في تطبيقات نتائجها..
المسألة ..في التوقيت فقط..
أنت اليوم ..وأنا غدا..وتلك، ربما ، في اللحظة هذه ..
..
الموت ليس صديقا لأحد..انه رفيقنا فقط..يلتصق بنا كأصابعنا..ويتركنا وقت الكتابة.
والشاطر ..من يهرب منه ..بالمحبة..ويختبىء في الشمع ..لينير ،ما أمكن من ظلام..أو طريق مقعدين..
لك الرحمة ..
ولأهلك العزاء
ولكم طول البقاء.



  أيمن رزوق ... سوريا  / السلمية


____________________________________









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق