المشاركات الشائعة

الخميس، 17 أبريل 2014

رواية على مراحل بعنوان : الطابق الخامس ... / مظهر عاصف الأردن ............










   صحيفة 
  الثقافي ثقافي الأسبوعية ...
تنفرد بنشر رواية الطابق الخامس للكاتب والشاعر الأردني مظهر عاصف .


رواية الطابق الخامس ....
مظهر عاصف ... الأردن

رواية الطابق الخامس ننشرها على شكل حلقات مسلسلة للشاعر والكاتب الأردني مظهر عاصف ....
وها نحن ننشر بعض الأقسام في صحيفة الثقافي ثقافي الأسبوعية ، وستكون مؤرشفة على الكوكول أيضا ...
عدد حلقات الرواية تقريبا ال (( 100 )) حلقة ، كتبت أحداثها في الأردن .















رواية على مراحل بعنوان :
 (( 1 )) مظهر عاصف 
(الطابق الخامس)


يفصلُ بينهما شارع , ورغمَ وجود النفق الذي يفصلُ بين عمارتيهما في العمل , إلاّ أنهُ لم يفكر ذات يوم أن يسلكهُ, هذه هي المرة الأولى التي يحاول بها , أن يختفي عن أنظارها , حدث نفسه : سأستقل المصعد مباشرة من ساحة الكراج المولودة من النفق حتى الطابق الخامس .
كان يعلم جيداً أنه آجلا أم عاجلا سيلتقي بها , لكنه لم يتصور أن يتوفق المصعد بالطابق الأرضي , لتصعد أليه ويلتقيان بهذه السرعة .
نظرا طويلا لبعضهما قبل أن تلقي عليه تحية الصباح بابتسامة مصطنعة , وما أن نزل أحدهم وبقيا لوحدهما , سارعت لسؤاله : هل كانت ليلتك طويلة , هل هناك خطب ؟
أراد أن يتكلم لكن وقوف المصعد حال دون كلامه , أدارت وجهها وهي تغادره وسألته : لماذا صعدت من النفق ؟
قال مبتسماً : لأنني من الأنفاق .
توقف المصعد في محطته الخامسة, وسرعان ما قصد غرفة المريضة , كانت رغم آلامها الناتجة عن الحروق والتشوهات التي انتشرت بكامل جسدها تغطُّ في نوم ٍعميق , جلس أمامها لتفتح عينيها مبتسمة له .
سألته : هل استقر أمر زواجك ؟
 
- على وشك , قريبا سأحل مشكلتي معها .
وحبيتك, هل التقيت بها بعد البارحه ؟
  نعم , التقيت بها قبل قليل في المصعد . -
أغمضت عينيها , وعادت تعانق حلمها الغريب , وعاد ينظر الى السرير , وخطر بباله سؤال غريب : لماذا ينام الناس على الأسرة ؟
السرير , إنهُ يكره السرير , قبل يومين فقط , دخل غرفة نومهِ ليجد رجلا في سريره ِمع زوجتهِ, وضع حينها مقعداًَ خشبيا , وعكس جلستهُ عليه وسطَّ اندهاش العشيق والزوجة وخوفهما منه, وأشعل لفافة تبغ وبدأ النظر لهما بهدوء واستغراق .
حينما حاول العشيق النهوض ملتحفا بغطاء السرير , أشار إليه بالعودة والتسمر بمكانه, حاول العشيق أن يتكلم , لكن حروفه بدت مع تلعثمهِ لغة غريبة . الجملة الوحيدة التي استطاع أن ينطقها بشكلٍ مفهموم : هي من أرادت أن تنتقم منك لأنكَ حسب زعمها

.....................................يتبع



( الطابق الخامس ) ج2


هي من أرادت أن تنتقم منك لأنكَ حسب زعمِها ...
وهنا أشارَ إليهِ أن يصمت , كان يفهمُ تماماً لغةَ هذه المشاعر التي تنهشُ أفكارَ هذا الرجل,ويعلمُ أنها خليطٌ من الخوف والخجل ونمنماتِ الذنب, ويقرأ هذه التعابير التي ترتسمُ على وجهه_ فالدهشةُ حينما تغتصبُ الشجاعةَ على تضاريس الحيرة, تتركُ وجهاً غارقاً في الغباء_ ويعرفُ طبيعةَ الكلام الذي سيتفوه به , وجملةَ الأكاذيب التي قد يظن أنها ستغفر له حال نثرِها على مسامعِ زوجٍ مخدوع .
سيتركهُ يغادر كما تُرِكَ ذات يومٍ من قِبلِ أحدهِم, سيغادر ولن يصدق بعدها أنه خرجَ من البيت تحمله قدماه , لن يصدق أنه غادر دونما لكماتٍ وركلاتٍ ورضوض , أو دونما رصاصةٍ استقرَّت بصدره .
سيشعرُ بعدها بشعورٍ غريب , سيباتُ ممنوناً لكل خطوةٍ حملتهُ للابتعاد عن هذا السرير إذ أنها استطاعت أن تنقذهُ من الخطر وشبح الفضيحةِ, وسيغفرُ لها بعد ذلك لاشعورياً عندما تصل به لساحةٍ بلا حدود من الشكِّ والريبة والقلق .
المجهولُ سيطاردهُ لعدة أيام , ومن ثم يبدأ بالتعافي من هذه اللحظات ,قبل أن يشعر كم كان محظوظا لأنه تعرفَ على امرأة من نوع خاص ,تقترن بزوجٍ من ورق , زوج يمتلك أعصاباً باردة وقلباً حجريا .
سيضحكُ بعد اسابيع على تلك المشاعر التي أهدرها بلا وجهِ حقٍ , وعلى الأفكار التي سمح لها أن تجلدَّ ضميره لأيام ,وفي لحظة تأملٍ سيضرب كفاً بكف , ويسأل ضاحكاً: هل يوجد على شاكلةِ هذا الديوث الغبي الكثير في هذا العالم ؟, والإجابة فوراً ستسعف ذهنهُ بخباثة: إذن ستكون مشكلة!!
سيلتقي بعدها بفتاةٍ جميلة , سيلمس الطهرَ في كلامها , والبراءة في وجهها , ويشعرُ كم هي مختلفة عن الأخريات! , فهي: كوالدته وأخته وكزوجةِ أخيه وزوجة صديقهِ وابنُ عمهِ. إنها من طراز الفتيات اللائي خُلقنّّ من ضلعِ رجلِ واحد, بقلبٍ واحد, ووجهٍ واحد .
سيشعرُ بالتفوق دوماً لأنه الرجل الأول بحياة زوجته,وسيتفاخرُ بين أصدقائهِ أنهُ تزوجَ فتاةً بلا علاقات سابقة وماضٍ خفي, ولن يتبادر إلى ذهنهِ يوماً أن الأشخاص الذين يعيشون حولنا هم أناسٌ نعرفهم , وأن النساء اللاتي نقابلهن هنا أو هنا مخلوقاتٌ تعيشُ على الأرض لا في الفضاء الخارجي .
كثيرةٌ هي الآيات والأحاديث, التي لن يشعر أنها موجهة له , سيتعامل معها ظاهرياً , ويطلب من غيره أن يتعامل معها بعمق ,سيظنُّ أن ( الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرك) آية لا تعنيهِ مطلقا, ولا يندرج تحت حكمها بتاتا,فهي للآخرين , لأشخاص لا يملكون ما يمتلكه من خبرة وذكاء وحذر , وعندما يذكرُ خطيبُ الجمعة بيت الشعر: عفوا تعف نساؤكم , أو قصة دقة بدقة) , سيذوب شفقةً لهذا الكلام الموجع والموجه لجميع الحاضرين عداه شخصياً ....


.........
يتبعْ.


( الطابق الخامس ) ج3


استطاعَ العشيق أن يرتدي ملابسهُ بأقل من دقيقة, واستطاع بعدها تحطيم الرقم القياسي لسباق السرعة المسجل باسم : ( يُوسَين بولت ) الجمايكي , اذ سابق الريحُ و( نفسي نفسي ) حينها, متجاهلاً ذاك الصوت الذي أطلقتهُ وسط ضجيج حشرجاتها ودموعها : سيقتلني , افعل شيئا من أجلي .
لم يستجب _ والراحلون خوفاً من الحقيقةِ محالٌ أن يظهروا وقت الحقيقة _ لم يستجب, فقال لها : لقد اسمعتَ أن ناديتَ حياً.
شهقت بكلمة: ستقتلني ؟
- كلا, نحنُ اليوم مدعوون لحفل زفاف صديقتك , سأعود في الثامنة مساءً .
لم يستطع أن يروي تفاصيل هذه الحادثة ( لخولة ) , رغم أنها الشخص الوحيد الذي استطاع أن يُشَرِّحَ نفسه بالكامل أمامه , قد يكون السبب أنها _ حسب زعم الأطباء _ ستموت قريباً_ وسيموت معها كل ما بحوزتها عنه , وقد يكون السبب أن الحروق التي كست جسدها كمعطف شتوي تركت لها قلبها النقي الرقيق بكامل نصاعته . وحدها من كانت تحب أن يغني لها بصوتهِ الرخيم , لذا ابتسم حينما طلبت إليهِ أن يغني لها : ( قارئةُ الفنجان ) .
ضحكَ أكثر عندما ألحت عليه,ثم قال: عبد الحليم مات مرة واحدة , لماذا تطلبين منه أن ينتحر في قبره ؟
_
مقطعٌ واحدْ
 
- لست في مزاجٍ يسمح لي بالنهيق .اعذريني هذه المرة .
 
- لا تقل هذا ,أرجوك, أين التقيت ( بسندس ) ؟
 
- في المصعد
 
- لا زالت غاضبة مني ؟
 
- لم نتحدث عن الأمر . يبدو أننا وصلنا للنهاية .
 
- الحب يعرف البدايات فقط فيبقى بداية متكررة , ثم انها محقة , أي فتاة مكانها كانت ستفعل الأمر عينه .
صمتت قليلا كأنها تستجدي منه أن يكذب عليها , ويزيح عنها عناء الشعور بالذنب, ودت لو يخبرها أن ( سندس ) لا يحق لها أن تقتحم غرفةَ مريض بتلك الطريقة, وأنه عندما ضُبطَ يطبع قبلة على شفاه مريضته فعل ذلك حنانا لا حباً, لعلها مشاعر طبيبٍ تقمص دور مريضته, فلا يعقل أن يعشقَ طبيبٌ مريضةً تنتشر الحروق بجسدها حدَّ المسامات , ومصابة بالفشل الكلوي القاتل , بينما يمتلك عاشقة بوجهٍ( سينمائي) , وزوجةً من علية القوم .
لم يتحدث, لكنهما لا زالا يذكران الأمس وكيف فقدت سندس اعصابها وبدأت بالصراخ والشتائم , وكيف حاولت أن تنقض كنمرة مجروحة على (خولة),وأن الجدران وحدها _ وحدها فقط _ من أحجمت عن مشاهدة هذه الفضيحة , ومن ثم تداولها سريعا ونقلها كخبر ثمين يوصي الناطق به بعدم تكراره .
كان الشغل الشاغل للجميع, وحديث الساعة قبل ذلك هي العلاقة بين :(سندس) الطبيبة الحسناء وابنة مالك المشفى الضخم, وبين (متروك النادي) طببب التجميل الفذ, والآن بدأت الألسنة تتناول فقط الفضيحة التي حدثت أمس في الطابق الخامس .


.............
يتبع
_____________________________________






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق