المشاركات الشائعة

الخميس، 13 مارس 2014

البحث عن لحظة ضائعة (في مقهى الشابندر) فاضل عباس الحمد .... العراق ...........















البحث عن لحظة ضائعة
(في مقهى الشابندر)
فاضل عباس الحمد .... العراق


تكاد تكون مثابة للزائرين أو ربما هي المحطة الأولى قبل البدء برحلة التجول بين أكوام الكتب التي تنتظر بصبر فارغ الخروج من بين الأكوام لتحظي بأصابع ناعمة تقلب أوراقها برفق و زاوية محترمة في إحدى المكتبات ألمنزليه ألأنيقة . كان المكان مكتظا كما هو حال المقهى في كل يوم جمعه ... جلست على إحدى الأرائك بعد نظره سريعة بوجوه الرواد المنشغلين بحواراتهم ألأدبيه .. كانت الممرات ضيقه بين الأرائك لذلك لفت انتباهي مجموعتين التقيتا في إحدى تلك الممرات فابتدأت موجه من القبل و العتاب مما تسبب في أزمة مرورية للرواد المتنقلين بين أروقة المقهى لم تنتهي إلا بعد أن استخدم صاحب المقهى البعض من صلاحياته بالطلب منهم بنقل تلك الفعالية إلى مكان أكثر رحابه !!. في الاريكه ألمجاوره كان هناك شابين كان يبدوا عليهما بأنهم ينتظران شخصا ما .حيث إنهم كانوا يتحدثون عن شخص ما وعدهم بأنه سوف لن يتأخر . كانوا يتطلعون بالوجوه ألداخله إلى المقهى بشغف واضح .. دخل احد الأشخاص المقهى فتهلل وجهيهما! كان الرجل أربعيني يرتدي قبعة تنحدر إلى مقدمة جبهته مع انحراف مهمل إلى إحدى جهات رأسه الذي يضم شعرا غجريا مجنون !! يحمل بإحدى يديه أجندته الخاصة مع ألنظاره السوداء التي خلعها لحظة دخوله المقهى .. جلس الرجل بعد عاصفة من الترحيب و التهليل فكان يتصنع اللامبالاة من هذا التكريم المبالغ به!.بعد حوار هامس لم أتبينه فتح أجندته وبدأ رحلة البحث عن قلم فأسعفته بمنحه واحدا مني ..شكرني بابتسامه ماكرة و باردة !!. سال احدهم
-        - ما اسمك
 - ميثم ..
اخذ يقلب قلمي المسكين بين أصابعه و كأنه كان يفكر بأي اللغات يكتب الاسم .. و أخيرا كتب شيئا لم أتبينه . ربما أدرك الشاب بان الرجل في مأزق فقال له بخبث مستتر تحت قناع الاحترام .!
-
ميم أوليه دائرة يمتد وسطها خط مستقيم ! ياء , كرسي و تحته نقطتين ثاء, كرسي فوقه ثلاثة نقاط ميم أخريه , دائرة مع خط للأسفل ........
كان الإحباط و خيبة الأمل واضحة على الشاب الثاني الذي رفض إعطاء اسم!! و انسل خارجا تبعه زميله بعد اعتذار موجز !!! . و كان هذا آخر عهدي بقلمي المسكين الذي سيحظي يالاهمال !!.. في الجانب الآخر كان هناك أربعة رجال جلسوا متقابلين يثرثرون و يتضاحكون و يسعلون و يدخنون في وقت واحد فجأة دب سكون وقور مهيب بعد أن أعلن احدهم عن بشرى ولادة قصيده ! أصاخ الجميع السمع ,بدا بان الرجل يعاني مخاض أللحظه ألتاريخيه و بدأ ينشد :
(
(علميمر و علميمر و علمطرح ...عيونك حبيبي واسعات و تجرح – علميمر و علميمر و علمامش ضل بغرورك يا حبيبي ,,,,, تسبب لغط مفاجئ في عدم تمكني من تبيان ألكلمة الأخيرة والتي هي حتما تحمل اسم ألحبيبه !.. قتلني الفضول في معرفة ألكلمه الاخيره لكني قاومت فضولي ليبقى ذلك الاسم سرا تاريخيا لم يتاح لي معرفته أبدا . لكني حتما لن أتوقف عن البحث عن المعنى في كل معاجم اللغات و ربما أتوسع في البحث عنها في اللغة الاراميه أو السويحيليه .. ربما سأضطر للاستعانة ببعض المنجمين أو فلأذهب إلى الجحيم الم يقولوا بان المعنى في قلب الشاعر!؟؟؟!..

فاضل عباس الحمد ..... العراق ، بغداد



_______________________________________







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق