المشاركات الشائعة

الأربعاء، 16 أبريل 2014

نساء الفيس بوك : فضاءات من الجمال والسحر والحرية سعدي عباس العبد ..... العراق .......















 


نساء الفيس بوك : فضاءات من الجمال والسحر والحرية
سعدي عباس العبد ..... العراق


_____________________________





+ النساء على الارض الافتراضية اكثر انفتاحا وحرية ..يزاولن حريتهنّ في مجرى ساحر وزاخر بكل ما تمليه عليهنًّ النفس الأمارة بالحبّ والانفتاح ونشدان المعنى .. فالمرأة تجد ذاتها متجسدة على الشاشة البيضاء ,محلّقة في فضاءات بيض حرة واسعة من الحرية . حرية تحفر عميقا في الشاشة والروح ..لطالما راودتها تلك الحرية , الحلم , على ارض الواقع المأزوم المعادي لاحلامها وتطلّعاتها .. ولكلّ آمالها في التحرّر من اغلال العبودية .. عبودية الذكر والتقاليد والقيم وسائر المعتقدات الموروثة التي تقلّل من قدرها وشأنها وقيمتها الرفيعة كونها النصف الناشط الفاعل المؤثر ... الواقع المشحون..الملغوم بوصايا كهنوتية وقبلية تعبّد جادّتها بغبار من بقايا الكهوف ومحاجر العبودية وغرف الجواري المؤثثة بكلّ ما من شأنه انّ يضاعف ويزيد من انتشار رائحة الشبق والوله والغريزة المسرفة بالغنج والتحلّل والميوعة المفرطة ... فكان هذا الفضاء الحر هبة من السماء .. فسارعت اليه بكامل حنينها وحلمها في التحرّر .. ففتحت لها لها كوة في الجدار الافتراضي تسللت عبرها بكل ما اوتيت من توق ولهفة , لتطل على نصف الآخر . النصف الذي كان يحجزه عنها جدار من التابوات الملفّقة القادمة من عصر العبودية الغابر . جدار من العيب والمحرّمات لاسيما تلك التي معزّزة بوصايا الكهنوت والمعابد والتراث الشفاهي المتوارث تداوليا في العقل الشعبي , المكتسب من تعاليم المقدس الواجبة التنفيذ .. رغم مرور قرون من التلف والتحجر على موته البدني .. بيد انه بقي يحيا حياة رمزية .و فاعلا يلقي بظلاله الخرافية الثقيلة فيزيد من مساحة المحرّمات .. هذا المقدس لا يزال حاضرا رمزيا .. حاضر بقوّة واشد تأثير وفاعلية من احفاده الكهنة ممن يتحركون على الارض ويلقنون وصاياهم لمريديهم . فبقيت تعاليمهم تتفشى في العقل الشعبي حتى انسحب تأثيرها على فضاء العالم الافتراضي .. ولهذ نجد العديد من النساء الفيسبوكيات يتخفّينّ وراء اسماء مستعاره وصوّرة هي الاخرى مستعارة .. كما لو انهنّ اشباح ..هذا التخفّي او الاستتار عبر اقنعة مستعارة تتلاشى خلاله شخصيتهنّ الحقيقية غير الشبحية يؤشر حقيقة دامغة او يشير الى انّ المرأة لا زالت مقموعة من داخلها فضلا عن ملاحقة القمع الخارجي .. كما يشير على نحو ما . الى قوّة تأثير العقل المقدس في التحكم بمجريات التقاليد على مستوى التعاطي والتلقين ..المرأة حتى في هذا الفضاء الحر تشعر بحجم الهوة التي تفصلها عن الحرية او عن تجسيد تطلعاتها واحلامها على تلك المساحة البيضاء الافتراضية ..



سعدي عباس العبد ............... قاص من العراق



_______________________________________








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق