المشاركات الشائعة

الأربعاء، 16 أبريل 2014

من دفتر يوميات إمرأه خاصمها نبض الأشواق ق/ الكنز نهى علي .... مصر ..........















 

من دفتر يوميات إمرأه خاصمها نبض الأشواق ق/ الكنز
نهى علي .... مصر


((يا إلهى ماهذا الطريق الطويل المظلم ؟ يبدو كنفق أين أنا ؟ ولماذا أسير فى هذا الدرب المخيف ؟ ))
هكذا كانت تردد نفس العبارة كلما كان يواتيها ذلك المنام بكل تفاصيله ، من وقت للأخر . دائما تشاهد نفسها تسير فى هذا الطريق الطويل المملؤء بالظلام وحدها لا شىء معها سوى شمعه صغيرة تنير لها الظلمة الحالكة وأيات القرأن ترددها باستمرار ، ثم سلم تجده فى النهايه لتصعد عليه وترى ضياء السماء الأسر تلتفت يمينا ويسارا تبحث عن أحد أو أى شىء ، يعرفها أين هى ؟ وكيف تعود ؟ لكنها لا تجد إلا صندوق كبير مغلق بإحكام فى منتصفه مفتاح كبير لم تشاهد مثله قط . تحاول فتحه لكنها تفشل مرارا وتكرارا
كانت تخبر والدها الحنون الثرى ، الطيب بهذا المنام فكان دائما يعطيها إبتسامة صغيرة ويقول لها ((لعل الخير يكمن فى الشر))
كثيرا ً ما شغلتها تلك العبارة لكى تفهمها لكنها لم تستوعب كُنهتها وما يقصده والدها دعت الأمر ، مضت فى حياتها إنها فتاه لإبنه رجل أعمال معروف لديه الثراء ، تحصل على ما تريد هى وأشقائها الصغار دون عناء الدنيا بالنسبه لها رحله جميله كلها مرح والشىء الوحيد الذى كان يعكر صفوها فقدانها للأمها . لكن دوام الحال من الحال تغيرت الأحوال فجأه وبدون سابق إنذار من فوق قمة الثراء الشماء إلى أرض الفقر الوحله ، رحل الأب بعد حسرته لخساره ماله كله تركها هى وأشقائها الصغار بدون مأوى
كل شىء ضاع إنهار ولم يتبقى لهم سوى بيت ريفى صغير وعليهم الإنتقال فيه للعيش هناك والإنفاق فى أضيق الحدود بما تبقى لهم من مال ، لقد كشفت الأيام عن وجه أخر لها وجه ساكن راقد مثل مياه المستنقع ليس به سوى الحزن والشقاء كان عليها الصمود والمواجهه أحست بصعوبه فى بادىء الأمر وهى تتذكر كل الهناء والحياه النديه المنعمة صورة الأصدقاء ، المعارف الذين إبتعدوا وتخلوا باستمرار تبكى القلب قبل العين لكنها هونت على نفسها وقبلت تحدى الأيام لها بشجاعه وإمتثال لحكم الله عز وجل ...........
وفى الريف شاهدت الكثير من الصور المختلفه السلبيه مثل ، البيئه الغير نظيفه ، الإهمال ، الفقر ، وسيد كل ذلك الجهل ليس جهل من لا يفقه القراءة والكتابه ولكن جهل الفكر والإبداع والتطور ، شاهدت الشبان شاغلهم الشاغل إما الجلوس على المقاهى أو فى مراكز الكمبيوتر للعب والمرح ، سمعت من الفتيات ما يشغلهن إنه العريس فقط حتى وإن كانت حاصله على أعلى الشهادات النهايه البيت والإنجاب فقط . شاهدت أيضا الصور الإيجابيه كحب الناس لبعضهم البعض ,الترابط والمعامله الحسنه
لكنها فى قرارة نفسها شعرت أن عليها شىء لابد أن تفعله بدأت تحدث الناس ومن فى مثل عمرها منهم من سخر منها ومنهم من تكلم لكن دون حماسه حتى وصل سيطها لكبير البلده سمعها أعجب بكلامها تعاون هو ومجموعه من كبار العائلات بالمجهودات الذاتيه لحل بعض المشكلات الموجوده شيئا بشىء توحد أهل البلدة فهموا ، عرفوا ، إستجابوا أما هى فقد طلبوا منها الترشح لمجلس الشعب لتتكلم عنهم وعن كل مظلوم ، ومحتاج لا يعرف كيف يوصل صوته ، وفى يوم خلدت لفراشها كى تنام فشاهدت نفس الحلم لكن الإختلاف الوحيد فيه أنها قدرت على فتح المفتاح وشاهدت شيئا عجيبا بالصندوق إنها رقعه جلديه قديمة مكتوب فيها جمله واحده
((لعل الخير يكمن فى الشر)) فتحت عينيها فوجدت نفسها تبكى بحرقه وتنظر إلى كل ما حولها من أثاث فخم وإلى زوجها الشاب التقى الثرى الذى أحبها لشخصها ولرقى تفكيرها وتحضره طالبا منها الزواج فإستدار ناحيتها ورأها تبكى ، إحتواها فى صدره أما هى فقد عرفت سر كنزها وأدركت أن الخير يكمن فى الشر .
تمت ........................




نهى علي .... روائية من مصر


_________________________________________








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق