المشاركات الشائعة

الجمعة، 9 مايو 2014

قصة ..............وجدان بقلم القاص والشاعر : مولاي الحسن بنسيدي علي / المغرب ...........













 
قصة ..............وجدان

بقلم القاص والشاعر : مولاي الحسن بنسيدي علي / المغرب


ناولتني فنجان الشاي الأخضر بالحامض ، وجلست الي من غير استئذان ، نظرت اليها مشدوها .. فبادرتني بالقول : أعلم أنك تستغرب لجلوسي إليك..كثيرا ما كنت أريد ذلك ، وكان خجلي واستحيائي منك يمنعني ، ولم أكن أريد أن اقطع حبل تفكيرك عن الكتابة : ولكن هذه المرة قررت أن اقتحم عليك عالمك الأدبي ، عساي أنال حظ شخصية ممن تكتب عنهن ، أنا اسمي وجدان ، وبالرغم مما انا عليه من جمال ورشاقة وحيوية وشباب أشعر في داخلي بمرارة وتعاسة واعيش الاقصاء والظلم والتهميش في بلدي وكانني مواطنة من الدرجة الثالثة ، لم ارتكب جرما ولا معصية ولم اخرج عن دائرة القانون ، أكل لقمتي من عرق جبيني وأعمل جاهدة ... لم اترك بابا الا طرقته بحثا عن عمل ، فيتم الترحيب بي في بداية المقابلة ويقدم لي كوب عصير وابتسامة حلوة ، ويقفون لي واظن ان طلبي سينال الرضى والقبول وسيجبرون بخاطري ويسندون الي بمهمة فاحيى عيشة كريمة .. وبمجرد ان أعرب لهم عن امتعاضي ورفضي لنزواتهم الذنيئة حتى تتحول ابتسامتهم الى ابراز أنيابهم وتتغير نبرة صوتهم الناعمة وكلماتهم الرقيقة الى سباب ويكلوني شتائم ويهرقون على وجهي كوب العصير ، ويطلبون عناصر الحراسة الخاصة فيلقون بي خارج عتبة بابهم وكانني حيوان اجرب ، والمارة ينظرون الي في احتقار .. واحيانا كثيرة راودتني فكرة الانتقام من كل من عاملني بسوء .. لكن مضغة النقاء في قلبي وبين جناحي تمنعني .. خرجت من قريتي بعد أن توفي والدي ، وتزوجت أمي بشيخ القبيلة وعشت في كنفه وعمري عشر سنوات ولما بانت مفاتني واستوى عودي كثرت تحرشاته بي ولم يعد ذلك الاب الحنون وقد كنت أنزله منزلة والدي ، وفي ليلة مقمرة والجو حارا دخل غرفتي و أنا نائمة على سريري فارتمى علي ومزق ثياب نومي ، و اأا اصرخ و أتوسل اليه شدني من شعري وحاول أن يخنق الصرخة في داخلي ويكتم أنفاسي سمعت والدتي أناتي وآهاتي ، فعلمت أن الوحش الكاسر هجم على صدر الفتاة الصغيرة ، دست تحت ملابسها مدية مسنونة وغرزت ظهر الخائن فأردته قتيلا ، ارتفع الصراخ والعويل .. ودخل الجيران و رجال الدرك .. وأدينت أمي بخمسة عشرة سنة سجنا نافذة ، وهربت من قريتي .. وعملت في الحقول وفي اسطبلات المواشي والبهائم ، وفي معامل تصبير السمك وفي الحمامات ونادلة كما ترى في المقاهي وغيرت اسمي من "القايمة الى وجدان " الذي لا أعرف له معنى واحسبه كوكبا سماويا .. واستطرت قائلة ، أكتب هذه القصة وعنونها بوجدان ، وغدا أروي لك بقية الحكاية أو رواية أخرى من خيالي أحسن مما سمعت مني الآن .
مدت يدها إلي مصافحة ومودعة فشددت عليها و أنا أقول مبتسما ما أروع خيالك فأنت فعلا وجدان .



...................




مولاي الحسن بنسيدي علي  .... شاعر وقاص من المغرب



___________________________________











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق