"الفراشة الأخيرة" / عفاف فاضل العراق ..................................

 

 

"الفراشة الأخيرة"

عفاف فاضل

العراق

حبيبي وإن شرعتْ لي مُجددا
كل أبواب الأمل على وسعها
لا لن أعود أبدا
لأنني أخشى على أجنحتي
من قسوتك المُفتعلة
التي تُصرّ على التظاهر بها
كلّ مرّة كلما عُدتّ
بفرحٍ ولهفة وحنين
ذلك الحنين ياحبيبي
الذي لو أمطرت منه
قطرة واحدة صغيرة
على حجرٍ جُلمود الشديد
لتحوّل إلى عشبة ندية
ولأنبتت منه بلحظات
زهرتا كاردينيا توأمين
لا ياعشق روحي الأوحد
فأنت في كلّ مرّة
تُعيد ذات الكرة
تملأ النوافذ بالنور
وتُزيّنها بكل الحنان
وتُخبرني بأنّك تُحبني
وإن ليلك من دوني طويل
وبأن طيفي يزورك
وإنّ صوري الليلة لم تفارقك
وبكلّ اللُغات والصور
وبألوان الموسيقى المُمتدة
من الشرق إلى الغرب
تُصوّر لي مشاعرك
حبيبي في كُلً مرًة
بمنتهى الجمال والرقّة
وبعذوبتك التي تقضي
على كُلّ ماتبقى لي من صبرٍ
حيث يذبحني إشتياقي إليك
ويرسم حول عيوني هالات من الموت
في كل مرًة تنير لي النوافذ
أركض نحوك
وأفتح ذراعيّ لأحتضنك
وحينما أصل
أوّل ماتخبرني به
بأن لديك موعد
ووقتك معي محدد
بعد لحظات تأمرني
أن لاأحُبك
لكنك دائما تُنير النوافذ
وتمدني بالنور لأستدل على الطريق
وعند أول وصولي تُغلق بوجهي
الأبواب... جميع الأبواب
حبيبي ليس هذه المرّة
إن كان قلبك كسير
وتخشى عليه وجعا جديدا
فدعني وشأني
وابق أنت في مهجرك
ليس هذه المرّة
رُغما عني
قلبي يسامحك
ولايحمل بين جنباته
سوى حبٍ أكيد
لكنني مجروحة جدا
وخائفة جدا
أن آتي مُجددا
وأعيش ذات العذابات
وذات الأنكسارات
ذات الآلآم
من جديد .

عفاف فاضل ....... أديبة من العراق

 

........................................