المشاركات الشائعة

الجمعة، 24 يناير 2014

ثلاث شاعرات اجتمعن حول المائدة الشعرية .. / علاء حمد ... العراق ..............


                                                          بهيه مولاي سعيد ... المغرب



                                                                     نورا تومي ... الجزائر





                                 نادية عزيزة ...... العراق

ثلاث شاعرات اجتمعن حول المائدة الشعرية ..
علاء حمد ... العراق

ثلاث شاعرات ومن بلدان مختلفة .. كانت القصيدة هي الفاصل الاعظم بينهن ...
بهية مولاي سعيد ، المغرب وقصيدتها (  قصيدتي ) : 

تكتب الشاعرة المغربية بهية مولاي سعيد قصيدتها بكلمة متأججة بالروح الهادئة ، والم داخلي .. وهذه المعاناة تعكسها بشكل منظم ووراء كلّ حدث من الاحداث ... وهي تعتمد على لغتها وطبيعتها بالايحاء أو ماترمز اليه ، وهذه قدرات كامنة في الاصوات والكلمات والتراكيب .... ويعتبر السياق اللغوي لدى الاديبة بهية سياقا سرديا وما تتخلله البصيرة الذهنية من تناص أو العبور الى مراجعة ذاتية للفلاش باك ، ومهمة فرز هذه الاصوات تأتي قدرتها الوحدوية في فنّ النظم .....


............................................................ 

 نورا تومي من الجزائر وقصيدتها ( شذرات ) :
الشاعرة نورا .. تدسّ الموسيقى عنوة بين مفرداتها بواسطة القافية التي تعتمدها في رصد الشطر لديها ...


هل رأيت قمراً في الجوار؟
سمعته يختلج..
قلت : اُدنُ،فطار
يهوى المسافة
كلّ المسافة من باب قلبه
حتى المطار.
ولكن مانتثره الشاعرة نورا ، له ديموته في رصد المعنى وما تعنيه من حاملة للذهنية الحسية من دون تكلّف ، وهذه هي النزاهة الشعرية التي يعتمدها كلّ شاعر كي يسجّل حضوره ..... وتقديم المحسوسات ، استحضار لورها وهيئتها الشكلية بعد ما ارتبطت بمعنى نفسي خاص .. يعيد خلقها وتشكيلها بما يرسيه من علائق متفردة تخلق وعيا فنيا وخبرة متميزة .....


..........................................

 نادية عزيزة من العراق وقصيدتها (قصائد أستثنائية .. وإمراة مِنْ رائحة الامطار الاستوائية ) :
الشاعرة نادية تنساق بشكل مركز خلف قافيتها التي رسمتها ، وكانت اللغة والصوتيات عاملان اساسيان في تفجير مخيلة الشاعرة ...
حسية المعنى لدى ناديا اكثر اعتماد على حسية الشكل الذي كان لمحاكاة ذاتية .. وهذا الفن يميل الى الاختلاف مع الغير ... وهي تختلف عن الشاعرتين بهية مولاي سعيد ونورا توما ....
ولمم ننس الاولى من المغرب والثانية من الجزائر ....
وهنا ترتبط العلاقة الذهنية بالمنحى الحسي الذي تمتلكه نادية ، وقدرتها على الاثارة والفاعلية والحيوية والوضوح ....
................

الشاعرات الثلاث .. يكتبن قصيدة النثر .. وما يتطلبه من استمرارية مع شعراء الجيل الحاضر .... وهناك اختلاطات في التفعيلة الخليلية تراوحت بين بحر الوافر والمتدارك والرجز وكذلك بحر الكامل ..
مما تشكل ساقية واحدة تصبّ بمحيط الذهنية وصيرورتها ....
تحياتي للشاعرات مع المودات الاكيدة ....
علاء حمد ..
عراقي مقيم في الدنمارك ...






قصيدتي ...........

بهية مولاي سعيد
المغرب
.......................
 قصيدتي المتحجرة
على أطراف أصابعي
 تنتظر لحظة العناق
 قبلة تحكي حرقة الانتظار

 ..........................

 قصيدتي النائمة
على سرير صدرك
 ارتشف ابياتها بقبلة
 مبلولة برضاب الشوق
..........................

 قصيدتي المنتظرة
 تنسج خيالاتها من عينيك
 تتراقص مفرداتها على حافة قدميك
 تكمل مبناها بين ذراعيك

بهية مولاي سعيد ... المغرب

.....................
 في مجالات التربية والمعرفة والاقتصاد منذ عام 1986 ولحد الان في مختلف الصحف والمجلات والدوريات




شذرات
نورا تومي
الجزائر
كأيّ جداول لم تطر بعدُ
اُنشريها دُنُو القمر..
رشّي  الباحة بورودٍ تحبينها
أتفتحين كتاباً الآن؟
ما أغرب سكوتك
أتقرأين؟
هو ذاك..
اُنظري،
من رقّته
تتشقق السطور
******
لاذاكرة تقريباً..
كأنمّا لا زمن
لا جغرافيا،
ولا جهاتَ..
وحدك الآن من أرى
فاشطب الأحرف الزائدة
******
خذ بنا
كتف تلك الطّريق
بابها الفاتحة
ساعة مرّ بي بلبلٌ
ممطرٌ قلبه،
جرحُ تغريدةٍ
هكذا وجهه
شفة تحتفل..
قهوة الفجرِ مذ ذقتها
مرّ بي ها هنا
بوحه البارحة
******

هل رأيت قمراً في الجوار؟
سمعته يختلج..
قلت : اُدنُ،فطار
يهوى المسافة
كلّ المسافة من باب قلبه
حتى المطار.
******
يغرّد عند السّواحل فجراً..
ويغرق في مقلتيها
وينشد وجداً
ومن كلّ نسمة عينٍ عليها يغار



نورا تومي
شاعرة من الجزائر



...........................................








قصائد أستثنائية .. وإمراة مِنْ رائحة الامطار الاستوائية
نادية عزيزة
العراق

***

إسأل عني الخط الرمادي
الشَعريُّ
الفاصل
الأنيق
مابين عدالة اللونين الابيض و الاسود

وأن شئتْ !!
إسألْ خطيئة الارض!!
وذنبي الذي أرتكبتهُ في عينيك
وإسألْ !!
وإسألْ !!
.
.
.
فمالم تغفره ليَ ... السماء يوماً
إني كنت ذلك الانسان
الذي تصدع وجهه في جسد التراب
وأرتكَبَ معصية الإلحاد

في عِشقِكَ .... "أنتَ"

...............

لاترسم ليَّ صورةٌ .. مرتديةٌ فستاني الاسود
في حفلات الاستقبال
ولا تحجز لي طاولة أنيقة
مليئة بالجوري الأحمر ... والشمع الأبيض
على شرفي وشرف البحر الأزرق

ولا تُهديني معاطف الفرو الباهِضة الاثمان
في أعياد الميلاد
ولا اغلى البارفانات الفرنسية

لا تطلب في الاحتفالات
ان يعزفوا لي أغنيتي المفضلة
فكل الالحان... ياسيدي
تموتُ في زحمة الاقدام الثَمِلة
وتُنفى بين شقوق الخشب على المسارح

لاتعتذر ..... ياصغيري
إنكَ في هذهِ العلاقة
تَحُبُني
تَعشَقُني

وتستوقِفُني !!!
مابينَ حجرٍ ... وغيمة في السماء
فكُلِّ شهقةٍ مِنْ أنفاسِكَ
ما تزالُ تركعُ ... في عيني
وتستضيفها ... شفتي
وتُطالِبُني !!
.
.
.
أن أعشقُكَ !!
أكثر
وأكثر
وأكثر

.............

معكَ .....
أُجيدُ مهنة الحروف
المصلوبة على حِبال الورق
وأتقِنُ أدوار الموت في النصوص

وكُلّ يوم يشهدُ معكَ
تَغيرات الفصول ... وانقلابات مناخية
لِرجُلٍ ... يُغير كؤؤس السماء
بالالوان البرتقالية
لِسمة الوجود ... واللاوجود

تَكتِبُني !!!
حرائق مشتعلة في غابات أفريقية
ونِصف قُبلة على جسدِ كائن
يُمتصُ دمهِ في الاحراش البرية
وتَكتُبُني !!!
وتَكتُبُني !!!
وتَكتٰبُني !!!
.
.
.
أنثى !!!
تداخلتْ أزمانها وأماكِنها الورقية
في مُذكراتك العُشبية

أمرأة !!!
غير مؤجل عشقها
على شهادات التأمين
ولا على أصابع منحِ الاجازات المرضية

أمرأة !!!
لاتتكرر في رائحة الامطار الاستوائية
.
.
.
و لاتتكرر كُلَّ يومٍ .... في قصائِدُكَ الإستثنائية



***


نادية عزيزة .. عراقية مقيمة في السويد




...............................................


هناك تعليق واحد:

  1. روعة الانتقاء متجلية في هذا الابداع النقدي سعيدة انا بتواجدي بين شاعرتين متمكنتين
    كل الشكر والتقدير للاستاذ القدير علاء حمد

    ردحذف