المشاركات الشائعة

الجمعة، 21 مارس 2014

يخلو منه عيدها ، كُفّ افتراساً يا آذار ؟ حنان يوسف علي ... سوريا ....
















يخلو منه عيدها ،

كُفّ افتراساً يا آذار ؟

حنان يوسف علي ... سوريا

في عبق كرسيّه الخاوي تجثو : وجنتي المسها بنيّ ، دعني أتأكد أنك هنا . يخبرونني أن الحرب غيَّبتكَ ! لا ، كيف تفعل و أنتَ طفل الصنوبر..؟  سريرك هو من كبُر و قشّر عنه السياج  . قبل أن تدغدغ مسامعك أغنيات العشق ، قبل أن يغلف الجوري المواعيد . قبل أن تعلق بذلتك ، تكحلُ بها غيمات المكان . للغرفة اليوم جدران أكثر ، نسيتَ أن ترفع عنها لوحاتك الصغيرة كما أوصيتك ، قلتُ لكَ لا أريد سواكَ هنا . ما أفعله بالرسوم و الحروف ؟ لا تستحضرك أي صورة ، هل تفعل عادةً الأوراق ؟
البيتُ مرتب حد السأم ، غريب عليّ . لمَ تغيّر عاداتك بنيّ ؟ هل تعتقد أن الفوضى تعنيني ، الغبار ، الوسائد المبعثرة ! ضجيج أصدقائك ، جدالكم شتائمكم ، هل تظن أنها لا تزال تزعجني ؟  تعال نفرش على البلاطات الباردة أحاديثنا المؤجلة . نغني ، يرتفع صوت اللحن و يختم فم  البنادق . لن أغضب هذه المرة لأنك أشعلتَ الشمعة الأخيرة قبل المساء ، صوتكَ يضيء وحشة المكان .
لماذا تصبح العتبات ، بنيّ ، منبري اليتيم ، قلبي المطوق بالأغنيات ، المفرغ من الكلمات . كيفَ لا يقتلني شوقي أمام مقبضِ الباب الموصد ، يشي بك خلفه ، لمَ لا تفتح لي !
بخطوات تتتعثر على الدرج ، كنتَ تقطف الياسمين و تجرب ، فاشلاً ، كل وسائل الهدوء لتضعها قرب وسادتي ، و جانب السرير أنظرُ وجهكَ  يتورد حباً ، و تمتد يدكَ من الوجود لتخطفني : "هاتِ يدكِ أمي لنسامر شرفةً لا تبتلع زوارها ، دعينا نراقص النجوم المتناثرة حولنا و في أول الدرب العائد إلينا ، نزرع هذه الضحكة ! " وبطقوس من بخورٍ و شموع ، في محراب البيت القديم  تبتسمُ لي بكامل بهائك ، بذاكرةٍ لا تحملُ ضباب قدِّها ، تنثر بعيداً رمادها .
و لأننا و خذلان المواعيد ، بغرفتكَ ، هاهي وحدها الحرب  تعبقُ بالمكان .
وإليّ في عالمي القصيّ ، يصل ضجيجها ، و عبر الدروب المحترقةِ إلينا ، تتعالى ضحكتها أرجوانية الصدى .
حارات القادمِ آمنة .. آمنة ، هكذا كنتَ تخبرني . كيف عرفتْ و كل رجاء يخبو و كل سماء تعلو . الحروفُ مبعثرةً تلوذ بأحلامنا المستحيلة.  ربما ، صغيري ، أجنحتنا المصابةُ بالنضوج لا تجيدُ التحليق بعيداً عن الجرفِ المنحدر ، إلينا حيث ننتظرنا هناك !
كفاكَ افتراساً للقلب يا آذار  
امسح عني أغنيات الحزن ، أحضره هنا ! لذراعيّ تعال صغيري ، ابتسامتي التي تنظرها بارتياب ، ليستْ ألماً مكتوم الأنفاس  
سوية نعلق زينات العيد ، معاً نساهر ذكرياتنا و أسرارنا. ولن يفعلها ضجيج الشوق و الوحدة  و يمزقني حتى القلب كما كل مرة.

حنان يوسف علي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق