المشاركات الشائعة

الجمعة، 6 يونيو 2014

الهاربون / إدريس زايدي .... المغرب ..........














الهاربون
إدريس زايدي .... المغرب
ـــــــــــــــــــ



أيها الهاربون ،
احملوا قدمي ،
كي تعودوا إلينا ،
وجربوا أن تهربوا منكم ،
كي نلتقي في آخر الطريق .

ها أنتم تنتظرون...!
بابان للمدينة :
باب تحمل ميمها ،
وباب على هاء الصمت واقفة ،
تنتظر سقوط المزلاج ...

وها أنتم بلا ضجيج في الكلمات ،
على ميمها ومائها
يطوف صمت المكان،
وأنا الهارب ،
أبحث عن بداية حبلها ،
كيف أشنق بالهاء رصيدي،
ورصيدي بنك لحروف خارج الشكل ،
تصنع هائي ،
تقترف كلام القتل ،
في شفة الهروب .

ها هي الأسماء الكثيرة ،
تهرب منها إليها
لم يعد لقائمة الأسماء معنى ،
فأنا لا أعرف أول داعية للرمز ،
وكان الكلام فيهم وفينا ...
لو تركوا الكلام ،
صغت كلامي ،
أوفيه مقاسا آخر في الشكل ،
لكل هارب وشوشة التجلي ،
لكل ناسك تنسج كلاما ،
ولكل عاشق مقاما ،
والميم في الشرط إماما.

ها هو الميم يا أنا
في شفتي لا يشبه الهاء
كالحبل الهارب في الكلمات
يدوران ،
والبدء في النهاية ،
فأين أوله وأين آخره ...؟
حين ضُمَّ الميم في الهاء ،
قال أول هارب :
لغتي لا تمهلني ،
فليمش في الخطو خطانا ،
نزايل بعض الطريق ،
قد يعود إلينا بقايانا ،
وما تبقى من خطايانا اللعينة .

أيها الهاربون مني ،
لو ترجعون ،
فهأنذا أحرس فيكم بدء الطريق
.



إدريس زايدي ... شاعر من المغرب









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق