المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

جهاز السعادة / مكرم قنديل .... الاردن ....














جهاز السعادة

                   مكرم قنديل .... الاردن


 

إنه جهازٌ للسعادة الداخلية ... لا يتوقف , يَستمد منه أصدقاؤه ومحبيه الانبساط والبهجة , يشع هذا الإنسان بالدفئ , وله حضور دائم , ينتزع منك الابتسامة نزعاً , وابتسامته ليست مجرد تحريك لعضلات وجهه ....بل منبعثة من جذر قلبه , معبرةً عن حالة اهتياجٍ داخلي , وعنده القدرة على نقل الابتسامة إلى وجهك كنوعٍ من العدوى , لنسميها بعدوى المرح أو الابتسام والابتهاج , وتفوح منه رائحة غريبة وزكية , لعلها تكون رائحة هرمونات السعادة .!
لكنك أحياناً لا تستطيع أن تتعرف عليه من ملامح وجهه , التي تكون مكفهرة مترهلة وغير معبرة , ولكنها بالقطع حزينة ... وأكثر ما يطلعك على تشوه فؤاده عينيه الغائرتين الذابلتين , و تنصدم بدورك إذا رأيت مشيته المتثاقلة , وإهماله لمظهره , وإنعدام حماسه للأشياء , وميوله إلى الصمت , كأنه أبكم , يشعرك أنه يستعذب الحزن والبؤس , ويدهشك أنه لا يريد أن يشعر بالفرح , كأنه مفروض عليه ألا يبتهج , يحملك على أن تقر بعبثية الحياة و جَورها .
لعلك ما زلت تصدق أن علماء النفس والفلاسفة والحكماء من قبلهم , قد استطاعوا سبر غوار النفس البشرية أو الدنو منها , والعثور على سرّ الإنسان ؛ أنا لا أعتقد ذلك ... ولا أقرُّ أنهم حتى اقتربوا من شاطئ الحقيقة الإنسانية , وأمامهم الكثير ليكتشفوا خارطة الطريق .
في الوقت الذي اهتزت فيه مدينة نابولي من الضحك لعروض الممثل الكوميدي - كارلينيجا karlinija -
جاء رجلٌ إلى الطبيب المشهور في تلك المدينة للسؤال عن دواء للسوداوية - الكآبة المفرطة - والتي أساءت بدورها إلى صحته , فنصحه الطبيب بالبحث عن التسليةِ والذهاب إلى عروض كارلينيجا .  
فأجابه المريض : .........
أنا كارلينيجا .





مكرم قنديل ..... اردن









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق