المشاركات الشائعة

الجمعة، 9 مايو 2014

شام كمال تاجا .... سوريا ...........













 
شام
كمال تاجا .... سوريا



ماذا بقي منك يا شامنا الأصيلة
يا أم للعروبة الصافية
أزقة ممزقة
وحارات مقطعة الأوصال
تتفتق عنها الدروب الضيقة
و السبل الملتوية
للطرق المسدودة بغته
في وجه تطلعات ماضينا العريق
لتحجب عنا أنسابنا المغرقة بالقدم
كي لا نتملى كياننا الحضاري
الراسخ وإلى الأبد
في أوابدنا المتهالكة الرابضة هنا وهناك
وعلى مد النظر
ثمة صرح قديم متهالك
لا يقدر أن يحصي
ترنحاته المتداعية
يميد بالحمل الذي بنوء به كاهله
يجول فيك ويصطفق
أصداء سنين مرت
وقرون غابرة انطوت
تتعثر فيها
دون أن تراها
و هناك آثار قديمة آيلة للسقوط
تترنح أمامك وعلى مد النظر
وهي ماتزال ترمقنا من خلال
هذه الحد قات النبيلة
للأحداث .. غاية بالأهمية
والتي انفضت
و فات أوان تطلعاتها
و التي تغمزنا وبعيون غزل حجرية
لتغوينا بصلابتها اللامتناهية
السنين تعدو و تمر
والتاريخ يرتب أوابده
لصرح يربض هنا
وهو يقضي نحبه
ليدلي بفضح أسرار
متانته الأسطورية
و هناك الكثير الجم
من المزار ات
الرابضة في معابد الذكريات
تحصي دقائق آخر أيامها هناك
و آثار هلكت
فلم يبق منها ألا بصيص متحجر
لنظرة ثاقبة والى الأبد
ارفعوا أيديكم عن عيوننا
لنرى اتساع أمجادنا
ودنو مستقبلنا
لتبقى الشام محطة قديمة وأصيلة
من محطات التاريخ المتواصلة
والتي يتوقف ..ويعلو فيها حصاد
حقول الأزلية
على بيادر الأبدية
و تتلاقى فيها كل العهود القديمة ..
والحديثة قاطبة
لتلتقط أنفاسها
وهي تواصل مشوارها الطويل
لجمع محاصيل
تفاصيل دقيقه
عن تراث الإنسانية جمعاء
ومن كل إرث ارتقاء حضاري
وعلو شأن بشري وضاء
في تاريخ مضى سريعا
دون أن يغادر
مرابعه المغرقة بالقدم
في أذهان بشريتنا
ما تركه انطباع ارتقاء
لأحمال ثقيلة
وثوابت أكيدة من اكتشافات
غير مسبوقة
بعدما توقف ملياً في محطته الأولى
في الشام القديمة
منتظرا وصول الأحداث الراهنة
لبزوغ فجر الحضارة الإنسانية
و ليرسل رسائل عظمة فريدة
وعلو شأن أخاذ
للأجيال المتلاحقة
و تحيات متواصلة من نضج الرشد
لكل العهود القادمة
ففي دمشق الشام تتعرف
على طابعك الإنساني
و تضطلع على هويتك البشرية
و تتابع أطوار تطورك ..
منذ أول قفزه حضارية
خطاها الجنس البشري
في الشام
مهد الحضارة الإنسانية جمعاء
والتي أنجبت لنا
كل هذا الشموخ الحضاري
الذي يزين مشارف الأرض .. ومغاربها
من أوابد راسخة
وصروح شامخة
وفي الشام تفتح صفحتك العريقة
لتشاهد أول ظهور لك
على مرابض الأزل
وفوق مهد البشرية
وفي المكان المناسب تماما
الذي ترعرع فيه طفل الحضارة
عندما كان يحبو
وفيها نطق بأول أبجدية
ونقل أول خطوة في ركب الحضارة
هنا في بر الشام
وعلى مسرح الجدارة الإنسانية



كمال تاجا ... شاعر من سوريا


______________________________







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق