المشاركات الشائعة

الأربعاء، 11 يونيو 2014

حذاء / عصام سعد ... مصر ....







حذاء
عصام سعد ... مصر



فى الثالثه عصراً . أدخل الساعى فنجال القهوة الأخير , ألقى بمجاملة بسيطة " ألف مبروك يا أفندم طول عمرك أنيق وذوقك عال " . شكره ببساطة وتلقائية , إنصرف الساعى , أغلق الباب خلفه….....
بعد أول رشفة من الفنجال . إنتبه متعجبا ً. على أى شىء يبارك لى هذا الولد !! فأنا لم أشتر شيئاً جديداً . نظر لملابسه ورابطة عنقه ومحتويات المكتب . لا جديد . لا جديد على الإطلاق …… ثم أهمل الأمر . حيث لا داعى أن يشغل نفسه بمجاملة بسيطة من مجرد ساعي
دقت الساعة الخامسة موعد إنصرافه من العمل . توجه لسيارته , بمجرد أن أدار مفتاح التشغيل . إنتبه للون حذاءه …. لونه بنى , لكنه لا يمتلك حذاءاً بنياً . ولا يميل للأحذية البنية , لا يلبس سوى الأحذية السوداء أو البيضاء أو أحذيةً يشترك فيها اللونان . إذاً فمن أين أتاه هذا الحذاء البنى الذى بقدمه !؟ فهو لم يذهب إلى المسجد ظهراً أو عصراً ليقع فى خطأ كثيراً ما يحدث …......
طال به التفكير كثيراً وهو حائر داخل سيارته بين الدهشة والعجب …....
بعد حيرة . قرر أن ينطلق إلى منزله لعل زوجته تشاركه التفكير ……..
للأسف . صممت الزوجه على أن يقدم لها تفسيراً وجيهاً لوجود هذا الحذاء البنى بقدمه . حيث إتهمته بإن له علاقة بأمرأة لعوب أهدته الحذاء . أو نسى ولبس حذاء زوج عشيقته فى وقت ضيق للأنسحاب , على أثر عدم دفاع الزوج عن نفسه . أو تقديمه دليلاً قوياً قاطعاً يقضى ببرائته من هذه الإتهامات . بل إكتفى بالقسم بالله العظيم ثلاثة بأنه لا يعرف غيرها .
لكن . هيهات ثم هيهات ...... تركت له المنزل , ذهبت لأمها باكية شاكية نادبة حظها , علم والدها وإخوتها بالأمر , إجتمع مجلس كبارالعائلتين . لمعرفة من أين أتاه الحذاء ....!؟ حدث كل هذا . وهى تعلم جيدا ً أن هذا الحذاء البنى حذاء عشيقها هى . الذى أمضى ليلته معها حتى الصباح . وعندما شرع الزوج بالاستيقاظ في غرفته . تعجل عشيقها التسلل . فأرتدى حذاء الزوج ونسى حذاءه . وهى التى ألبسته الحذاء البنى بنفسها . عندما كان منشغلا ً فى قراءة صحف الصباح .




عصام سعد ... قاص من مصر






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق