المشاركات الشائعة

السبت، 14 يونيو 2014

الخيط ُ .. يَحوكُ المغزل سعدي عبد الكريم .... العراق ....














من يوقف النزيف
 في ذاكرة المعنى
 ومن يضع الرأس
 على حافة المقصلة
 ثمة هوة ٌ عميقة ٌ
 بين الرأس
 وبين المعنى


الخيط ُ .. يَحوكُ المغزل
سعدي عبد الكريم .... العراق




الثور ُ نائم ُ
والناعور ُ يدور ُ
والساقية ُ بلا ماء ٍ
الخيط ُ يَحوك المغزل َ
والكوة ُ تتدرج ُ في الظل ِ
والليل ُ طويل ٌ
اسودْ !...
الكون ُ يموج ُ كبحر ٍ
أزْبَدْ !...
والقرية ُ شُيّدتْ
فوق قبور متلاصقة ٍ
وقطط ميتة ٍ
عيونها تضيءُ عتمة المقابر ِ
.. الجارية نائمة
نهداها معلقان على سعف ٍ
اجردْ !...
عيناها معمدتان
بماء النار
وظل ٍ معكوس بالمرآة ِ لوجه ٍ
أمردْ !...
.. السلطان هناك
حاكم ٌ .. جائر ٌ
أَرْبَدْ !...
بلحية ٍ كثة ٍ ، وشعر ٍ
أَجْعَدْ !...
يشرب ُ الخمر َ بكاس ٍ
مَرفِدْ !...
يتقيأ طوال الليل
ما احتساه من لظى دم ٍ
أسَمَدْ !...
ستأتي تباعا ً
غربان المدينة
لتنهش الجثث المنثورة
على إسفلت ِ الشارع ِ
ثمة حصاة مغلولة
برحم النهر ِ
إمعات !...
تتهاوى تباعا ً
وإمعات !...
تصعد لهول النجم
تباعا ً !...
ومغنية الحيّ
تهز ردفها
تلوي خصرها
تنثر شعرها
على خشبة المسرح ِ
تغازل أفواه المتفرجين المسلوخة
من فقرٍ ، وجوع ٍ ، وضيم ٍ
أنكدْ !...
والناس سكارى
وما هم بسكارى
ينثرون ما تبقى من دراهم ٍ
في جيوب ياقاتهم
فوق رأس ِ المغنية ِ
يَحشوها في أثداء ِ الراقصة ِ
والحانات لا تجزع من القيء
والسلاطين لا تمّل ُ من الفيء
ستأتي تباعا ً
أوجاعنا ...
مأساتنا ...
نكباتنا ...
متوارية خلف ضباب ٍ
اصعدْ !...
والحروب تترا ستأتي
محفوفة بالنار ِ
مشدودة بحبل ٍ خشن ٍ
أمَسَدْ !...



سعدي عبد الكريم .... شاعر من العراق







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق