المشاركات الشائعة

الجمعة، 20 يونيو 2014

العراق لعنة نصيف الناصري غاب الحب فاشتعلت الحرب / رياض الدليمي ..... العراق ...........













العراق
لعنة نصيف الناصري
غاب الحب فاشتعلت الحرب
رياض الدليمي ..... العراق

 




نصيف الناصري الشاعر العراقي وعمتي عليا العبد هما الناجيان الوحيدان من الطوفان الذي حل بالعراق قبل الآلاف السنين .
الناصري نجا بقلب فيه من صفات الله الكثير قلب بحجم قبضة الكف ولكن فيه من الحب قادر على أن يغمر العالم بالحب والسلام والنقاء .
عمتي عليا العبد رحمها الله التي فارقتنا في أواخر الثمانينات لها من صفات الله ما لم يبلغه بشر ، ولم نسمع ولم نقرا ولم نشاهد مثل نقاء قلبها ومساعدتها للناس وحنكتها ودهائها وطيبتها ، إنها قديسة العراق بلا منازع .
لقد ماتت عمتي وهاجرنا نصيف الناصري إلى السويد فحلت اللعنة لا قرون للشيطان ستولد في العراق ، بل هي لعنة نصيف الناصري فقط .
روي عن الرسول ص : عندما أراد العراقيون أن يحرقوا إبراهيم أراد أن يدعو الله عليهم ، ولو دعا الله عليهم لاستجاب.. فبعث الله له جبريل وقال له ، قل له: يا إبراهيم ربك يقول لا تدع على أهل العراق ، وقد جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي.. أي كل علوم الأرض في هذه البقعة ، وكل خيرات الأرض في هذه البقعة ،
النص التلمودي (اتركوها خراباً يا بابل مأوى للغربان والفئران حتى لا يجد بدوي مكانا يربط فيه ناقته ) ،
العراق ليس ملكا للعراقيين فحسب بل هو ملكا لكل دول العالم
نحن اليوم بأمس الحاجة للخطاب المعتدل المُجمع لا المُفرّق وتقع مسؤولية الاعتدال الخطابي على شريحة المثقفين أولا على مختلف توجهاتهم ومعتقداتهم .
لن يفلح أحدا من تقسيم العراق واقتتال شعبه ، ولن ينجو أحدا من هذه الفتنة الكبرى التي يسوق لها الكثير من الداخل ومن الخارج .
العراق مر سابقا في مثل هذه الظروف العصبية والتقسيم والفتن والاقتتال لكنه خرج أقوى من سابق عهده .
مهما بلغت حجم التحديات الخارجية والداخلية فإننا على ثقة وكما قرانا التاريخ المشرق للعراق إن باستطاعته الخروج من كبوته أكثر قوة ومعافى ، ويستخلص الدروس والعبر من إخفاقاته ، وسيلتف العراقيون بالآخر على مشروع جامع وموحد لهم لان العراق هكذا خلق على التعددية ليس فيه صوتا وحدا أو فئة واحدة تتحكم في مقدراته وتدير شؤونه ولن يرض عن حكما واحدا وسينقلب على حاكمه مهما بلغ من جبروت .
خطاب العالم بكسر اللام مختلف عن باقي الخطابات فهو مؤثر ومسموع وله من يقلده ، فتقع مسؤولية كبرى على المثقف العراقي اليوم ، فلابد أن يكون خطابه موجها نحو مآثر العراقيين المشرقة وحضاراته وموقعه المميز بين دول العالم ، ولابد أن يذكروا العراقيين بان العراق عَلّمَ العالم المدنية ، وأول حضارة نشأت أو قامت على هذه الأرض التي باركها الله بالعقل النير الصانع والمبدع ، وليس هذا الكلام من باب التسويق الإعلامي بل هو ماثلا وشاخصا ويدركه العدو قبل الصديق .
إنني أقول لنفسي أولا للمثقف العراقي ثانيا : إياك وان تعود لانتمائك الطائفي والعرقي وتنزلق إلى ما خطط له من مخططات تقسيميه وطائفية وثقافية .
العراق يتسع للجميع ، بازدهار العراق يزدهر العالم وبنكسة العراق ينتكس العالم .
ولو عدنا إلى العقد التسعيني أو الثمانيني لوجدنا خير مثال على قولنا حينما قامت حرب الخليج الأولى والثانية واحتلال العراق مازال العالم يدفع ثمن هذه الحروب لقد نضبت واشتعلت أسعار البترول ، وهدد السلم المجتمعي العالمي وتفككت دول وانقسم العالم على نفسه وتفشت الأزمات الاقتصادية ، وتفشت الأمراض ، والعالم يخرج من أزمة ويدخل في أزمة اشد من الأولى لسبب بسيط لان العراق ليس مستقرا.
سوف لن ينجو أحدا من دول العالم سواء كانت عربية أو مجاورة من آثار تقسيم العراق أو حروبه .
اليوم تقع على دول العالم الكبرى ودول الجوار والدول العربية مسؤولية تاريخية كبيرة بالعمل على تفكيك أزمة العراق ووضع الحلول العقلانية لها وجمع العراقيين على مشروع وحدوي .
الإقليم السني أو الشيعي أو دولة في كردستان كما يخطط ويروج لها إنها كارثة حقيقة على دول العالم وعلى العراقيين ، من يروج لها ويدعمها كمن يلعب بالنيران ، انه يصب حامض النتريك على الجسد .
اللهم أَعد لنا نصيف الناصري آخر السومريون الناجون من الطوفان والذي مازال حيّا وساخطا علينا ..
العالَم بفتح اللام لم يدرك أو يتفهم الخطر الحقيقي الذي يجري بالعراق اليوم ، فإذا ما تطورت الأزمة فيه فان العالم سيحترق بالحروب والأزمات الاقتصادية ويهدد السلم الأهلي والمجتمعي في جميع أنحاء العالم .


رياض الدليمي .. شاعر من العراق








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق