السردية
في أشعار الشاعر العراقي أياد البلداوي
علاء
حمد .. العراق
معذبتي
.....
هو
الكتاب الذي أصدره الشاعر العراقي المغترب أياد البلداوي والمقيم في أمريكا ...
ويحوي على قصائد نثر ، تراوحت بين الطول والقصر ...
يقع
الكتاب ب 120 صفحة ، من الحجم المتوسط
وطبع
في دار القلم الحر للابداع والنشر .. مصر _ القاهرة .
الكتابة
الشعرية ، وثورتها التي توالت على الإبداع ، تخللتها المخيلة في رصد الخيال
الشعري ، والإحتكام بالجمل الشعرية التي تكوّن الهاجس الفعّال عند الكتابة ..
ولكتابة
الجملة الشعرية .. هناك ثلاث محطات نقف عندها :
1 –
رؤية البصيرة .. وهي كلّ شئ على الطبيعة ننقله بالعين الباصرة ، ولكن ضمن خيمة
الخيال الشعري .... وهنا يكمن المنظور والتعامد ..
2 _
رؤية القلب ... تحكم العاطفة أحيانا وننقلها برؤية قلبية ، وهو مايدور في القلب
من فطنة ، وهذه الفطنة ، ننسجها وننقلها على الورق بخيال ولغة شعرية ، المراد
منهما التأثير بالآخر .. كأنه ضمن نفس الدائرة التي راح الشاعر يكنز ذخيرته
الشعرية في الروي .. وفي السردية ..
3 _
رؤية الذاكرة ... للذاكرة رؤيتها ، وتشعباتها ، فهي تسافر بنا ، ونحن في غرفة
صغيرة .. وهي تنساب وتتذكر ( عملية الفلاش باك )
وهي
تمسك الأشياء بحسية خاصة ، وتحدد الأسلوبية في فنّ النظم ....
ومن
هذه النقاط ، والتي لايحددها الشاعر ، بشكل تشخيصي ، ننسج جملتنا الشعرية ، وهي
الأساس والدخول الى المنطق الفلسفي ، وثقافة الشاعر الواسعة ومدى الخوض في
رهانات شعرية ، كي لانسقط في خطابية الخاطرة ، أو الإبتعاد عن اللغة البسيطة ،
والتي كلّ شخص يستطيع النظم بها ...
_________________________________________
مجموعة
الشاعر أياد البلداوي ، والذي أعتمد المباشرة في تأسيس قصيدته ، ومن خلال
متابعتي له ، فقد أتخذ الكثير من الروي المباغت
، والتي تعني الشاعر أكثر مما تعني الآخر ، وكذلك ، فهو لايلتزم بطول الجملة
وقصرها .. وحسب تقديراتي ، فهو يشكل الشخص الرابع وما ذكرته أعلاه .. ولكن كتب
القصيدة ، ونشر ، ومازال يواضب على كتابتها ...
كيف
الهروب من عشقك بغداد
أنا
ابنك العالق ...
عالق لأني
لم أغفر وجهي بترابك
عالق
لأني ابتعدت عنك
عالق
لاني تجرعّت الذل دونك
عالق
لاني لم ارضخ للقهر
عالق
لانهم لم يتركوا لي خيارا غير الغربة
كيف لي
أن اخمد نيران لهفتي لك
قولي
يابغداد ...
ص . 5
...
وبما
ان الشاعر ، كتب عن العشق ، وعن المرأة ومايدور بحياته في المهجر ، لكنه لم ينس
بلاده الأم .. بغداد .. بغداد التي كانت الرضيعة الأولى له في بادية العراق ،
بغداد النافورة التي ترشّه بماء السلسبيل .. وما ء السلسبيل لم يصله .. محاكاة
شعرية .. بينه وبين بغداد ...
سيّدتي
أنا ...
مؤمن
بصرحك العتيد
لأنك
...
الحياة
...
الهواء
...
العطاء
...
النماء
...
أيها
النقاء ...
سيّدة
العشق والارتقاء ...
لرضاك
لهثنا
ص . 31
...
قالت
مرّة الناقدة اللبنانية ، في مقابلة مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش .. أنّ
الشعر كلمة ، وهذه الكلمة تعبّر عن ثورة ...
وهنا
نرى الشاعر أياد البلداوي ، كيف يكتفي بجملته = بكلمة واحدة ، وهو انتقاء الشاعر
وليس غيره ... ولكن ، يبقى كلام الناقدة يمنى ، امثولة لزجّ الكلمة الشعرية التي
تحمل التفعيلة وموسيقاها ....
على
مرى البصر
.
.
.
جئتك
وأحلامي تتقاذفني
أحمل
لك شالا أحمر
وحبتين
من عبق الحب
يالؤلؤة
العمر الجديد
ص . 57
.....
أخاف
عليك من خيوط الشمس
لأنها
تلسع وجنتيك
وأنت
رقيقة عذبة المحيا
أغار
عليك من كحل عينيك
لأنه
يغازل نظراتك
أخاف
... وأغار
ص . 75
.....
________________________________-
هذه النماذج التي اعتدمتها ، هي من مجموعة الشاعر أياد
البلداوي ، وقد كانت المعاني تقريبا غير مختلفة ، في مناجاة الحبيبة ، والخوض في
عشق جسدي ، ولكن يبقى السؤال التال : لماذا لم يتم التغيير في اللغة التي
يعتمدها الشاعر ؟
فالدائرة واحدة ، وكانت الإنتقالات لديه ، هي التي تشفعت
باتخاذ القصائد ، كحلقة وصل بين جميع ماكتبه ...
ويبقى الشاعر أياد ، ذات نظرة للمرأة ، غير متأرجحة ، وقد
يعطي الكثير من وقته في فنّ النظم ، والخوض في هذا البركان الهائج ...
يعتمد الشاعر تقريبا وبكلّ قصائده على السردية والمواصلة
في نقشات القصيدة الواحدة ...
.
علاء حمد
كوبنهاكن الدنمارك .....
_________________________________
|
صديقي الرائع علاء حمد
ردحذفاغلى ورودي وتقديري لك ولتحليلك القيّم هذا وذاك هو ديدنك حيث تمنح الكاتب ومن خلال
ما يكتب حقه سلبا ام ايجابا بالامعان الذي عهدته بك ...لك باقات ورودي واعتزازي الكبير
بشخصك ورقيك تحياتي