المشاركات الشائعة

الجمعة، 21 مارس 2014

عذرية الغيم جنان جرجيس ... العراق ...........
















عذرية الغيم
جنان جرجيس ... العراق

 لقاءهما كان صدفة , دشن أول يوم له في شركة كبيرة ..هو مهندس معماري وهي خريجة أدارة أعمال, عندما رآءها أول مرة أحس بأن الكونكانَ مرتبكاً وهو يقف على قدم واحدة وللحظة أهتدت قدم الاخرى الى حافة الكينونة. لملم شجاعته وقدم نفسه اليها وتعارفا بطريقة رومانسية.هي كان كل همها أن تجد وظيفة جيدة وتستقر في خضم الحياة التي لا تترك أحداً بلا هم. لقاءها معه كان أنعطافاً في حياتها لم تعمل له حسابات عاطفية ,تشابه مع رؤيا العالم عندما تفاجئه النتائج في أخر التجربة ويقف مذهولا بالفرح. هكذا كان ,لقاءاً رومانسياً لم ترسم له الاقدار أي جملة مسبقة . مضى أول أسبوع من العمل وهما لا يفترقان إلا حينما يشتغل كلٌ في مكتبه فقط . وتتلاقا روحهما في الليل عبر أثير الكلمات التلفونية وفي رؤى الأحلام.. _
هل تسكن في العاصمة مع أهلك ؟؟ _
 لا.. أنا أعيش هنا وحدي أهلي في مدينة أخرى,أبي متوفي, ولدي أخوان وأخت واحدة أنها الصغرى الشقية عصفورة البيت المغردة {بأبتسامة لطيفة} أما والدتي فهي موظفة في شركة للأبنية الجاهزة لقد أهتمت بنا بعد وفاة والدي وكانت أما وأباً يملؤها الحنان والرقة والحب.. أرق أمٌ في العالم..أكيد ( قالها بأبتسامة أعجاب} .أما والدي فقد توفي منذ سنتين بشكل مفاجئ ولا نعرف السبب, الاطباء يقولون أزمة قلبية بسبب ضغوط نفسية مع العلم كان سعيداً مع والدتي ومعنا. _
 وأنتِ؟؟ اليسار بعد أن نظرت الى عينيه سريعا مع أبتسامة خجلا.. أنا الابنة الوسطى في العائلة { في مرح} وخير الأمور أوسطها كما يقولون أختي الكبيرة متزوجة لديها طفلان وأخي موظف أما أخواي الاصغر مني فهما طالبان في الجامعة .والدي مدرس متقاعد ووالدتي ربة بيت ممتازة عبقرية في الطبخ والترتيب والتربية .ثم أرتسمت على محّياها أبتسامة اعجاب وكأنها تقدم له سيرة ذاتية لوالدتها من أجل الفوز بوظيفة منافسة .إستدركت.. أنا مع عمل المرأة حتى بعد الزواج لان العمل هو القيمة الروحية لحقيقة الانسان وبدونه نصبح مثل الاشياء المهملة لا قيمة لنا إلا في أوقات الفراغ. {أبتسم لها بحنان} هذا يسعدني كثيراً.. خرجا من الكافتريا وأوقف لها تاكسي ,وبعد أن ودعّها سحبه الطريق الممتد بسعادة تحسستها قدماه في كل خطوة .مشى وهو يبتسم وألوان الفرح تتراقص بين عينيه وتصرخ من حنجرته {أنا سعيد جداً }..وفي التفاتة شاهدَ مجموعة من الاطفال يلعبون ..فمد يدهُ في جيبه وأخرج قطع نقود معدنية ورماها الى الاطفال وهو يضحك...تمنوا السعادة للعالم.. قالها وهو يواصل سيرهُ في سعادة الى البيت. وصل الى شقته المتواضعة دخلها وكأنه يرى الجنة ..أوو.. ما أجمل الأشياء مع عبير الحب أتمنى من العالم أن يشم نسيم سعادتي كأنها كوكبً قَدمَ من مجموعة شمسية لا يدور حول أفلاكها الا الفرح الألهي ...مممممم...ماذا سأفعل الان نعم سأتصل بأمي الحبيبة لاسعدها بفرحي. أحسَ من سعادة الدنيا كأن الاسلاك التلفونية تتمايل كراقصة باليه يائسة أطل عليها ملك العشق من محرابه بعد قرون أنتظار وكانت الملائكة قد تصالحت مع الجن والشياطين ليؤلفوا سمفونية العشق الكوني من أجله فقط. _
 أسعدتي بالخير أمي,كيف حالكِ؟ _
 وأيامك أسعد صخر..أنا بخير ..
وأنت كيف حالك؟ أتمنى أن تكون سعيداً. _
أنا سعيد جدا..الفرح أحسه أكبر مني أنه حولي يا أمي في أرجاء كل هذا العالم.سيصلك قريباً( قالها وهو منتشياً ) ضحكت وهي تقول
 _ ربي يسعدك دائما ..وما السبب؟
_ أنا أحب يا أمي ..فتاة في غاية الروعة ,مثقفة بشكل يلفت النظر..جميلة الروح طيبة ورقيقة جدا...جداً ..{وهنا توقف} ولكن ليس أرق منك أمي. ضحكت وقالت- إنني سعيدة من أجلك ولدي
 ..وما أسمها ..عائلتها ؟ _
أسمها اليسار موظفة معي في نفس الشركة وهي من عائلة محترمة _
جميل جدا ... أتمنى أن تستمر سعادتك الى الابد. _
أعتقد ذلك أمي ..قبلاتي وتحياتي لك يا أجمل أم لي..في أمان الله ثم أغلق السماعة وهو يدندن أغنية لناظم الغزالي.{ أي شيء في العيد أهدي اليك يا ملاكي.....}. أمسك التلفون ثانيةً .. _ مساءاً يعجُ بطيور السرور لارق وأجمل فتاة في هذا العالم... حبيبتي..قالها وأبتسامة الفرح قفزت من بين عينيه _مساءك أجمل صخر..معطر بسعادة أحسها في قلبي...كيف حالك؟ _
 أنا بخير ..وأنتِ؟ _ أنا سعيدة مثل عصافير تعلمت الطيران تواً . _
ما أجمل
كلماتك وما أرق روحك ...لقد كلمت والدتي الان عن سعادتي بك ,فرحت كثيراً . _
 رائع ومتى سوف التقي بها ..لقد شوقتني الى لقاءها. _
 قريبا أن شاء الله ولكنها مشغولة بالعمل والبيت وكثيرة السفر بسبب العمل. _لابأس ..أتمنى من الله أن يحفظها لك وللعائلة ..ولي ...{ وهي تضحك} _حفظك الله لي ولهذا العالم . _ وداعا
 ..ً _ في أمان الله يا عالمي الوردي.....
 مرت أشهر غير محسوبة في تقويم عالمهم الوردي ..كانت السعادة قد حطت رحالها في غيمتهما الافتراضية وأعطت لنفسها أجازة مفتوحة بعيداً عن الكون. وفي يوم خرجا من الشركة وبعد أن أكلا وجبة خفيفة. قال لها لنتمشى قليلا أبتسمت بالموافقة ..كانت سعيدة بالاقتراح. وفي مسار الطريق شاهد مجموعة الأطفال الذين أعطاهم النقود سابقاً . _
 مرحبا ..قالها وهو يضحك ..كيف حالكم؟ _
رد الاطفال بمرح ..نحن بخير مادام العالم سعيد . _
قهقه وقال ..انهم أطفال في غاية الروعة لقد طلبت منهم في يوم ولادة قلبي أن يتمنوا السعادة للعالم . _
أووو.. أنا أحب الأطفال كثيراً وأحب الفقراء والمشردين أكثر, أتمنى أن أرسم لوحة واحدة تجمع كل أحزانهم ليكونوا سعداء كما سعادتي. _
ما أجمل أنسانيتك وما أرقك .أنت مثل غيمة عذراء تخشى أن تدنو من حافة الارض كي لا ينخدش حيائها _
 وأنت من أستحوذ على هذه الغيمة فأصبحت بيتنا الأن ..{ وهي تضحك} _أنتي رقيقة مثل أمي... أحبك أكثر من هذه الكلمة بكثير... .وبدأ يغني { الحياة وردية } أغنية فرنسية لأديث بياف.. _ هل تحبين الاغاني الاجنبية؟؟ _ نعم...أحب الاغاني الاسبانية ..والفرنسية قليلا وبعض الاغاني الانكليزية. _ هذه الاغنية تصف حياتنا المستقبلية ستكون غيمة وردية أنت رونقها. _
 وأنت عبيرها . _ما أروعك.... قالها وهو يوقف لها التاكسي ..وبعد أن ذهبت تمتمت شفتاه ..وداعاً يا غيمتي الرقيقة. في اليوم التالي..قال لها وهما يرتشفان كوب الشاي في الكافتريا المقابلة للشركة. _{ حلمت...بأني...يجب...أن ...نتزوج...} قالها وهو يضحك _ مممماذا لم أفهم؟ _ أريد أن أتقدم لخطبتك. _ طيب ....{ قالتها وفي نبرة صوتها فرح تسابق مع الحياء } _ غداً.. _ وهل ستأتي وحدك...ألن تكلم والدتك؟ _ أن والدتي لا تستطيع القدوم بسبب عملها لا تقلقي سأشرح لوالديك الموضوع وسيتفهمون الوضع أنا متأكد ..كلميهم اليوم. _ طيب. عصر الغد...في صالة منزل اليسار سألهُ والدها... _ أين أهلك...والدك والدتك؟؟ _ أبي متوفٍ والدتي تعمل في مدينة أخرى وعملها يجعلها في سفر دائم وأنا أكبر أخوتي ستكون خطوبة فقط ستحضر حتما في ليلة الزفاف أنا متفق معها على يوم الخطوبة وهي موافقة تماماً وتأسف لعدم حضورها أن والدتي أنسانة رائعة ورقيقة وتحب اليسار كثيراً وأنا متأكد أنكم سوف تحبونها كثيراً, لحظة سأكلمها الان _ الو ماما ..أنا في بيت اليسار وهذا والدها يريد أن يكلمك في موضوع الخطوبة _ الو مساء الخير سيدتي. _ ماذا ...نعم ..حسنا أنا أقّدر ظرفك حسناً ليباركهم الله ولنا الشرف, أذن سنتشرف بحظوركم في يوم الزفاف وداعاً. بعد مرور شهر ..من داخل قاعة أفراح جميلة اليسار في فستان الزفاف المحلئ بلؤلؤ وتاج مرصع بأقمار ملونة .صخر ببدلته السوداء الانيقة..القاعة تغص بالمدعوين يتراقص بين أضوائها الفرح الذي يشع في المكان . _ أين والدتك؟ لقد تأخرت صخر ...{سألت اليسار بقلق} _حسنا أعتقد أنها في الطريق لا تقلقي حبيبتي .ستتفاجأي بها وبرقتها إنها تُشبهكِ تماماً.. مثل غيمة رقيقة { قالها وهو يضحك} _ حسنا ..أن والدتي تسأل عنها كل دقيقة. _حسنا...حسناً سأتصل بها الان. وعندما كان منشغلاً بالتلفون أختفت العروس بين المدعوين. فنظر الى المكان بقلق وهو يبحث عنها وينتظر الرد على التلفون ..وفي لحظة أحس بحركة غير طبيعية في القاعة وحصل هرج ومرج وأصوات صراخ فتحرك مسرعا الى المكان فوجد أمرءتان متشابكتان في عراك. إستطاع أن يفصل بينهما بصعوبة وجهد , وبعدها حين نظر الى أحد الأمرأتين, كانت اليسار وقد تقطع فستانها وسقط التاج هناك أصابة في راسها وأزرقت أحدى عينيها ثم نظر الى المرأة الثانيةوكانت تصلح من شعرها وترتب شالها وعلى محياها علامات الانتصار والفوز فكتم الصرخة المصعوقة التي حاولت الأنفلات منه عندما عرف أنها امه . وحين صحى من الصدمة صمت قليلا والتفت الى والدتهُ وفي عينيه مزيجٌ من الغيض والحرج والاستغراب _ أمي أقدم لك عروستي اليسار والتفت الى عروسه وفي عينيه نفس المشاعر المختلطة وقد غلفها الندم _ اليسار أقدم لك والدتي.. وفي هذه اللحظة التي هربت منها كل الالوان وأصبح العالم بلون العدم تناها الى مسامعهم صوت صافرة الاسعاف يئن ..وفي أنينه دقات على آخر مسمار في نعش غيمتهِ الرقيقة للقاء رومانسي لم يخطط له مسبقا .

جنان جرجيس .. العراق








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق